أعلن قصر الإليزيه، السبت، أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، سيزور الجزائر من 25 حتى 27 أغسطس/آب، بهدف إعادة إحياء الشراكة بين البلدين بعد شهور من التوتر.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية، صدر بعد اتصال هاتفي بين “ماكرون” ونظيره الجزائري “عبدالمجيد تبون”، أن “هذه الزيارة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلًا”.
ولفت إلى أن الزيارة تأتي كذلك لـ”تعزيز التعاون الفرنسي-الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة فترة الاستعمار”.
ويعول الأوروبيون على الزيارة، لحل الأزمة بين الدول الثلاث المتجاورة: الجزائر وإسبانيا والمغرب، ما قد ينعكس إيجابا على إمدادت الغاز إلى أوروبا.
ويرى مراقبون أن “ماكرون”، سيحاول تعزيز موقف بلاده وعلاقتها مع الجزائر، من خلال محاولة تحسين العلاقات بين الجزائر ومدريد والرباط.
وخلافا لزيارته الأولى، يزور “ماكرون” الجزائر حاملا آمالا من الأوروبيين، وخاصة ألمانيا التي تعاني نقصا في إمدادات الطاقة، وإسبانيا التي تعيش أزمة سياسية تجارية كبيرة مع قصر المرداية، بسبب تغيير مدريد موقفها بشأن الصحراء الغربية.
ويعتقد الأوروبيون أن تطبيع علاقات الجزائر مع هاتين الجارتين، هو المفتاح لرؤية مشروع خط أنابيب غاز ميدكات يزدهر في أفضل الظروف، خاصة في وقت تدعو فيه ألمانيا إلى إعادة تفعيل المشروع، وهو خط أنابيب الغاز الذي يعبر إسبانيا وفرنسا لتغذية الغاز إلى وسط أوروبا.
وأحيت الجزائر الشهر الماضي الذكرى الستين لنهاية 132 سنة من الاستعمار الفرنسي.
ورغم مرور 6 عقود على الاستقلال، لم ترتق العلاقات بين باريس والجزائر إلى المستوى الطبيعي، بل تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما صرّح “ماكرون” بأنّ الجزائر تأسّست بعد استقلالها على “ريع ذاكرة”، يقف خلفه “النظام السياسي العسكري”، ما أثار غضب الجزائر.
وتحسنت العلاقات تدريجيا في الأشهر الأخيرة، وأعرب “ماكرون” ونظيره “تبون”، في مكالمة هاتفية في 18 يونيو/حزيران عن رغبتهما في “تعميقها”.
المصدر: وكالات