جزيرة العرب أو شبه الجزيرة العربية أو شبه القار العربية و هي شبه جزيرة عملاقة تقع جنوب غرب آسيا عند تلاقي قارتي آسيا و أفريقيا.
تبلغ مساحة شبه الجزيرة العربية نحو 3.237.500 كليو متر مربع وتضم عدداً من الدول العربية هي :
- الأردن
- السعودية
- اليمن
- عمان
- قطر
- الكويت
- البحرين
تلعب شبه الجزيرة العربية دوراً جيوياسياً مهماً في العالم وذلك لإحتوائا على احتياطيات عالمية من النفط و مصادر الطاقة
جزيرة العرب تاريخياً
كانت شبه الجزيرة العربية في التاريخ القديم أي قبل 8000 عام جنة الله على الأرض، سهول وخضراء و جبال مغطاة بالأشجار والنباتات الخضراء، أهوارها مليئة بالماء العذب و أنهارها جارية ص صافية.
ولكن رحلة تصحر جزيرة العرب بدأت خلال ال 8000 عاماً الماضية، فتحولت من جنة خضراء إلى صحار قاحلة لا نبات فيها و لا ماء، بالطبع تعد حالة التصحر التي تمر بها جزيرة العرب حالة استثنائية مقارنةً بما كانت عليه من الذخر بالحياة و الخضار ووفرة الماء، فقد أحصا العلماء عدد البحيرات التي كانت تروجي الجزيرة العربية و التي وصل عددها على حد تعبيرهم إلى أكثرمن عشرة آلاف بحيرة تغذيها مئات الأنهار التي تجري في أراضي الجزيرة العربية أو تعبرها.
كان إلى الشرق من جزيرة العرب واد عظيم خصيب وفير الخضار يبلغ عرضة ما يقارب 200 كليو متر تصب فيه أغلب أنهارها وحتى أن نهري دجلة و الفرات كانا يعبران هذا الوادي ليصبا في بحرالعرب جنوباً، اليوم وعبر آلاف الأعوام طغت مياه البحار لتغمر هذا الوادي الخصيب ويتشكل اليوم ما يعرف لدينا بالخليج العربي الذي يمتد من البصرة شمالاً حتى بحر العرب جنوباً.
ولكن كيف غمر هذا السهل الخصيب وكيف انتهى الأمر بجزير العرب إلى صحراء قاحلة ؟.
لنعد في التاريخ إلى قبل ذلك بكصير ف منذ آلاف الأعوام قبل هذا وعلى وجه التحديد مايقرب 18 الف عام كان الجليد يغطي شمال الكرة الأرضية و كانت الكتلة الجليدية في العالم تبلغ ثلاثة أضعاف ماهي عليه الآن حيث كان حجماً بالأرقام يبلغ نحو 70 مليون كليو متر مكعب فيما لا تتجاوز في يومنا هذا 27 مليون كيلو متر مكعب وهي كما يعلم الجميع في حالة تقزم مستمرة. هذا يعني أن مياة البحار في ذلك الوقت كانت على مستوى أقل مما هي عليه اليوم بنحو 120 متراً.
من أهم الأسباب التي أدت إلى انحسار الجليد الذي كان يغطي شمال الكرة الأرضية و صولاًُ إلى وسط أوربا حالياً هو وبحسب تعبير العلماء إنزياح جزئي طرأ على محور دوران الأرض مما أدى إلى تغير موقع المناطق في جميع أنحاء الكرة الأضية بالنسبة لخطول العرض و لأقرب نقطة من الأرض تدور تحت الشمس.
أي أن جميع المناطق التي كانت تقع شمال مدار السرطان (أي المناطق المعتدلة ) تحركت نحو الجنوب لتصبح ضمن منطقة مدار السرطان أي أنها تحركت بإتجاه النقاط الأكثر حرارة في الأرض و هذا ينطبق أيضاً على القطب الشمالي الذي تحرك جنوباً نحو المناطق الأكثر حرارة لتبدأ كتلته الجليدية بالذوبان شيئاً ف شيئاًَ مما أدرى إلى ارتفاع منسوب مياه البحار لتغمر الكثير من المناطق المنخفضة حول العالم و تقلص مساحة اليابسة بشكل ملحوظ حتى يومنا هذا .
طبعا كما قلنا أن ارتفاع مستوى سطح البحار أدى إلى غمر الناطق المنخفضة من اليابسة و التي كان منها الوادي الخصيب شرق جزيرة العرب ليتشكل كما أشرنا سابقاً الخليج العربي.
لقد كان الغمر البحري لليابسة في البداية أكبر مما هو عليه اليوم بكثير، امتد الغمر البحري لوادي جزيرة العرب ليصل وسط العراق حالياً بينما فاض البحر الأحمر ليصل إلى غور الأردن حالياً ليشكل هذا الطغيان لمياه البحر الأحمر بحيرة البحر الميت العملاقة بعد انحساره.
بدء الحقبة الجديدة و تصحر جزيرة العرب
يشير علماء الجيولوجيا إلى أن أهم العوامل المؤثرة بدرجات الحرارة على الأرض هي حركة الأرض بالنسبة للشمس و باقي الكواكب و بالإضافة إلى تغير محور دوران الأرض بين 22.5 إلى 24.5 درجة خلال فترة زمنية تصل إلى 41 ألف عام .
خلال الفترة الأخيرة من عمر المنطقة العربية ككل تغير محور دوران الأرض كما ذكرنا مما أدى إلى تحرك المناطق الباردة نحو المدارات الحارة من الأرض وكانت جزيرة العرب إحدى تلك المناطق التي تحركت مقتربةً أكثر نحو نقطة تعامد الشمس مع الأرض مما أدى إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة في المناطق الواقعة عند تلك النقطة و التي هي اليوم تقع ضمن مدار السرطان.
الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في منطقة جزيرة العرب أدى إلى حصول هجمات ممنهجة للجفاف الموسمي مع مرور الوقت، وقد أدى هذا الجفاف إلى تناقص عدد الأنهار و البحيرات في جزيرة العرب وبالتالي أدى النقص الحاد في المياة إلى تناقص الغطاء النباتي شيئاً فشيئاً، ومع انقطاع مسير الأنهار و جفاف الينابيع والبحيرات الكثير بدأت التربة بالتشقق و التملح لتتحول مع الزمن و عن طريق عوامل التعرية و الحت و غيرها تحولت إلى كثبان رملية متلاطمة تغطي معظم المنطقة فيما عدا أجزاء بسيطة منها.
استمر هذا التصحر و الجفاف في جزيرة العرب على مر آلاف الأعوام، حتى أن الربع الخالي في السعودية عرف في كثير من الأحيان بأسخن نقطة على الأرض، بالطبع يمكن التعرف على طبيعة الربع الخالي من اسمه ( الربع الخالي) فهذه التسمية نابعة من خلو الربع الخالي من أي شكل من أشكال الحياة النباتية أو الحيوانية. وما تزال الحرارة و التصحر تعصف في المنطقة حتى الآن.
ولكن تغيرات مناخية بسيطة طرأت على الأرض وتأثرت بها منطقتنا العرية تنبئ بما هو قادم و ما سيكون عليه الوجه الطبيعي للمنطقو خلال الأعوام و الحقب القادمة.
جزيرة العرب ..مروج خضراء و أنهار دفّاقه
تقول الدراسات الجيولوجية أن جزيرة العرب تطفوعلى بحار من الماء و النفط، فقط قام النفط بدوره بخدمة المنطقة وايصالها إلى ما هي عليه الآن من وضعها العالمي و الحداثي، ولكن على حد تعبير العلم فإن بحار المائ الجارية تحت الجزيرة العربية لن تعيد طبيعة المنطقة الخلابة التي كانت قبل آلاف السنين، و إنما ما سيعيدها هو التغيرات المناخية التي تطرأ على الكرة الأرضية عبر مرور الحقب الزمنية.
إن أي مشاهد لمجريات الأحداث الطبيعية العالمية يجد أن منطقة جزيرة العرب هي من المناطق الأقل نصيباً بالأمطار و الثلوج من خيرات السماء ولطالما كانت صحاريها خالية على عروشها و لكن خلال السنين الأخيرة من عشريتنا هذه شهدت مناطق جزيرة العرب معدلات هطول مطرية مرتفعة أدت لحدوث سيول وفيضانات في بعض المناطق و على الأخص في السعودية و الإمارات و عمان، بالطبع فإن هذه الهطولات تزداد عاماً بعد وعام حتى أن بعض مناطق الربع الخالي تحولت إلى بحيرات بالفعل في الفترة الأخيرة و ذلك بفعل تجمع مياه السيول فيها.
بحيرات في الربع الخالي .. منظر عجيب وأمر غريب وحتى يمكننا القول أن هذه هي المعجزة التي وعدت فيها جزيرة العرب منذ أعوام طوال منذ تكلم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عن علامات الآخرة حيث قال : «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً».
لا ينفي أحد صحة حديث رسول الله الأكرم و هذا الحديث يعتبر إثباتاً دينياً للنظرية العلمية القائلة بأن تغيرات مناخية ستطرأ على الأرض أو بالأحرى بدأت تطرأ منذ فترة من الزمن وبدأت بالفعل تسير بجزيرة العرب نحو حقبة جديدة من الخضار و الأنهار ووفور الخيرات.
الصور من حساب المصور : أحمد الطوقي
المصدر : قطرعاجل