طالب العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز”، الأحد، بحل سياسي ينهى الحرب في أوكرانيا، موضحا طبيعة سياسة المملكة إزاء الأزمات التي تشهدها البلدان العربية بينها اليمن وسوريا وليبيا ولبنان والعراق.
وفي خطابه أمام مجلس الشورى، أكد الملك “سلمان” موقف المملكة الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية – الأوكرانية ووقف العمليات العسكرية بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وشدد على ضرورة العودة لصوت العقل والحكمة وتفعيل قنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية، في ظل ما يشهده العالم من حروب، حسب ما نقلته وكالة “واس” السعودية الرسمية.
وحثّ، المجتمع الدولي على تكثيف ومضاعفة الجهود في سبيل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وضمان خلو منطقة الشرق الأوسط منها.
#فيديو | كلمة #خادم_الحرمين_الشريفين في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى.#خطاب_الملك_في_مجلس_الشورى #واس pic.twitter.com/UdejWX226k
— واس الأخبار الملكية (@spagov) October 16, 2022
وبخصوص قرار أوبك + الأخير بتخفيض إنتاج النفط، قال العاهل السعودي إن المملكة تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أعلنت مجموعة أوبك+ تخفيض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل نفط يوميا اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهو قرار قوبل بغضب أمريكي؛ بسبب معدل التضخم العالي بالبلاد.
الجارديان: السعودية تتجاهل غضب أمريكا لأول مرة في التاريخ
في سياق آخر، دعا الملك “سلمان”، إيران إلى الوفاء عاجلاً بالتزاماتها النووية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما دعاها لاتخاذ خطوات جدية لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي.
ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران وواشنطن و5 دول أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/ أيار 2018.
وزير الداخلية الإيراني يهاجم السعودية ويتهم تابعين لها بإعطاء أوامر للمتظاهرين
الأزمات العربية
وبشأن الأزمة اليمنية، أعرب الملك “سلمان” عن أمله في أن تؤدي الهدنة في اليمن التي ترعاها الأمم المتحدة تماشياً مع مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة بالبلاد للوصول لحل سياسي شامل وتحقيق السلام المستدام بين الأشقاء في اليمن.
وأكد ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان تقود إلى تجاوز أزمته وأهمية بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية.
واعتبر الملك “سلمان” أن أمن العراق واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، مؤكدا دعم المملكة لأمنه واستقراره ونمائه ووحدة أراضيه وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي.
وأكد ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سوريا واستقرارها وعروبتها ونشدد على أهمية منع تجدد العنف.
السعودية: مساعي تمديد الهدنة في اليمن لا تزال قائمة
وبشأن السودان، جدد العاهل السعودي دعم المملكة للشعب السوداني الشقيق ولكل جهد يسهم ويشجع الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها.
وحول ليبيا، أشار الملك “سلمان” إلى دعم المملكة لوقف إطلاق النار الكامل في ليبيا والدعوة الليبية إلى المغادرة التامة للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء.
وشدد على أن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وطالب الملك “سلمان” بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان والحرص على دعم أمنها وعدم تحولها إلى منطلق للعمليات الإرهابية أو مقر للإرهابيين.
وأعرب عن التزام المملكة في مساعدة الدول الأكثر احتياجاً والدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
وأشار إلى أن إجمالي مساعدات المملكة في مجال الأمن الغذائي والزراعي بلغ ما يقارب مليارين و890 مليون دولار.
كيف استفادت السعودية من الغزو الروسي لأوكرانيا؟
حراك تنموي
في سياق آخر أكد ملك السعودية، أن المملكة تشهد حراكاً تنموياً شاملاً ومستداماً مستهدفة تطوير القطاعات الواعدة والجديدة ودعم المحتوى المحلي وتسهيل بيئة الأعمال وتمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص وزيادة فاعلية التنفيذ.
وأوضح أن النهج التنموي في المملكة يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة محورها وهدفها الإنسان الذي سيدير تنمية الحاضر ويصنع تنمية المستقبل بالمعرفة.
وأعرب الملك “سلمان” عن حرص بلاده على دعم الخطط والبرامج التي تسهم في رفع نسبة التملك السكني للأسر السعودية وحصول المواطنين والمواطنات على خدمة ورعاية صحية متميزتين وزيادة مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل.
ولفت إلى أن مكانة المملكة ودورها المحوري على الصعيدين السياسي والاقتصادي وموقعها الاستراتيجي جعلتها دائماً في قلب العالم مواكبة لمستجداته ومُسهمة في مواجهة تحدياته ومستثمرةً لفرصه ومجالاته.
السعودية تنضم لداعمي المبادرة الأممية لحل أزمة ليبيا