عكست ردود الفعل في لبنان على حادثة شاحنة «حزب الله» التي كانت محملة بالذخيرة تصعيداً بين الحزب وخصومه واتساع الانتقادات لانتشار سلاحه في مختلف المناطق اللبنانية. وكان لافتاً أن «التيار الوطني الحر»، الحليف الوحيد للحزب خارج الطائفة الشيعية، انضم إلى منتقدي سلاحه، إذ شكّل حادث الشاحنة في منطقة لها رمزيتها المسيحية، وسقوط قتيل من أنصار «التيار»، إحراجاً غير مسبوق له، وطرح أسئلة حول العلاقة بين الطرفين.
وفي موقف يعبّر عن امتعاض «التيار» من تفلّت سلاح الحزب، قال في بيان عن الحادث: ما حصل في بلدة الكحالة جرس إنذار للخطر المحدق بدولة تتحلّل ومجتمع يتشنّج. كما أكد عضو المجلس السياسي في «التيار» وليد الأشقر أن «تغطية سلاح الحزب محصورة بدوره في مواجهة الخطر الخارجي وليس دوره في الداخل». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية قلنا إن وجهة السلاح نحو إسرائيل، لكن عندما يوجّه إلى الداخل نتحفّظ عليه».
إلى ذلك، قال رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل «إننا غير مستعدين للتعايش مع ميليشيا مسلحة في لبنان». وأضاف «لبنان في موقع خطر ولا يُمكن أن نكمل على هذا النحو، فنحن نصل إلى نقطة اللاعودة والمشاكل المتنقّلة في كلّ المناطق مترابطة مع بعضها وهي نتيجة وجود سلاح خارج إطار الدولة». وقال الجميل: «نعرف قيمة الشهادة والحرب وقسوتها وهذا ما نحذّر منه كي لا نقع فيها مرّة جديدة».
في سياق آخر، فرضت الولايات المتحدة، بالتزامن والتنسيق مع كندا وبريطانيا، عقوبات على الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وأفراد من أسرته والمقربين منه، في خطوة بدت متكاملة أيضاً مع إجراءات قانونية اتخذتها دول أوروبية عدة، بغية مساءلة سلامة ومعاونيه عن تورطهم في قضايا «فساد» بهدف «الإثراء غير المشروع».