سفير السعودية يبدأ مهامه في الأراضي الفلسطينية لأول مرة منذ عقود
التقى السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية، نايف بن بندر السديري، بوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله الثلاثاء، حيث قدم أوراق اعتماده رسميا.
وفي مؤتمر صحفي خلال الزيارة، أكد السديري موقف بلاده من القضية الفلسطينية على أساس “فرض الشرعية الدولية وحل الدولتين”.
وأضاف السديري أن مبادرة السلام العربية سوف تكون ركنا أساسيا، في أي اتفاق سلام مستقبلي مع إسرائيل.
- السعودية: هل هناك علاقة بين تعيين سفير للفلسطينيين والتطبيع المحتمل مع إسرائيل؟
- القضاء الفرنسي يعلن محاكمة ابنة العاهل السعودي بتهمة”التحريض على العنف”
وقال السفير السعودي إنه لن يزور مدينة القدس، خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية التي تمتد ليومين.
وتعد زيارة الدبلوماسي السعودي هي الأولى للأراضي الفلسطينية منذ عقود، وتأتي بعد أيام من تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التي قال فيها إن بلاده تقترب كل يوم “أكثر فأكثر” من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك ضمن محادثات تقودها الولايات المتحدة.
وتم تعيين السديري سفيرا غير مقيم للرياض “لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس، عاصمة دولة فلسطين”، حسبما ذكرت وكالة الأبناء الفلسطينية (وفا) في منتصف أغسطس/ آب الماضي.
ووصل السديري على رأس وفد سعودي إلى الأراضي الفلسطينية برا من الأردن، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس عباس إنه لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم الكاملة.
ومن المقرر أيضا أن يزور السديري صباح غد الأربعاء قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ويضع إكليلا من الزهور على قبره.
وكانت السعودية قد أغلقت قنصليتها في القدس الشرقية، بعد احتلال إسرائيل لأراض فلسطينية في عام 1967.
وأقامت إسرائيل في عام 2020 علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، بمقتضى اتفاقات أبراهام التي رعتها واشنطن، لكن السعودية امتنعت حينذاك عن اتباع نفس النهج حتى يتم حل صراع إسرائيل مع الفلسطينيين.
ومع ذلك، أعلن ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة، محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي عن توجه جديد للرياض.
وفي الأشهر الأخيرة، أرسلت إسرائيل وفودا إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأحداث، بما في ذلك اجتماع اليونسكو.
“تحفظات قوية”
بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.
الحلقات
البودكاست نهاية
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، إنه يعتقد “أننا على أعتاب سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية”.
لكن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أعرب في وقت سابق عن تحفظات قوية للفلسطينيين.
وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “إن أولئك الذين يعتقدون أن السلام يمكن أن يسود في الشرق الأوسط، دون أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية المشروعة كاملة، سيكونون مخطئين”.
وكان من المفترض أن تؤدي اتفاقيات أوسلو لعام 1993 إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن سنوات من المفاوضات المتوقفة والعنف جعلت أي حل سلمي للصراع حلما بعيد المنال.
في هذه الأثناء تعمل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليمينية المتشددة على توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي ما يعقد الصراع.
وقال الأمير محمد بن سلمان، في حديثه مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية الأسبوع الماضي، إن المملكة تقترب من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لكنه أصر على أن القضية الفلسطينية تظل “مهمة للغاية” بالنسبة للرياض.