في حين خيَّمت أجواء الحزن على مصر بعد الحريق الهائل الذي نشب في مديرية أمن الإسماعيلية، بدأت السلطات المصرية (الاثنين) تحقيقات موسعة حول الحريق. وأمر النائب العام المستشار محمد شوقي، بفتح تحقيق عاجل وموسع بشأن الحريق الذي نشب في مبنى المديرية فجر الاثنين.
ولم يتم الإعلان رسمياً، حتى كتابة التقرير، عن سقوط قتلى جراء الحريق، في حين أعلنت وزارة الصحة عن إصابة 38 شخصاً بجروح مختلفة.
ووفق بيان النيابة العامة (الاثنين)، فإن فريقاً موسعاً من محققي النيابات انتقل فور تلقي الإخطار بنشوب الحريق إلى مقر مبنى مديرية الأمن لمعاينته، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن.
وأوضحت النيابة أن المعاينة أظهرت تفحماً بكامل مبنى مديرية الأمن، وأن ألسنة اللهب تصاعدت من طوابقه العليا؛ حيث قام رجال الإطفاء والحماية المدنية مدعومين بطائرات للقوات المسلحة بالسيطرة على الحريق وإخماده بعد جهود مضنية في هذا الصدد، كما تبين من المعاينة إجراء عمليات لإجلاء المصابين عبر سيارات الإسعاف الموجودة بمحل الواقعة.
وقام فريق محققي النيابة العامة بسؤال 33 مصاباً ممن سمحت حالتهم بذلك؛ حيث تبين أن 29 من المصابين أدخلوا المجمع الطبي بالإسماعيلية، وأودع أربعة آخرون مستشفى هيئة قناة السويس، فيما لا تزال النيابة تباشر تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحريق وملابساته.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان، رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة الإسماعيلية، لاستقبال أي مصابين جراء حادث الحريق. وأكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدفع بـ50 سيارة إسعاف كاملة التجهيز إلى موقع الحريق فور تلقي بلاغات حدوث الحريق، مؤكداً توافر جميع أدوية الطوارئ وفصائل الدم في مستشفيات المحافظة.
وأشار عبد الغفار إلى أن سيارات الإسعاف قدمت خدماتها لـ12 مصاباً انصرفوا من موقع الحادث، فيما تم نقل 26 حالة إلى المجمع الطبي بالإسماعيلية، منهم 24 حالة اختناق وحالتا حروق، مشيراً إلى خروج 7 مصابين بعد تلقي الخدمة وتحسن حالتهم الصحية، وجارٍ المتابعة.
كان وزير الداخلية المصري محمود توفيق، انتقل إلى موقع حادث حريق مديرية أمن الإسماعيلية، وتفقد الموقع ووجه بتقديم أوجه الرعاية للمصابين لحين اكتمال شفائهم. كما وجه الوزير بتشكيل لجنة من الاستشاريين للوقوف على أسباب الحريق، فضلاً عن مراجعة السلامة الإنشائية للمبنى لاستعادة كفاءته في أقرب وقت.
وزار اللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، المصابين بالحريق، حيث تابع الوضع الصحي لهم موجهاً بتوفير كل سُبل الرعاية الطبية من أطقم العمل بمجمع الإسماعيلية الطبي، الذي استقبل حالات المصابين جراء الحريق.
من جهة أخرى، أهاب المركز الإقليمي لنقل الدم بالإسماعيلية المواطنين سرعة التبرع بالدم لتفادي وجود عجز في مختلف الفصائل، لتغطية الاحتياج الطبي على أثر الحريق. وناشد أعضاء البرلمان عن محافظة الإسماعيلية أبناء المحافظة التبرع بالدم.