نقلت إسرائيل عمليتها العسكرية “السيوف الحديدية” من الجو إلى البر بعد أن ركزت ترسانتها الصاروخية من الأسلحة المتطورة والطائرات الحربية، لمدة أسبوع في قصف غزة من الجو، ما أودى بحياة 1799 فلسطينيا بينهم 583 طفلا.
وأمرت إسرائيل، يوم الجمعة، سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، في إجراء رفضته حماس، وأكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1.1 مليون شخص، تزامنا مع تزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر منذ حوالي 15 عاما.
ولأول مرة منذ انسحابها قبل 17 عاماً، اتخذت إسرائيل قرارا باجتياح بري لغزة، بعد سياسة “الأرض المحروقة” التي اتبعها بالغارات المدمرة، تمهيداً لتخفيف الأضرار والخسائر المتوقعة من هذا الغزو.
وبدأت قوات الاحتياط، التي تم استدعاؤها والبالغ عددها 350 ألف عنصر؛ 100 ألف منهم على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والبقية في محيط غزة، تدريبات عملية على الاجتياح.
ووفق تقديرات خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الاجتياح البري سيدمر قطاع غزة بلا مبرر، ويواجه صعوبات أبرزها: الكمائن والخنادق في غزة، والأعداد الكبيرة من الرهائن الإسرائيليين، والتحصينات التي شيدتها حماس بالقطاع، ومع ذلك يمكن تنفيذ عمليات توغل من قبل مجموعات خاصة للقيام بعمليات نوعية فقط.
ماهي القدرات العسكرية للقوات البرية الإسرائيلية؟
يتألف الجيش الإٍسرائيلي من 173 ألف جندي في الخدمة الفعلية، ونحو من 465 ألف جندي احتياط، ويبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو 1.7 مليون شخص.
- حشدت إسرائيل قوام جيشها وبينه 8000 من قوات الكوماندوز الخاصة، وقطع المدفعية وقاذفات الصواريخ إلى جانب 300 دبابة في مستوطنة سديروت الحدودية.
- يبلغ تعداد القوات البرية الإسرائيلية 140 ألف جندي يزاولون الخدمة حاليا، وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا توصف بأنها من ضمن الدبابات الأكثر تحصينا في العالم.
- تمتلك إٍسرائيل 7500 مدرعة قتالية، ويبلغ قوام سلاح المدفعية نحو ألف آلية بينها 650 مدفعا ذاتي الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميداني.
ماذا عن قوتها الجوية والصاروخية؟
وفق إحصائية نشرتها صحيفة “ذا صن” البريطانية، استخدمت إسرائيل منظومة قاتلة من الصواريخ والقنابل ضمت أكثر من 600 طائرة حربية و300 قاذفة صواريخ لمهاجمة قطاع غزة المكتظ بالسكان، بينما أسقطت 2000 قطعة ذخيرة و1000 طن من القنابل على أكثر من 2400 هدف لحركة حماس في قطاع غزة وذلك حتى يوم الأربعاء الماضي.
وفق تقارير عسكرية تمتلك إسرائيل 595 طائرة حربية متعددة المهام، بينها 241 طائرة مقاتلة و23 طائرة هجومية، إلى جانب 128 مروحية عسكرية، وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة وأخرى للشحن العسكري.
كما لديها، وفق موقع “غلوبال فاير” و”أرمي ريكوغنيش”، 11 نوعا من الصواريخ بعضها محلي وأخرى مستوردة من دول أخرى وتشمل صواريخ مجنحة وأخرى باليستية إضافة إلى المدفعية الصاروخية، وأبرزها:
- “أريحا – 1″: صاروخ باليستي قصير المدى تم تطويره بين فرنسا وإسرائيل يتراوح مداه بين 500 و720 كيلومترا، لكن تم إخراجه من الخدمة.
- “أريحا – 2″: صاروخ باليستي متوسط المدى طورته إسرائيل يتراوح مداه بين 1500 و3500 كيلومتر.
- “أريحا – 3″: صاروخ باليستي متوسط المدى طورته إسرائيل مداه يتراوح بين 4800 و6500 كيلومتر.
- “لورا”: صاروخ باليستي قصير المدى مداه 280 كيلومترا يمكن إطلاقه من البر أو البحر وهو من فئة الصواريخ المضادة للسفن.
- “”أرو – 3″.. وهي جزء من شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، التي صممتها إسرائيل لحماية أجوائها لاعتراض الأهداف الجوية التي تحلق في طبقات الجو العليا.
- “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” وتقوم بتأمين الأجواء القريبة والمتوسطة.
توقعات بعملية برية واسعة طويلة الأمد
واعتبر الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس تطوراً نوعياً في أدائها قياساً إلى الحروب والعمليات السابقة ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي قاس وأكثر غلواً.
- إسرائيل صعدت على مدار الأيام الماضية جويا استعدادا للتصعيد البري عبر استخدام كثيف للنيران برا وبحرا
- من المتوقع استهداف قادة حماس الذين أداروا العملية بجانب استهداف مفرط للبنية التحتية في قطاع غزة.
- القصف الإسرائيلي لم يستثنِ أي مرافق أو مبان، إذ تستخدم مئتي طائرة عسكرية، لقصف رقعة جغرافية تعد صغيرة جدا، على هذا العدد من الطائرات
- حديثها عن حرب طويلة الأمد يعني أنها ستمضي إلى عملية برية واسعة قد تستغرق وقتا طويلا.
الانتقام من “حماس”
أما الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الاجتياح البري لغزة سيدمر القطاع بلا مبرر، كما أن إسرائيل قامت بتجريب ذلك من قبل في حروب سابقة، ولم ينجح.
- الغزو البري يواجه صعوبات الكمائن والخنادق التي حفرتها قوات حماس في القطاع
- الأعداد الكبيرة من الرهائن الإسرائيليين لدى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تقلق إسرائيل.
- التحصينات التي بنتها حماس في القطاع منذ 17 عاما ويمكن أن مفاجأة للقوات الإسرائيلية.
- يمكنها تنفيذ عمليات توغل في أراضي القطاع من قبل مجموعات خاصة للقيام بعمليات نوعية فقط وقد يتسع تدريجيا وفقاً للتطورات الميدانية.
- إسرائيل تهدف الانتقام من حماس على هجومها الناجح عسكرياً من حيث تحقيق المفاجأة بالكامل وخداع إسرائيل مع تأليب الفلسطينيين ضد الحركة بعد فرحتهم الكبيرة بتلك المكاسب كمقدمة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
- إسرائيل تريد إلحاق أكبر دمار بقطاع غزة أكثر من أي عملية حربية سابقة، حتى تكون نموذجاً ورسالة لـ”حزب الله” ليدرك أن مساندة حماس سيجعل العديد من البلدات اللبنانية كمدن ومخيمات قطاع غزة.
- هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل لا يبرر تدمير قطاع غزة.
المصدر: سكاي نيوز