أكد خبراء ومحللون سياسيون واستراتيجيون لموقع “سكاى نيوز عربية” أن مباحثات الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، وتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بخصوص حل الدولتين جاءت في توقيت بالغ الأهمية، تزامنا مع استمرار التصعيد بين حماس وإسرائيل.
وأوضح الخبراء أن الجهود الدبلوماسية وتحركات قادة الدول الكبرى من شأنها تشكيل رأى عام عالمي يدفع باتجاه التهدئة ووقف نزيف الدم وصولا إلى وقف عاجل لإطلاق النار ومن ثم طرح حلول سياسية ودبلوماسية للأزمة أهمها “حل الدولتين”.
وحدة الشعب الفلسطيني
وقال السفير بركات الفرا، السفير الفلسطيني السابق في القاهرة، إن الدولة الفلسطينية معترف بها في الأمم المتحدة بالفعل، والشرط الأساسي لتنفيذ “حل الدولتين” هو “وحدة الشعب الفلسطيني”، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الواقع، كحل جذري للقضية الفلسطينية بصفة عامة.
وتحدث الفرا، لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلاً:
- إسرائيل تعمل حاليا على تدمير قطاع غزة وإبادة الفلسطينيين على مرأى ومسمع من العالم.
- إسرائيل تروج أكاذيب لإطالة أمد المواجهات العسكرية مع غزة والاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة والقدس.
- أولى الخطوات الجدية لحل الأزمة الفلسطينية هي “وقف نزيف الدم” في غزة والضغط على إسرائيل للتراجع عن اجتياح غزة.
- يجب أن يستتبع وقف إطلاق النار الانخراط في مفاوضات سلام حقيقية وفق قرارات الشرعية الدولية وبرعاية أممية.
- قرارات الشرعية الدولية من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تؤيد “حل الدولتين” لإنهاء الصراع.
- يجب أن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس.
- لابد من وجود إجماع دولي أن “حل الدولتين” ممكن وقابل للتنفيذ شريطة التزام إسرائيل به.
- أميركا هي صاحبة فكرة “حل الدولتين”، وبعد تأييدها عربيا لم تنفذ إسرائيل تعهداتها.
سيناريوهات حلحلة الأزمة
ومن جهته قال نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية المصري، إن إسرائيل غير قادرة على “الاجتياح البري”، نظرا لعدم تحديد أهداف لمهاجمتها في غزة ميدانيا بدقة.
الهدف الإسرائيلي الوحيد والمعلن حاليا، وفق الخبير الاستراتيجي، هو تدمير حماس، وهذا حديث للاستهلاك الإعلامي، غير قابل للتحقيق على أرض الواقع منذ سنوات، كما يستحيل تنفيذه حاليا وفق معطيات كثيرة، والغرض الحقيقي منه حفظ ماء الوجه عقب عملية يوم 7 أكتوبر.
وذكر أستاذ العلوم الاستراتيجية المصري، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، الآتي:
- تنفيذ “حل الدولتين” يجب أن يسبقه تمهيد الأوضاع على الأرض، وهذا أمر صعب في ظل المواجهات الحالية، لكن البدء فيه مطلوب وضروري على المستوى السياسي.
- قد يبقى القصف المتبادل بين الجانبين لفترة أشبه باستنزاف القدرات، ويبدأ بعدها وقف إطلاق النار.
- السيناريو المتشائم هو الاجتياح البري لغزة، وهذا بالتأكيد سيزيد نزيف الدم والتدمير في غزة ويحقق انتصارا زائفا لإسرائيل.
- السيناريو الأكثر احتمالاً هو خروج قيادات حماس من القطاع إلى مكان آخر، مثل إيران، تمهيدا للتهدئة والتفاوض.
- سيناريو آخر يجب أن يكون مطروحا ويحتاج جهدا دوليا، وهو الضغط الدبلوماسي والسياسي من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، ثم في وقت لاحق يبدأ تبادل الأسرى والرهائن وزيادة المساعدة لغزة.
المصدر: سكاي نيوز