تعجز حكومة البحرين عن اقناع الشعب البحريني الذي لطالما كان مناصرا ومؤيدا للقضية الفلسطينية رغم مزاعمها بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني سوف يمثل خطوة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على تجسيد المبادرة العربي بحسب قول وزير خارجيتها عبد اللطيف الزياني
وأي مبادرة عربية هذه التي تسعى للتخلي عن الشعب الفلسطيني وبيعه بدلاً من استعادة حقوقه
فها هي السلطات البحرينيّة التي استضافت اجتماع تشريع صفقة القرن على أراضيها برئاسة
جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي قد أقدمت على أكبر عمليّة تطبيع مجانية، وتتحدى شعبها ومؤسساتها الدستورية، وتفك ارتباطها مع القضية الفلسطينية، وربما مع العروبة والإسلام، وتقف في الخندق الإسرائيلي، وتستعد لكي تكون الدولة الثانية إلى جانب الإمارات التي ستوقع “اتفاق سلام” مع دولة الاحتلال في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل
إنه ليس اتفاق سلام، وإنما “سلام مُقابل الحماية”، والدخول في تحالف عسكري وأمني استراتيجي يتوج نتنياهو زعيما على الخليج والجزيرة العربية، وإدارة الظهر بالكامل لثوابت الأمتين العربية والإسلامية.
حكومة البحرين التي اختارت أن تقف في الخندق الإسرائيلي دون مقابل، لم تطعن القضية الفلسطينيّة بخنجرٍ مسموم آخر فقط، بل طعنت شعبها قبل كل شيء ، هذا الشعب الوطني الأصيل الوفي لعروبته وقضايا أمته، عندما خدعته قبل أقل من أسبوع وادعت تمسكها بمبادرة السلام وقيام الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس في تعليقها على الاتفاق الإماراتي، لنكتشف
بعدها أنها عقدت العزم على توقيع اتفاق سلام مماثل، والأكثر إهانةً أن جميع الشعب البحريني سمع بموقف حكومته الخياني من واشنطن وتل أبيب، وعلى لسان ترامب وليس من حكام بلاده
تطبيع البحرين وقرارات حكومتها لم يمنع الشعب من تأكيد معارضته لها
حيث أعلنت شخصيات بحرينية، رفضها اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي
أعلنت عنه المنامة الجمعة
واعتبر بحرينيون أن اتفاق الحكومة مع الاحتلال لم يمثلهم، ويعد نقطة سوداء في تاريخ
البلاد، مذكّرين بالمواقف الإيجابية البحرينية على مدار العقود الماضية تجاه القضية
الفلسطينية
من ناحية أخرى طالب سياسيون وناشطون بحرينيون بحسب عربي 21 حكومة بلادهم بمراجعة
هذه الاتفاقية، التي تأتي خروجا عن الإجماع العربي تجاه القضية
وقالت جمعية “الوفاق” المعارضة في بيان لها، إنه “لا شرعية لموقف النظام البحريني
من التطبيع مع إسرائيل”
وتابعت بأن “التطبيع مع الكيان الصهيوني تضادٌّ صارخ مع إرادة شعب البحرين وانقلاب
على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين وانسجام تام مع الإرهاب الصهيوني
واعتراف له بحق قتل وتعذيب وتهجير إخوة الدين وأبناء العروبة وشركاء الإنسانية”
بالإضافة إلى ذلك عبر عدد من النواب السابقين، والناشطين في مجال رفض التطبيع، عن استيائهم من هذه الاتفاقية.
أكد الشعب البحريني بالتالي ومن خلال رفضه للتطبيع برمته على خطأ الأسرة الحاكمة في البحرين، وكل الأسر الحاكمة الأخرى في الخليج التي اعتقدت أنها ستكون أكثر أمنا بعد توقيع هذا الاتفاق، بل ما يمكن أن يحدث هو العكس تماما، لأن إسرائيل لن تستطيع حِماية نفسها حتى توفر لهم الحماية، ولا بد من التذكير أنها، أي إسرائيل، خرجت مهزومة من جنوب لبنان، ومن قطاع غزة،
و بعد ذلك تخلت عن جميع عملائها الذين تعاونوا معها، وسعيد الحظ منهم من فتح مطعما
للفول والفلافل في أزقة تل أبيب.