مجلس الجامعة العربية
مجلس الجامعة العربية

الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية يدعو لمعاقبة إسرائيل ويدين الدعم الأمريكي لها

انطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمال مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، والتي عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بناءً على طلب قدمته فلسطين الأحد.

وتأتي أعمال هذه الدورة لبحث التحرك العربي والدولي لوقف جرائم الإبادة الجماعية والوحشية والتهجير القسري، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وترأس وفد دولة فلسطين مندوبها بجامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، بحضور المستشار الأول رزق الزعانين، والمستشار الأول تامر الطيب، والملحق الدبلوماسي ماهر مسعود.

مندوب فلسطين بمجلس الجامعة العربية

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد أكد رئيس الوفد الفلسطيني العكلوك: أن ما تقوم به إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، “من تنفيذ خططها الإجرامية الممنهجة، السياسية والعسكرية، للتهجير القسري الفعلي لمئات آلاف المواطنين الفلسطينيين، خاصة من شمال قطاع غزة، بهدف إخلائه تماماً من المواطنين عبر الإبادة والتدمير والتجويع وتدمير أسباب ومقومات الحياة من ماء وطعام ودواء وعلاج ووقود واتصالات، يشكل انطلاقة فعلية لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، الأمر الذي سيتسبب في مزيد من المعاناة الإنسانية التي تفرضها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها، وهو ما اعتبرته جامعة الدول العربية في قرارات سابقة، عدواناً إسرائيلياً على الأمن القومي العربي”.

وشدد أن “عجز المنظومة الدولية عن وقف هذه الجرائم الإسرائيلية غير مسبوقة الوحشية في التاريخ الحديث، يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، وتدميراً ممنهجاً للقانون الدولي والمنظومة الدولية التي بُنيت على مدار ثمانية عقود، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ تفشل الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن في تحقيق أهداف ميثاق الأمم المتحدة وغاياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وستتذكر الأجيال تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات ومطالبات وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وعدم استخدام الآليات التي يتيحها ميثاق الأمم المتحدة في سبيل ذلك، بما فيها الفصل السابع من الميثاق”.

وقال إن “إسرائيل، قوة الاحتلال المتوحشة، ما زالت تسفك دماء الأطفال والنساء، وتدمر الحياة بكل أشكالها في قطاع غزة، بلا هوادة أو رحمة، ودون أي اكتراث لمفهوم الإنسانية، وما وُضع من شرائع لتعليم الناس معنى الإنسانية”، مشيرا إلى أن “إسرائيل ما زالت تقتل الناس بعشرات آلاف الأطنان من القنابل الأميركية، وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم، وتسرق من بين مسامات جلدهم الإنسانية التي يتشبثون بها حتى الرمق الأخير”.

وطالب العكلوك بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستويي القمة ووزراء الخارجية، وإطلاق خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أربعة أسس وهي العمل ضد أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه التي تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، ولم تفِ بشروط عضويتها في الأمم المتحدة، استناداً إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 19/7/2024، الذي اعتبر أن الاحتلال الإسرائيل غير قانوني ويشكل نظام فصل وتمييز عنصري، وتجب إزالته وآثاره، وانضمام الدول العربية إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، والعمل في اتجاه يعزز بت محكمة العدل الدولية في ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

كما طالب بضرورة مقاطعة الدول العربية، إسرائيل اقتصاديا وسياسياً، وأن تعلن مقاطعة 97 شركة تعمل مع منظومة الاحتلال الإسرائيلي، استناداً إلى قاعدة البيانات التي أصدرها وحدثها مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

كما أكد ضرورة أن تطلق الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني حملات ملاحقة قانونية للمسؤولين الإسرائيليين عن جريمة الإبادة الجماعية، وفق قائمة العار لأولئك المسؤولين الإسرائيليين التي أُعلنت في قرار القمة العربية، وأن تُدرج الدول العربية المنظمات الإرهابية الإسرائيلية التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك، وتمارس الإرهاب ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية.

اقرأ ايضاً
جامعة الدول العربية والصين تؤكدان أهمية عقد القمة العربية الصينية الأولى

وطالب العكلوك، بالعمل مع المحكمة الجنائية الدولية على إصدار مذكرات الاعتقال التي طلبها المدعي العام للمحكمة.

البيان الختامي لاجتماع مجلس الجامعة العربية

وأفاد البيان الختامي للاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بأن “مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، عقد دورةً غير عادية تباحث فيها بشأن التحرك العربي والدولي لوقف جرائم الإبادة الجماعيّة والتهجير القسري والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني”.

وحذر البيان من أن “تلك الجرائم تدخل مرحلة أكثر وحشية تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ أبشع صور التهجير القسري والتدمير والتجويع، خاصةً في شمال قطاع غزة ضمن خطة ممنهجة لإفراغه تماماً من سكانه، وسط حالة من العجز والصمت الدوليين”.

وأدان البيان كذلك “استمرار الولايات المتحدة في تقديم عشرات مليارات الدولارات كدعم عسكري لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، خلال ارتكابها لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.

وقال المجلس في البيان ذاته: “ندين التصريحات الأخيرة لوزيرة خارجية ألمانيا (أنالينا بيربوك) التي اعتبرت فيها أن من حق إسرائيل قتل المدنيين وقصف أماكن سكناهم في إطار ما سمته ظُلما الدفاع عن النفس”.

واعتبر أن “مثل هذه التصريحات تشكل غطاء سياسيا لمواصلة ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.

كما أدان “العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وسوريا”، مطالبا “المجتمع الدولي بممارسة الضغوط الكفيلة بإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على البلدين”.

كما أكد البيان الختامي على “ضرورة تنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة ووزراء الخارجية”.

وذكر البيان من تلك القرارات “بدء خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامّة للأمم المتحدّة، وإدراج المنظمات والمجموعات الاستيطانية الإسرائيلية على قوائم الإرهاب الوطنية العربية، والانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، والملاحقة القانونية للمسؤولين الإسرائيليين المدرجين في قائمة العار المعتمدة من الجامعة”.

كما تشمل القرارات وفق البيان المشترك، “مقاطعة الشركات التي تعمل مع منظومة الاحتلال الإسرائيلي، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإغاثة الشعب الفلسطيني”.

وحث البيان الختامي “محكمة العدل الدولية على الإسراع في الفصل في دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل (التي تقدمت بها جنوب إفريقيا أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2023)؛ بصفة ذلك مسؤولية على عاتق المحكمة، ومن شأنه أن يساهم في وقف جريمة الإبادة الجماعية بغزة”.

كما حث البيان “المحكمة الجنائية الدولية على إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال (بنيامين نتنياهو) ووزير دفاعه (يوآف غالانت).

وحذر البيان الختامي من “قيام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بتقويض عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في غزة، بما في ذلك قصف مراكز ومقرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتصنيفها كمنظمة إرهابية، والعمل على إنهاء مهامها في الأرض الفلسطينية المحتلة”.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام حملة قتل وإبادة جماعية على قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 140 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من عشرة آلاف مفقود، مع دمار هائل وحصار مطبق خلف مجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها على مرأى ومسمع من العالم متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: وكالات + قطر عاجل

شاهد أيضاً

1 1757153

سماع طلقات.. الشرطة الأردنية تطوق محيط السفارة الإسرائيلية

قال شهود الأحد إن الشرطة الأردنية فرضت طوقا أمنيا في محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *