الأمم المتحدة تحذر من “أوضاع لا تطاق” في شمال غزة: حصار وقصف مستمر يهددان حياة مئات الآلاف

عبّر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن صدمته من تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية المكثفة والحصار الإسرائيلي. وأوضح غوتيريش في بيان عبر المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الحياة أصبحت “لا تطاق” بالنسبة للمدنيين المحاصرين في غزة، حيث تتفاقم المعاناة الإنسانية بسبب الإبادة الجماعية والتدمير الواسع النطاق للمناطق السكنية والمؤسسات الحيوية.

ورغم الجهود المتكررة لتوصيل المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومأوى، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض وصول هذه الإمدادات، ما يهدد حياة الآلاف، بمن فيهم الأطفال، خاصة بعد تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بسبب الحصار. وقد وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع في شمال غزة بأنه “كارثي” مع تزايد استهداف المؤسسات الصحية، الأمر الذي يعيق الرعاية الطبية ويضع المزيد من الأرواح في خطر.

وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، أن تدمير الأونروا أصبح من أهداف الحرب الإسرائيلية على القطاع، مشددا على أن عمليات الوكالة في القطاع تقترب من نقطة الانهيار بسبب تزايد الظروف المعقدة.

وقال المفوض العام للأونروا خلال مؤتمر صحفي في برلين، الأسبوع الماضي، “لن أخفي حقيقة أننا قد نصل إلى نقطة لن نتمكن بعدها من العمل”. وأضاف “نقترب جدا من نقطة الانهيار المحتملة. متى ستكون؟ لا أعرف. لكننا قريبون جداً من ذلك”.

كما أكد لازاريني على أنه مع اقتراب فصل الشتاء من المرجح أن يواجه سكان غزة المجاعة وسوء التغذية الحاد.

وأضاف أن قطاع غزة “أصبح أشبه بأرض مقفرة، أود أن أقول إنها غير صالحة للعيش تقريبا”، مؤكداً أن نحو 70% من البنى التحتية في القطاع “دُمرت، والوضع في غزة مروع بالنسبة لعاملي الإغاثة المحترفين وحجم الدمار غير مسبوق، وأغلبية سكان قطاع غزة تكتظ بهم منطقة لا تتجاوز 10% من مساحة القطاع كاملا، ونحو 400 ألف شخص عالقون في شمال قطاع غزة”.

كذلك تطرق لازاريني إلى الوضع في الضفة الغربية قائلاً: إن “حربا صامتة” تدور في الضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر وأسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية) كذلك، قد أعلن في وقت سابق أن أكثر من 400 ألف فلسطيني مهددون بالموت جوعا وعطشا في محافظتي غزة وشمالي القطاع إن لم يقتلوا بالقصف المتواصل جراء الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات.

وحذر بيان للمرصد من تبعات منع الاحتلال الصهيوني وصول أي مساعدات أو بضائع إلى شمالي قطاع غزة منذ عدة أسابيع، في وقت تواصل هجوما واسعا على شمال غزة لليوم العاشر على التوالي لتفريغ المنطقة من سكانها.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 42,924 شهيداً وأكثر من 100,833 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما يبقى آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وسط استمرار القصف على مناطق متفرقة في القطاع.

المصدر: وكالات + قطر عاجل