أظهر استطلاع حديث أجراه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن غالبية اليهود الإسرائيليين بنسبة تزيد عن 82% يعتقدون أن الظروف الأمنية الحالية لا تسمح بعودة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، وسط تصاعد المواجهة المستمرة مع حزب الله اللبناني.
تأتي هذه النتائج وسط قلق واسع من تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة الشمالية، حيث لم تتمكن إسرائيل بعد من تحقيق هدفها المعلن منذ سبتمبر/أيلول الماضي، المتمثل في ضمان عودة آمنة لسكان الشمال ضمن أهداف حربها في غزة.
انقسام الإسرائيليين حول إقالة وزير الدفاع وتأثيرها على الوضع العسكري
كشفت نتائج الاستطلاع عن انقسام واضح بين الإسرائيليين بشأن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت؛ إذ يرى 41% أن هذه الخطوة قد تضعف نتائج الحرب وتؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأمن، بينما يعتقد 23% أن الإقالة قد تحسن مسار الحرب. وبشأن استعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أشار 39% من المستطلعين إلى أن تغيير وزير الدفاع سيعيق هذه الجهود، مقابل 17% يرون أنه قد يكون له أثر إيجابي.
الاستطلاع يعكس تراجع الحماس للخدمة العسكرية والوحدات القتالية
أظهرت بيانات الاستطلاع تراجعا في الحماس للخدمة العسكرية في إسرائيل، إذ أفاد 13% من الإسرائيليين أنهم لا يشجعون أبناءهم على الالتحاق بالجيش، بينما يميل 30% لتوجيههم نحو وحدات غير قتالية. في المقابل، يشجع 29% أبناءهم على الالتحاق بالوحدات القتالية، مما يعكس تخوفات من تدهور الأمن وتأثيراته على استقطاب الجنود.
انخفاض كبير في التحاق جنود الاحتياط بالخدمة العسكرية
فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تراجع ملحوظ في التحاق جنود الاحتياط بالخدمة العسكرية، مما أثار قلق السلطات. وتعود أسباب هذا التراجع إلى الإرهاق الذي يعانيه الجنود بسبب طول مدة النزاع المستمر في غزة ولبنان، إلى جانب مشروع قانون يعفي المتدينين اليهود من الحريديم من الخدمة العسكرية، وهو ما أثار جدلًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، صعّدت إسرائيل هجماتها الجوية، مُوسّعة نطاق ضرباتها لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت. وتزامناً مع هذه الهجمات، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية غزو بري في جنوب لبنان، مما أسفر عن موجة نزوح غير مسبوقة لأكثر من 1.34 مليون شخص، وسط تدهور سريع للأوضاع الإنسانية.
هذه العمليات العسكرية المكثفة أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة، وزادت من المعاناة الإنسانية للمواطنين اللبنانيين الذين يواجهون صعوبات جمة في الحصول على الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية للحياة اليومية.
في المقابل، تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية بشكل يومي. وتشمل عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + متابعات