باتت فرص اندلاع حرب عالمية مرتفعة جدا، فالأحادية القطبية التي ظفرت بها الولايات المتحدة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي بلغت مرحلة الأفول لأنها فشلت في إدارة العالم، حسب عدد من المراقبين والمحللين.
وباتت المؤسسات الدولية التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية بغرض إحلال الأمن وحل النزاعات مؤسسات عقيمة، ولم يعد ممكنا كبح جماح القوى الصاعدة المنافسة إلا بقوة السلاح.
انطلاقا من قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والذي أثبت أن المؤسسات الدولية أصبحت مجرد أدوات تستخدمها واشنطن بحسب مصالحها، يطرح السؤال: هل يعقل أن الدولة نفسها التي أشادت بقرار الجنائية الدولية عندما أصدرت قرارها بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تهاجم وتتوعد نفس المؤسسة وتصف قرارها بالمشين عندما أصدرت قرارا بحق نتنياهو؟
أما عن مجلس الأمن الذي يعجز عن حل أي نزاع وإن توصل لقرار بإجماع أعضائه يعجز عن فرض تطبيقه.
وعدد من الدول طالبت بالمضي بشكل جاد نحو إصلاح مجلس الأمن، بما يشمل استخدام حق النقض، وضم دول جديدة بما يتناسب مع توازنات القوى الجديدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إن الانتقال إلى التعددية القطبية من دون مؤسسات عالمية قوية، يمكن أن يخلق حالة من الفوضى، وتنمو مخاطر الانتهازية العدوانية وسوء التقدير”.
وأضاف: “اليوم نرى دولا تفعل ما يحلو لها دون مساءلة، ويبدو أن الإفلات من العقاب هو اسم اللعبة، ولذلك يجب علينا جميعًا أن نكون مصممين على إعادة إرساء أولوية لسيادة القانون”.
وعن المساواة واحترام المؤسسات الدولية، الشرق الأوسط يغلي على وقع فشل أميركي في ضبط برنامج إيران النووي. فاليوم، رفضت إيران قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي تضمن إجراءات وصفتها بأنها مناهضة لها وأكدت عزمها تشغيل عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي الجديدة.
بينما إسرائيل شددت على أنها ستمنع حصول إيران على أسلحة نووية بأي ثمن.
أما عن سلاح العقوبات الذي فشل في ردع الخصوم مثل إيران وروسيا وكوريا الشمالية، ما تزال واشنطن تصر على إشهاره.
واليوم، قامت الإدارة الأميركية بفرض حزمة من العقوبات على نحو 50 مصرفا روسيا بهدف الحد من وصولها للنظام المالي العالمي، على خلفية حرب أوكرانيا.
في هذا السياق، قال الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، الدكتور سمير التقي لقناة “سكاي نيوز عربية”:
- قضية انهيار المؤسسات الدولية طبيعية جدا.
- أميركا لم تعد تريد أن تقود العالم.
- مجمل المؤسسات الدولية قامت في إطار اتفاقات يالطا وهي اتفاقات جلس فيها ستالين وروزفلت وتشرشل.
- كان هناك نوع من تقسيم العمل بين هذه الجهات واليوم هذا الأمر انهار.
- أميركا اليوم تعتبر نفسها غير مسؤولة عن حماية الاقتصاد العالمي، وهي لا ترى بريكس تهديدا لها، لأن عملاته غير قابلة للتداول الدولي.
- الدول الكبرى تخوض صراع رسم الخطوط من جديد فيما بينها.
- هذه البؤر الساخنة الثلاث تايوان وإسرائيل وأوكرانيا، لن تحل ما لم يتم التوصل لتصور معين حول إدارة هذه الصراعات بالذات.
- الدول الموجودة في مجلس الأمن لا تزال تعتبر العالم بين مستويين، مستوى الدول الخمس ومستوى باقي الدول وهو أقل أهمية في الحساب الاستراتيجي.
- لا يوجد اقتصاد بلا أظافر، والأظافر هي الجيوش والحروب.
- هناك شعور أميركي بأن مستوى الفروق العسكرية لا يزال كبيرا بين أميركا وغيرها.
- نحن في حالة تغير كامل بالبنية الاستراتيجية الأميركية وهذا لا يضبط إلا بحروب أو نشاهد نوع من التفاوص، والصين قد تلعب دورا رئيسيا في ذلك.
- الصين والولايات المتحدة تداخلوا بشكل عميق، وحتى لو جرت بعض العوائق فإن أجزاء كبيرة من سلاسل الإنتاج لا تزال في الصين.
- الحروب ستجري على الرقائق وعلى التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وهنا المنافسة الكبرى.
المصدر: سكاي نيوز