رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي حيز التنفيذ منذ يوم الأربعاء، واصل جيش الاحتلال خرق الاتفاق عبر استهداف مناطق عدة في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابات وأضرار مادية.
تعزيزات عسكرية لبنانية
أعلن الجيش اللبناني تعزيز انتشاره في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بهدف تأمين عودة النازحين والحفاظ على سلامتهم. وأوضح بيان الجيش أن الوحدات العسكرية بدأت بفتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة، تزامنا مع مواكبة حركة النازحين الذين تجاوز عددهم مليون شخص نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام.
استهدافات إسرائيلية رغم الهدنة
شهدت الساعات الماضية قصفا إسرائيليا استهدف بلدات الطيبة والخيام وسهل مرجعيون في الجنوب اللبناني، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بسماع أصوات رشقات رشاشة في بلدة الخيام، مع استمرار التوتر في المنطقة.
في حادث آخر، أصابت غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة ثلاثة أشخاص كانوا داخل سيارة في بلدة مركبا الحدودية. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الهدف من القصف “إبعاد السيارة عن المنطقة المحظورة”، بينما أصيب شخصان في قصف مدفعي استهدف ساحة بلدة مركبا. كما أطلقت دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني في قضاء حاصبيا.
تصعيد وتحذيرات متبادلة
من جانبه، أكد حزب الله أن قواته تراقب انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان، مع إبقاء المقاتلين في حالة تأهب لأي تصعيد محتمل. في المقابل، هددت إسرائيل باستخدام القوة لفرض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى “رصد مشتبه بهم” في مناطق حدودية جنوب لبنان.
قلق دولي واستمرار المعاناة الإنسانية
تأتي هذه التطورات في ظل مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي الذي خلف آلاف القتلى والجرحى في لبنان وأدى إلى نزوح جماعي. ومع استمرار القصف والخروقات، تزداد الضغوط الدولية لمنع التصعيد وضمان التزام الأطراف بالهدنة.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في آخر إحصائية لها أن عدد الضحايا الإجمالي منذ بداية التصعيد وصل إلى 3823 قتيلا و15859 جريحا.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد صعد منذ سبتمبر/أيلول الماضي هجماته الجوية، مُوسّعا نطاق ضرباته لتشمل معظم المناطق اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت، وتزامناً مع هذه الهجمات، كان قد بدأ بعملية غزو بري في جنوب لبنان. في المقابل كانت تتواصل عمليات الرد من قبل حزب الله اللبناني، حيث كان يتم استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات بشكل يومي. وشملت عمليات الرد إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية.
المصدر: قطر عاجل + متابعات