تشهد الأراضي الفلسطينية تصاعدا غير مسبوق في عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 45 ألفا و129 شهيدا و107 آلاف و338 جريحا منذ بدء الهجوم الشامل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. يأتي ذلك في ظل استهداف ممنهج للمدنيين، بما في ذلك قصف المنازل، ومراكز الإيواء، وحتى المساجد، مما أدى إلى مجازر مروعة في مختلف مناطق القطاع.
استهداف المدنيين بلا رحمة
استشهد اليوم 20 فلسطينيا وأصيب آخرون إثر غارات مكثفة استهدفت مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينها مراكز إيواء في حي التفاح شرق غزة ومخيم الشاطئ غربها. كما أفادت المصادر الطبية عن وقوع إصابات في قصف استهدف مركبة وأخرى لتوكتوك في النصيرات. هذه الجرائم تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية التي تشمل ترك جثامين الشهداء في العراء ومنع فرق الإسعاف من الوصول إليهم.
تحقيقات دولية في الجرائم الإنسانية
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بالتحرك الفوري للتحقيق في الجرائم المرتكبة، مستشهدة بتحقيقات أكدت تورط جنود الاحتلال في إطلاق النار بدم بارد على الفلسطينيين. كما دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في قصف مساجد ومناطق سكنية، مؤكدا أن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة
لم تقتصر الانتهاكات على قطاع غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية، حيث استشهدت سيدة مسنة وأصيب آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم بلاطة في نابلس. كما تم اعتقال 14 فلسطينيا على الأقل من مختلف المحافظات، في حملة شملت تدمير المنازل والتحقيق الميداني مع عشرات المواطنين.
دعوات فلسطينية ودولية للتحرك
في كلمته خلال قمة مجموعة الدول الثماني في القاهرة، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2735 لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. كما شدد على أهمية حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار.
أزمة إنسانية تتفاقم والمجتمع الدولي على المحك
مع استمرار العدوان، يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، حيث تشير التقارير إلى آلاف الضحايا تحت الأنقاض، بينما تعجز طواقم الإنقاذ عن الوصول إليهم. الوضع يتطلب تحركا عاجلا لوقف الإبادة الجماعية وتأمين حماية المدنيين وفق القانون الدولي.
الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للالتزام بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان. هناك حاجة ماسة لوقف العدوان، وضمان المساءلة، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للضحايا.
المصدر: قطر عاجل + متابعات