تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدا متواصلا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يتجلى في سلسلة من الهجمات الوحشية والاقتحامات المتكررة للمناطق المدنية والمقدسات. في قطاع غزة، دخل العدوان يومه الـ444، مسفرا عن حصيلة مأساوية من الضحايا، بينما تتصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى والضفة الغربية.
اقتحامات الأقصى وانتهاكات الاحتلال في القدس
في ظل حماية مشددة من شرطة الاحتلال، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، اليوم، من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية داخل باحاته وأدوا طقوسا تلمودية. تأتي هذه الاقتحامات بدعوة من جماعات “الهيكل” المتطرفة التي تحث على تكثيف اقتحامات المسجد خلال عيد “الحانوكاة” اليهودي.
بالتوازي مع ذلك، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية عند مداخل المسجد والبلدة القديمة، واستدعت عددا من حراس المسجد للتحقيق، في محاولة لتضييق الخناق على الفلسطينيين في القدس.
عدوان واسع النطاق على غزة
منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 45,317، معظمهم من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد الجرحى 107,713 بحسب وزارة الصحة. الهجمات الإسرائيلية المكثفة تسببت بدمار هائل للبنية التحتية، حيث استُهدفت منازل، مستشفيات، ومدارس، وأدى الحصار الخانق إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
في الساعات الأخيرة، قصفت طائرات الاحتلال مناطق عدة، منها محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، مما أدى إلى اشتعال النيران بمنازل محيطة، واستشهاد أربعة مدنيين وإصابة آخرين. كما اقتحمت قوات الاحتلال المخيم الجديد في النصيرات بأكثر من 17 آلية عسكرية، ما أسفر عن سقوط 50 شهيدا وجريحا، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وتدمير ما يزيد على 20 وحدة سكنية.
مقاومة فلسطينية تواجه التصعيد
رغم القصف الإسرائيلي المكثف، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عمليات نوعية شمال قطاع غزة، من بينها قتل ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا يتحصنون في مبنى ببيت لاهيا. كما بثت مشاهد جديدة تُظهر استهداف القوات الإسرائيلية وآلياتها في جباليا، في رسالة تحدٍ واضحة للاحتلال.
تدهور الأوضاع في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عمليات الهدم والاعتقال، مستهدفة مخيم الفوار جنوبي الخليل وشيوخ العروب شمالها، إضافة إلى مداهمات واسعة في بيت لحم.
كارثة إنسانية تستدعي تحركا دوليا
مع تفاقم الأوضاع، يدعو الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العدوان وضمان حماية المدنيين، وسط إدانات واسعة للجرائم المرتكبة. فيما تواجه الجهود الإنسانية تحديات كبرى بسبب الحصار والقصف المستمر، مما يعمق الأزمة بشكل غير مسبوق.
المصدر: قطر عاجل + متابعات