أعلنت السلطات الصحية الأمريكية تسجيل أول حالة وفاة بشرية ناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) في ولاية لويزيانا، ما أثار قلقا واسعا بين خبراء الصحة حول مخاطر انتشار الفيروس بين البشر. المريض الذي فارق الحياة يبلغ من العمر 65 عاما، وكان يعاني من مشكلات صحية سابقة، وفقا لبيان رسمي.
وأشار مسؤولو الصحة في لويزيانا إلى أن المريض دخل المستشفى في منتصف ديسمبر الماضي بعد تعرضه لمشكلات حادة في الجهاز التنفسي، حيث أظهرت الفحوص المخبرية إصابته بسلالة إنفلونزا الطيور “H5N1” القاتلة. وعلى الرغم من تسجيل هذه الحالة، تؤكد السلطات أن خطر انتشار العدوى بين عامة السكان لا يزال منخفضا.
مخاوف عالمية وتحذيرات من تحول الفيروس
في سياق متصل، حذر خبراء الأوبئة، من بينهم الإيطالي ماتيو باسيتي، من أن هذه الوفاة تمثل “جرس إنذار” بشأن خطورة فيروس إنفلونزا الطيور الذي قد يتحول إلى تهديد أكبر في حال اكتسب القدرة على الانتقال بسهولة بين البشر. وأوضح باسيتي أن ما يثير القلق هو إمكانية تحور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال، لا سيما أن الإصابة الأخيرة لم تكن نتيجة تعامل مباشر مع طيور المزارع كما كان الحال في السابق، بل جاءت نتيجة تلامس مع حيوان منزلي، ما يشير إلى تحول جديد في طريقة انتقال الفيروس.
تزايد الإصابات وتحديات صحية مستقبلية
تُظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن ما يقارب 70 إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور تم تسجيلها في الولايات المتحدة منذ أبريل الماضي، معظمها بين العاملين في مزارع الدواجن والأبقار. كما أودى الفيروس بحياة نحو 130 مليون طائر، وأصاب مئات من قطعان الأبقار المنتجة للألبان، مما تسبب في أضرار كبيرة لقطاع الزراعة.
رغم ذلك، أكد البيان الرسمي الصادر عن مراكز السيطرة على الأمراض أن الخطر الصحي العام لا يزال “منخفضا”. وأضافت المراكز أنها تراقب الفيروس عن كثب للبحث عن أي علامات على اكتسابه القدرة على الانتقال بين البشر.
جهود تطوير اللقاح والمراقبة الوقائية
وفي ظل تصاعد المخاوف، أشار باسيتي إلى أن جهود العلماء تتركز حاليا على تطوير لقاح فعال لمواجهة هذا الفيروس، مع تشديده على أهمية الإجراءات الوقائية والمراقبة المستمرة، خاصة في الولايات المتحدة التي شهدت زيادة في عدد الإصابات خلال عام 2024.
لا مجال للتهاون رغم انخفاض خطر إنفلونزا الطيور الحالي
من جانبه، دعا العديد من الخبراء إلى عدم التهاون مع الوضع الراهن، مؤكدين أن ظهور أول حالة وفاة بشرية في الولايات المتحدة يجب أن يكون بمثابة حافز لتكثيف الجهود في البحث عن حلول وقائية. وأكدت جينيفر نوزو، عالمة الأوبئة بجامعة براون، أن “هذا التطور تذكير خطير بمدى فتك فيروس H5N1 وخطورته المحتملة إذا انتقل بين البشر”.
مع استمرار تسجيل إصابات جديدة وإنذار الخبراء من إمكانية تحور الفيروس، تبقى الأولوية للوقاية والمراقبة الدائمة لتجنب أي تفش محتمل قد يشكل تهديدا عالميا.
المصدر: قطر عاجل + متابعات