خلاف السعودية والإمارات يؤجل اجتماع أوبك+ مجددا
تأجل الاجتماع الوزاري للدول الـ 23 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها “أوبك+”، مجددا الإثنين، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تمديد خفض الإنتاج، على خلفية استمرار الخلاف بين السعودية والإمارات بشأنه.
وأفاد مصدر قريب من المنظمة، أنه لم يتم يحدد موعد جديد للاجتماع حتى الآن، وفقا لما نقلته وكالة “فرانس برس”، فيما نقلت “رويترز” عن مصادرها أن تأجيل الاجتماع يعني أنه لا اتفاق على زيادة إنتاج النفط.
وأضافت المصادر أن رئيسي لجنة المراقبة الوزارية المشتركة يحتاجان مزيدا من الوقت لمناقشة موقف الإمارات.
وكان مقررا ختام هذا الاجتماع يوم الخميس الماضي، بتحديد حصص إنتاج اعتبارا من شهر أغسطس/آب المقبل، لكن الإمارات رفضت تمديد مقترح لقيود الإنتاج إلى 8 أشهر إضافية، معتبرة أنه “غير عادل”.
وأوضحت المصادر أن الإمارات توافقت، يوم الجمعة الماضي، مع السعودية وباقي أعضاء “أوبك بلس” على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا اعتبارا من أغسطس/آب إلى ديسمبر/كانون الأول المقبلين، لكنها رفضت تمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية عام 2022 بدلا من نهاية أبريل/نيسان من العام نفسه.
وتنص الخطة المطروحة بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر، اعتبارا من أغسطس/آب وحتى ديسمبر/كانون الأول، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم.
ويتماشى ذلك مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها “أوبك+” منذ مايو/أيار الماضي، والقاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا بعد خفضه بشكل حاد مع التراجع الهائل في الطلب عند بدء انتشار فيروس كورونا.
وحققت هذه الاستراتيجية نجاحا نسبيا، إذ انتعشت أسعار النفط لتبلغ حوالى 75 دولارا لبرميل الخامين المرجعيين برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط بزيادة 50% منذ مطلع العام، وهو مستوى مماثل لما كانت عليه الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
قبول واضح
وأبدت الدول الأعضاء في “أوبك+” موافقة على هذا الاقتراح، إلا أن مسألة التمديد هي التي أثارت خلافا، حيث رفضتها الإمارات.
وتعهد “أوبك+” في أبريل/نيسان 2020، بسحب 9.7 مليون برميل في اليوم من السوق،. عندما تراجعت أسعار الخام بحدّة على وقع الموجة الأولى من الوباء، على أن تعاود ضخّها تدريجيا خلال الفترة الممتدة حتى نهاية أبريل/نيسان 2022.
غير أن هذه المهلة تبدو الآن قصيرة جدا على ضوء الوتيرة الحالية لزيادة الإنتاج،. حيث أن دول التحالف لا تزال تقتطع 5.8 مليون برميل في اليوم من إنتاجها،. الأمر الذي دفع إلى طرح تمديد الاتفاق المطبق حاليا حتى ديسمبر/كانون الأول 2022.
وبينما تؤيّد السعودية وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر/كانون الأول 2022،. ترغب الإمارات في مناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان من العام ذاته.
وتصر الإمارات على رفع خط الانتاج الأساسي بمقدار 0.6 مليون برميل يوميًا إلى 3.8 مليون برميل،. باعتبار أن النسبة الحالية المحددة في أكتوبر/تشرين الأول 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.
لكن وزير الطاقة السعودي، الأمير “عبد العزيز بن سلمان” استنكر ما اعتبره خروجا إماراتيا عن “الإجماع”،. وقال إن المقترح السعودي الروسي بتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الحالي حظي بقبول جميع الدول ما عدا الإمارات.
وأضاف الوزير السعودي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه لا يمكن لأي دولة اتخاذ مستوى إنتاجها في شهر واحد مرجعية،. مشيرا إلى أنه يشارك في اجتماعات أوبك منذ 34 عاما ولم يشهد طوال هذه المدة طلبا كطلب الإمارات.
وإزاء ذلك، تواجه “أوبك+” معادلة صعبة بين انتعاش فعلي لكنه هش للطلب،. وعودة الصادرات الإيرانية المرتقبة، وبين الأسعار المرتفعة الحالية التي تثير استياء بعض كبار المستهلكين مثل الهند.
المصدر: قطرعاجل