لعبة ماينكرافت وقصة الملياردير
عندما نتحدث عن ألعاب الفيديو التي تحققت شعبية هائلة على مر السنين، لا يمكن تجاهل لعبة “ماين كرافت” (Minecraft). تعتبر ماين كرافت واحدة من أشهر ألعاب البناء والمغامرة التي تتيح للاعبين إطلاق العنان لإبداعهم وتشييد عوالم افتراضية خاصة بهم. إن تفاصيلها البسيطة ورسوماتها البكسلية لا تعكس حقيقة قوة هذه اللعبة وتأثيرها العميق على مجتمع اللاعبين.
تم إصدار لعبة ماينكرافت لأول مرة عام 2011 من قبل المطور السويدي ماركوس بيرسون، المعروف أيضًا باسم “نوتش” (Notch). وقد حققت اللعبة نجاحًا هائلاً وتفاعلًا إيجابيًا منذ ذلك الحين، حيث تم بيع أكثر من 200 مليون نسخة حول العالم.
في ماين كرافت، يتم وضع اللاعب في عالم مفتوح ضخم يتكون من كتل مكعبة بأشكال وأحجام مختلفة. يُمكن للاعبين استكشاف هذا العالم، وجمع الموارد، وتشييد هياكل ومنشآت مختلفة، ومواجهة المخاطر والوحوش الموجودة في اللعبة. تتيح ماين كرافت للاعبين حرية كبيرة للإبداع، حيث يمكنهم بناء المدن والقلاع والمنازل والمزارع وغيرها من الهياكل بأي شكل يخطر ببالهم.
واحدة من أهم ميزات ماين كرافت هي طور اللعب الإبداعي (Creative Mode)، الذي يتيح للاعبين الوصول إلى كمية لا حصر لها من الموارد وتجربة قدراتهم الإبداعية بدون حدود. يمكن للاعبين بناء أي شيء يتخيلونه من خلال استخدام الكتل المتاحة في اللعبة. هذا الطور يعزز الابتكار والتعاون، حيث يمكن للاعبين العمل معًا لإنشاء أعمال فنية ضخمة ومدهشة أو إعادة إنشاء المعالم الشهيرة من العالم الحقيقي.
بالإضافة إلى اللعب الفردي، يوفر ماين كرافت أيضًا طور لعب جماعي يسمى طور البقاء (Survival Mode). في هذا الطور، يجب على اللاعبين البحث عن الموارد، وتجنب الوحوش، وبناء الملاجئ للبقاء على قيد الحياة في ظروف صعبة. إن اللعب الجماعي في طور البقاء يعزز التعاون والتنسيق بين اللاعبين، حيث يمكنهم تشكيل فرق والتعاون في مواجهة التحديات وحماية بعضهم البعض.
طبيعة لعبة ماينكرافت
يعزز ما يميز ماين كرافت هو مجتمعه النشط والمتعاون. توجد العديد من المنتديات والمواقع والخوادم الخاصة التي يتمكن اللاعبون من خلالها من التواصل مع بعضهم البعض، تبادل الأفكار والإبداعات، وحتى اللعب معًا في عوالم مشتركة. يقوم اللاعبون بمشاركة إبداعاتهم ومشاريعهم عبر الإنترنت، ويتبادلون النصائح والحيل، مما يسهم في توسيع المجتمع وجعله أكثر تنوعًا وحيوية.
لا يقتصر تأثير ماين كرافت فقط على المجتمع اللاعبين، بل يمتد أيضًا إلى المجال التعليمي. يستخدم العديد من المدرسين ماين كرافت كأداة تعليمية لتعزيز المهارات الإبداعية والتعاونية لدى الطلاب. يمكن استخدامها في تطوير المفاهيم الهندسية والعلمية، وتعزيز المهارات الفنية والتصميمية، وتعليم مفاهيم الاقتصاد والتجارة من خلال إنشاء وإدارة الأعمال المختلفة في اللعبة.
في الختام، لعبة ماين كرافت هي تحفة من الإبداع والتشييد. إنها توفر بيئة افتراضية لا حدود لها تسمح للاعبين بالتعبير عن أنفسهم واستكشاف قدراتهم في البناء والتصميم والإبداع. بفضل مجتمعها النشط وتأثيرها التعليمي، تظل ماين كرافت لعبة استثنائية تستحق الاهتمام والاستمتاع بها.
لعبة ماينكرافت وقصة الملياردير التعيس الذي باع أشهر لعبة حول العالم “بتغريدة”
تعد لعبة ماينكرافت Minecraft من أشهر الألعاب على الإطلاق على مستوى العالم، لكن كثيرون لا يعرفون شيئا عن القصة الغريبة وراء مبتكرها الذي حفلت حياته بالعديد من المحطات الغريبة.
قد يعرف البعض أن مالك هذه اللعبة حاليا هي شركة مايكروسوفت، لكن في الحقيقة، فإن من يقف وراء اللعبة السويدية، التي تملكها شركة “مويانغ” (Mojang) واستحوذت عليها مايكروسوفت، هو مبرمج غريب الأطوار اسمه ماركوس بيرسون
اخترع اللعبة ثم أسس لها شركة
يوصف بيرسون بأنه مبرمج مهووس غريب الأطوار، ذو إبداع عال، وقام باختراع لعبة ماينكرافت عام 2009، وحينما بدأت تنجح قام بتأسيس شركة “مويانغ” مع اثنين من أصدقائه. وكانت حصته في هذه الشركة تبلغ 71 بالمئة.
اللعبة أصبحت هوسا عند الكثيرين، فمبيعاتها تقدر بالملايين، وأحد مؤشرات نجاحها الرهيب أنه في عام 2014 كانت هناك 147 ألف قناة على اليوتيوب من صانعي محتوى حول العالم، يتحدثون فيها فقط عن لعبة ماينكرافت.
عن صانع اللعبة، قال أحد أقرب المبرمجين الذين عملوا مع بيرسون: “كانت ماينكرافت فكرة ماركوس بالكامل، لقد استوحاها من لعبتين، الأولى كانت عن بناء منجم بمساعدة بعض رسامي الكارتون، واللعبة الثانية كانت عن الفضاء، قام هو بتكوين فكرة من هاتين الفكرتين وأنشأ ماينكرافت”
يوصف بيرسون بأنه مبرمج مميز مع خيال واسع وأفكار فريدة،. ولكنه في نفس الوقت يوصف بالمدير السيء الذي لا يستمع لأحد، والكل يتضايق منه،. وهذا يذكرنا بما كان يقال أيضا عن ستيف جوبز مؤسس شركة أبل.
ويبدو أن شخصية بيرسون السيئة كمدير، جعلته يشعر بالوحدة في شركة مويانغ، وزاد فيما يبدو من امتعاضه من الوضع.
مدير سيء.. لكن “كريم جدا”
بالرغم من سوء إدارته وتفرده بالرأي،. كان يغدق الهدايا والأموال على موظفيه في إحدى المرات نظم حفلا خاصا فخما لموظفيه في مونت كارلو بفرنسا،. حيث رتب رحلة لـ48 شخصا بطائرة خاصة إلى هناك،. وخصص لهم 16 سيارة فاخرة من أنواع متفردة
نال التعب والضيق من بيرسون بعد حوالي 5 سنوات من إطلاق اللعبة لذلك وفي يوم 17 يونيو 2014،. كتب تغريدة على تويتر يقول فيها: “هل هناك أحد يرغب بشراء حصتي في شركة مويانغ؟ لا يمكنني أن أتحمل الكراهية التي تنصب علي وأنا أحاول أن أقوم بالشيء الصحيح”
فور أن كتب ماركوس تغريدته انهالت عليه الاتصالات، وبعد حوالي 3 أشهر من التغريدة،. تم بيع الشركة إلى مايكروسوفت مقابل 2.5 مليار دولار. لقد أصبح ماركوس وصديقيه مليارديرات حينها.
وحين مغادرة ماركوس للشركة بعد بيعها، كتب في رسالة للموظفين: “أنا لست رائد أعمال، ولست رئيسا تنفيذيا، أنا مبرمج مهووس أحب أن أضع اللايكات في تويتر”. وأكمل في رسالته: “أحبكم جميعا، شكرا لأنكم أوصلتم لعبة ماينكرافت لما هي عليه الآن، ولكنكم كثيرون ولا أستطيع أن أتحمل مسؤولية شيء كبير كهذا. بيعي للشركة ليس بسبب بحثي عن المال، ولكن حتى أحافظ على صحتي العقلية”
المصدر: مجلة الرجل _ قطر عاجل