أعلنت روسيا استعدادها لضمان عبور السفن المحملة بالحبوب من البحر الأسود حتى المتوسط، وحددت شرطا لذلك، في حين أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تحاول إحكام السيطرة الكاملة على سيفيرودونيتسك ومحاصرة قواتها هناك.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء، أن بلاده يمكن أن تضمن عبور السفن المحملة بالحبوب من البحر الأسود حتى المتوسط، شريطة أن تحل كييف مشكلة إزالة الألغام من مياهه.
وقال لافروف في تصريحات صحفية إن الجيش الروسي يضمن مرور السفن المحملة بالحبوب من دون عوائق من الموانئ الأوكرانية إلى البحر الأبيض المتوسط إذا حلت أوكرانيا مشكلة إزالة الألغام من المياه الساحلية.
وأضاف أن روسيا بذلت كل ما في وسعها لحل مشكلة الغذاء في العالم، وفق ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.
وقبل يومين، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أن روسيا طلبت من أوكرانيا إزالة الألغام من المنطقة المحيطة بميناء أوديسا (جنوب) للسماح بمرور السفن. وقالت إن أوكرانيا نشرت ألغاما بحرية فقط بسبب استمرار التهديدات الروسية بشن هجمات من البحر الأسود.
ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء، أن الجيش الروسي عثر في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول الأوكرانية، على شاحنة ملغمة محملة بجثث 152 مقاتلا أوكرانيا.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن بيان للوزارة، أن الجيش الروسي عثر على شاحنة نقل فيها جثث 152 مقاتلا أوكرانيا في آزوفستال، وكان تحت الجثث 4 عبوات ناسفة وألغام.
وذكرت الوزارة في بيانها نقلا عن أسرى مقاتلي آزوف، أن تلغيم الجثث التي تُركت في آزوفستال تم بناء على تعليمات من كييف، من أجل توجيه مزيد من الاتهامات للجانب الروسي.
واستسلم آخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول، المتحصنين في مصنع الصلب الضخم في آزوفستال، للقوات الروسية بين 16 و20 مايو/أيار الجاري، بعد قتال عنيف استمر 3 أشهر.
إقليم لوغانسك
ميدانيا، قال سيرغَي غايدي حاكم إقليم لوغانسك للجزيرة إن الجانب الروسي يسيطر على 70% من المنطقة تقريبا والوضع صعب للغاية، وأكد حيازتهم للكثير من الأسلحة، بحكم المساعدات الغربية التي يتلقونها بشكل مستمر، وهو ما حال دون سيطرة الروس على المنطقة رغم مضي 4 أشهر على اندلاع المعارك، ولكنه مع ذلك أشار إلى حاجة القوات الأوكرانية لمزيد من الأسلحة لوقف ما سماه العدوان الروسي.
وأكد أن الروس لا يقبلون فتح ممرات إغاثية وهم دائما ما يكذبون ويواصلون قصف تلك الممرات حتى لو قبلوا بها، وفق قوله.
وأضاف “المساعدات التي نتلقاها تردنا بصعوبة من الحكومة الأوكرانية ومن بعض أصدقائنا في الغرب، والمستودعات التي نحتفظ فيها بما نتلقاه من مساعدات تتعرض للقصف الروسي بشكل مستمر”.
وأوضح أنهم لا يستطيعون إجلاء المدنيين حاليا بسبب إطلاق النار من قبل الجانب الروسي بالمدافع الثقيلة.
ومن جهتها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تركز هجماتها على المدينة في محاولة للسيطرة عليها وأن القوات المدافعة تواصل صدهم.
وفي حين عززت القوات الأوكرانية مواقعها بالآليات والجنود واصل الجيش الروسي قصفه وهجماته على باخموت التي تعد القاعدة الخلفية واللوجستية لسيفيرودونيتسك.
وقال الجيش الأوكراني إنه صد 8 هجمات روسية خلال الساعات الـ24 الماضية على محاور مختلفة في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك، في حين قُتل 3 مدنيين وجُرح 6 على الأقل في قصف صاروخي استهدف مدينة سلوفيانسك شمالي مقاطعة دونيتسك.
جرائم حرب في منطقة دونباس
وفي تطور آخر، حددت أوكرانيا “بضعة آلاف” جرائم حرب محتملة في منطقة دونباس الواقعة في شرق البلاد، حيث تكثف القوات الروسية هجومها، وفق ما أعلنته المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينديديكتوفا.
وأوضحت المدعية العامة -في مؤتمر صحفي في لاهاي حيث التقت نظراء دوليين لها- “بالطبع باشرنا بضعة آلاف من القضايا تتعلق بمشاهداتنا في دونباس”.
وقالت “عندما نتحدث عن جرائم حرب فالأمر يتعلق بنقل محتمل للأشخاص. لقد فتحنا عدة ملفات حول احتمال نقل أطفال وبالغين إلى أجزاء مختلفة من روسيا الاتحادية”.
وأضافت “ثم يمكننا بالطبع التحدث عن التعذيب وقتل المدنيين وتدمير المنشآت المدنية”.
وقالت فينيديكتوفا -خلال مؤتمر صحفي في مقر الوكالة القضائية الأوروبية يوروجست- إن السلطات الأوكرانية لم تتمكن من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا في دونباس، لكنها تجري مقابلات مع أفراد تم إجلاؤهم وأسرى حرب.
وأضافت أن أوكرانيا رصدت 15 ألف ملف لجرائم حرب في أنحاء البلاد منذ ما وصفته بالغزو الروسي في 24 فبراير/شباط الماضي.
وقالت المدعية العامة إن أوكرانيا حددت 600 مشتبه بهم بارتكاب جريمة العدوان “الأساسية” بينهم “مسؤولون عسكريون وسياسيون كبار وعملاء الدعاية في روسيا الاتحادية”.
وأضافت أنه تم التعرف على ما يقارب 80 مشتبها بهم لارتكابهم جرائم حرب مزعومة وقعت بالفعل على الأراضي الأوكرانية.
ومن جهته، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنه جاري العمل على فتح مكتب للمحكمة في العاصمة الأوكرانية كييف خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وبعد اجتماع عقد في لاهاي حضره ممثلون عن مجموعة دول تعمل معا من أجل التحقيق في اتهامات بارتكاب روسيا جرائم حرب في أوكرانيا أعرب مدعي عام المحكمة البريطاني عمران خان، عن أمله في انضمام مزيد من الدول لدعم هذا التحقيق.
من جهتها أعلنت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا، أنها حددت هويات أكثر من 600 روسي مشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وأنها بدأت بالفعل بمحاكمة 80 منهم.
وفي السياق ذاته، حكمت محكمة أوكرانية على جنديين روسيين أسيرين بالسجن 11 عاما ونصف العام اليوم الثلاثاء بتهمة قصف بلدة في شرق أوكرانيا، في ثاني حكم في قضية جرائم حرب منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط الماضي.
وكان الجنديان ألكسندر بوبيكين وألكسندر إيفانوف قد أقرا بالذنب في الأسبوع الماضي واستمعا إلى الحكم اليوم وقوفا في قفص اتهام من الزجاج المقوى بمحكمة كوتيليفسكا الجزئية بوسط أوكرانيا.
وقال القاضي إيفخين بوليبوك “ثبتت التهمة على بوبيكين وإيفانوف ثبوتا تاما”.
واعترف الجنديان في الأسبوع الماضي بأنهما كانا ضمن وحدة مدفعية أطلقت قذائف على أهداف في منطقة خاركيف الأوكرانية من منطقة بيلجورود في روسيا. وقال الادعاء إن القصف دمر منشأة تعليمية في بلدة ديرهاتشي لكن لم يوقع ضحايا.
وتم أسر الجنديين الروسيين بعد أن عبرا الحدود وواصلا القصف.
وطلب الادعاء معاقبة الجنديين بالسجن 12 عاما بينما التمس الدفاع الرأفة بهما قائلا إنهما نفذا أوامر قادتهما وإنهما أبديا الندم على ما فعلا.
دعم ليتواني لأوكرانيا
دبلوماسيا، قالت إنغريدا سيمونيته رئيسة وزراء ليتوانيا في مقابلة مع الجزيرة إن أوكرانيا تقاتل ببسالة وتواجه عدوا أكثر عددا وعدة، وإن بلادها تدعم أوكرانيا في قتالها وفي تقرير مصيرها بنفسها، مشيرة إلى أن لكل بلد حقه في تقرير مصيره بنفسه واختيار تحالفاته.
وأكدت أنه كلما طال أمد القتال يزداد عدد مجرمي الحرب وبالتالي تزداد الحاجة إلى عدالة دولية.
وبشأن الاعتماد على النفط الروسي، قالت سيمونيته للجزيرة إنه لا مشاكل لدى بلادها “في الحصول على بدائل للغاز الروسي وهذا قرار اتخذناه منذ عام 2010″، مضيفة نحن نستورد النفط عن طريق البحر وليس عن طريق خط أنابيب، ولسنا خائفين من قطع روسيا إمدادات النفط والغاز.
المصدر: الجزيرة