منذ أن بعث الله رسوله الكريم محمد عليه الصلاة السلام لنشر دين الإسلام واليهود يكيدون لهذا الدين ولنبيه، ورغم يقينهم بأنه رسول الله حقاً ووجود الأدلة لديهم على ذلك، إلا أنهم حاولوا النيل منه وقتله وسحره فوضعوا له السم وقاموا بإثارة الفتن لإضعاف الإسلام. ولا يشك أحد بأن اليهود عملوا ولا يزالون جاهدين لتفريق المسلمين وإضعافهم، وهنا لابدّ من التفكر والتدبر لمواجهة هذا المخطط الصهيوني ولعل أبرز ما يجب أن نفكر فيه هو محاولة الإسرائيليين تملك العقارات في مكة المكرمة والمدينة المنورة أي أرض الحرمين الشريفين والوحي تزامنا مع موسم الحج.
خلال اليومين الماضيين تحدث الباحث والناشط المهتم في شؤون الخليج السياسية “فهد الغفيلي” في سلسلة تغريدات أسماها “أسرار الخيانة الكبرى” عن السماح للصهاينة بالتملك في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وقال الغفيلي عن هذا الموضوع مايلي:
1- لم يعُد يخفى على أحد الحرب الضروس التي شنّها ابن سلمان على الإسلام وأهله والتي تعدّدت صورها بين محاربة شعائر الإسلام واعتقال العلماء واستقدام الإباحيين وإقامة الحفلات الساقطة ومحاولة تغريب المجتمع وتبديل هويته. ولكن..أخطر أدوار ابن سلمان يتمثّل في فتح أبواب المملكة للصهاينة
2- الامتيازات التي قدّمها ابن سلمان للاحتلال الإسرائيلي كثيرة، كالسماح بـ “حاخام رئيسي في المملكة” واستثمار رجال الأعمال “الإسرائيليين” واتفاقية مضيق تيران والسماح بتدنيس طيران الاحتلال لأجواء المملكة. ولكن..ما يتم طبخه على نار هادئة هو أخطرها جميعا. وهو ما ستكشفه هذه السلسلة.
3- في أبريل الماضي، بدأت ماكنة الإعلام الموالية للسلطة في المملكة بالكلام عن مسودة قرار جديد لتملك العقارات في المملكة، وأنه سيتم طرح هذا الاقتراح للاستطلاع قبل إقراره. الاقتراح يتضمن تعديلات تسمح لغير السعوديين بتملك العقارات داخل حدود مدينتي مكة والمدينة، في سابقة خطيرة جدا!
4- قبل هذا الاقتراح، كان النظام المعمول به والذي أُقرّ في أبريل من عام 2000، ينص على “أنه لا يجوز لغير السعودي بأي طريق غير الميراث اكتساب حق الملكية أو حق الارتفاق أو الانتفاع على عقار واقع داخل حدود مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة”.
5- أما التعديل الجديد فقد سمح بتملّك العقار في الحرمين الشريفين لغير السعوديين، مع استثناء “الأشخاص المحظور عليهم دخولهما” من التملّك، على أن تحدد اللائحة الأحكام اللازمة لذلك. بمعنى إلغاء حظر التملك على باقي الجنسيات سوى للمحظورين من دخول الحرمين، والتي لم يحدّدهم نص القرار!
6- تقييد حظر التملّك لـ “الأشخاص المحظور عليهم دخولها” مع عدم تحديد المقصودين، يعني فسح المجال مستقبلًا لأي شخص أو جهة بالتملك في مكة والمدينة، لأن الحظر يُنظّم بقانون (يمكن تعديله). وكذلك وجود أشخاص لهم أكثر من جنسية، سيؤدّي لتسريب العقارات وخروج ملكيتها من “المواطن السعودي”!
7- وعُلّلت أسباب القرار بأنها اقتصادية، لتعزيز التنمية، وزيادة نسبة مساهمة القطاع العقاري في الناتج المحلي، وخفض التحويلات الأجنبية، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب على العقار، وتنشيط السياحة، وزيادة معدلات التوظيف للعاملين في مجال العقار. ولكن..هل هذه هي الأسباب حقيقة ومقنعة؟!
8- الجواب عن ذلك يكمُن في معرفة من هو صاحب اقتراح تملّك غير السعوديين للعقار في الأراضي المقدسة مكة والمدينة. لا يوجد سوى ابن سلمان، الذي أقترح بنفسه هذا التعديل الخطير والذي سيسمح بتملّك “الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين غير السعوديين المقيمين وغير المقيمين”!
9- السيناريو المتوقع هو إعادة مأساة فلسطين(المستمرة للآن) بتسريب العقارات من قبل عملاء الاحتلال الذين يشترونها من أصحابها ثم يبيعونها لسلطات الاحتلال. وسيسمح قرار ابن سلمان للشركات والأفراد “الإسرائيليين” بشراء العقار في مكة والمدينة بجوازاتهم الأخرى سواء الأمريكية أو الأوروبية.
10- تعديل الإمارات لقانون التجنيس العام الماضي والذي وصفته صحيفة “هآرتس” العبرية بـ “أن النظام الحاكم في الإمارات استهدف الإسرائيليين بتعديل قوانين منح الجنسية” سيمكّن الصـ.هــاينة من شراء عقارات بأسماء إماراتية خصوصًا مع تسريبات بحصول آلاف “الإسرائيليين” على الجنسية الإماراتية!
11- أعلن كبار زعماء الاحتلال (ولا يزالون) عن أحقّيتهم بالعودة لديارهم (المزعومة) في المدينة المنورة وخيبر، وأنه إرث أجدادهم ولن يتنازلوا عنه عبر مشروع أعلنوا عنه باسم “ديارنا”! وكان عدم السماح لهم بدخول المملكة وقانون منع التملّك في مكة والمدينة العقبة الأكبر أمام تنفيذ أحلامهم.
12- واليوم، ومع فتح ابن سلمان الباب على مصراعيه لتدّفق رجال الأعمال “الإسرائيليين” والسماح بتعيين “الحاخام الرئيسي للمملكة”،يبدو أن قادة الكيان المحتل بدؤوا فعليًا بالتخطيط لتنفيذ أجندتهم الخطيرة في التغلغل في المملكة وخصوصًا الحرمين الشريفين كجزء من مشروع “دولة إسرائيل الكبرى”!
13- ولا يُستَبعد أن يكون الشراء لبعض الأملاك التابعة للدولة بداية أو بالجوازات الإماراتية لخداع عامة المواطنين، فضلًا عن الأساليب القذرة التي يمتلكها الصـ.هاينة كالابتزاز والتهديد بكشف تسريبات أو فضائح، أو بالإغراء بالمبالغ الضخمة كعشرات الملايين من الدولارات، كما حدث في فلسطين.
14- ما يقوم به ابن سلمان ليس تطبيعا قذرا فحسب، بل تمكينا مخيفا للصهاينة في بلاد الحرمين تجاوز كل التوقعات. ولا ننسى أن المملكة ستستضيف الشهر المقبل قمة دولية (بمشاركة بايدن) يُناقش فيها ما وصفه بايدن بـ “الأمن القومي لإسرائيل”! فماذا سيُقدّم ابن سلمان للكيان المحتل فيها!
تزامن التملك والتطبيع مع الحج!
وكانت صحف أمريكية وإسرائيلية عدة قد أعلنت خلال الفترة الماضية عن وجود محادثات جادة بين الرياض و”تل أبيب” لدفع مساعي التطبيع قدما وبناء علاقات تجارية وإيجاد ترتيبات أمنية جديدة وأن موضوع التطبيع السعودي الإسرائيلي لم يعد يتعلق بالموافقة بل بالتوقيت.
وهنا ماينبغي التركيز عليه هو تزامن الحديث عن تملك العقارات في مكة والمدينة المنورة من قبل الإسرائيليين و أن التطبيع السعودي الإسرائيلي بات مجرد مسألة وقت مع موسم الحج.
فعندما يقترب شهر ذي الحجة ويصبح الحديث عن الحج فمن الطبيعي أن يترافق معه الحديث عن الوحدة الإسلامية وذلك لكونها جانباً من جوانب الحج حيث يتوافد المسلمون من جميع أنحاء العالم ليجتمعوا في مكان واحد وهو أرض الحرمين الشرفين للتأكيد على وحدة الصف والهدف وكذلك التعاون والتكامل والتكافل، والتي كلها من الضرورات الحيوية لأمن الأمة وسلامتها في حاضرها ومستقبلها.
ويقول الله سبحانه وتعالى: “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا” و “وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق” و “أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين” و “جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس” و “فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم” وهذا القول ما هو إلا للتأكيد على أهمية الحج ووحدة المسلمين فالحج هو الاجتماع الديني العالمي للمسلمين، فبيت الله هو المركز الإسلامي إلى يوم القيامة.
وهنا يجب القول أن الحج هو المكان الذي يظهر فيه المسلمين قوتهم وكثرتهم ووحدتهم وتآلفهم، ولكن بعد ما تم تداوله عن قرب التطبيع السعودي والعلاقات التجارية المتزايدة بشكل سريع بين الرياض و”تل أبيب” والسماح للإسرائيليين بالتملك في مكة والمدينة المنورة وكذلك حقيقة كيد وكره اليهود للمسلمين، فهل سيبقى الحج هو مكان الوحدة والتآلف وإظهار القوة للمسلمين أم ستتمكن منه الأيدي الإسرائيلية؟
المصدر: قطر عاجل + متابعات