استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة الرئيس الأمريكي جو بايدن في قصر السلام بجدة، في لقاء ينهي مقاطعة الرئاسة الأمريكية للأمير الشاب على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأظهرت لقطات مصوّرة بثتها وسائل إعلام رسمية الأمير محمد، الحاكم الفعلي للبلاد، مرحبا ببايدن عند أحد مداخل القصر الملكي في المدينة الساحلية غرب البلاد، قبل أن يطرق كل منهما قبضته بقبضة الآخر.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حط الرحال في السعودية في ختام جولة شرق أوسطية شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وذكرت وسائل إعلام محلية سعودية، أن أمير منطقة مكة التي تضم مدينة جدة، كان في استقبال الرئيس الأمريكي، إلى جانب الأمير خالد الفيصل، ووفد يضم سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة ريما بنت بندر آل سعود.
ونشرت وسائل إعلام سعودية رسمية صورا للطائرة الأمريكية الرئاسية في مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين.
ويعتبر بايدن أول رئيس أمريكي يسافر مباشرة من إسرائيل إلى دولة عربية لا تقيم علاقات معها.
وبعد توليه منصبه في أوائل عام 2021، نشرت إدارة بايدن نتائج تحقيقات استخباراتية أمريكية تفيد بأن الأمير محمد بن سلمان “وافق” على عملية تستهدف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي أثار قتله المروع في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018 موجة غضب عالمية.
للمزيد – لقاء بايدن – بن سلمان: حرب أوكرانيا وأزمة النفط تدفع واشنطن لإحياء علاقاتها التقليدية بالسعودية
وينفي المسؤولون السعوديون تورط الأمير الشاب، ويقولون إن مقتل خاشقجي نتج من عملية نفذتها عناصر “مارقة”، لكنها شوهت بشدة سمعته كقائد مصلح في بلد محافظ.
إحياء العلاقات
وأبدى بايدن استعدادا لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا استراتيجيا رئيسيا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيا للنفط ومشتريا متعطشا للأسلحة.
وتسعى واشنطن لإقناع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بأن تفتح الباب لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديمقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
تكهنات حول التطبيع
تثير زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط تكهنات حول تقارب محتمل مع السعودية بعد تطبيع أربع دول عربية خلال السنتين الماضيتين علاقاتها مع إسرائيل، وبعد مؤشرات عن محاولات لإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام السعودي إزاء هذه المسألة.
وقبل وصوله إلى المملكة، أعلنت الرياض فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوية”، في بادرة حسن نيّة واضحة تجاه إسرائيل. وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفا إياه بأنه “تاريخي”.
ورحبت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بقرار السعودية قائلة “سيسمح للرحلات الجوية الإسرائيلية الطيران في الأجواء السعودية، وهذه خطوة مهمة من جانب المملكة العربية السعودية (…) ستسمح بتعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الأخرى في الشرق الأوسط، وستقلل بشكل كبير أوقات الرحلات وتخفض الأسعار”.
كما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بايدن على “مفاوضات دبلوماسية طويلة ومكثفة وسرية بين السعودية والولايات المتحدة” للوصول إلى هذا الإعلان.
لكن على الرغم من مؤشرات التقارب، لطالما ردد الملك سلمان في خطاباته أن المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن السبت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق لمناقشة أسعار النفط المتقلبة ودور واشنطن في المنطقة.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
المصدر: فرانس 24