خيبة أمل... ماذا قدمت زيارة جو بايدن للعالم؟
خيبة أمل... ماذا قدمت زيارة جو بايدن للعالم؟

خيبة أمل… ماذا قدمت زيارة جو بايدن للعالم؟

لا تجعلوا من عناوين الأخبار العريضة تفتن أبصاركم وللخدع التي تبثها الصحافة بأن تتسلق خيالكم، فبالقليل من البحث المعمق والمطالعة ودراسة سطحية لما يحدث ستنسدل الستائر وتنكشف الحقائق.

قيل لنا أن بايدن جاء للشرق الأوسط ليعطي أكثر مما سيأخذ، ولكن النتيجة لم تصب في صالحه، فهو لم يعطي ولم يأخذ وإنما أصبح أضحوكة كما وصفه خلفه السابق دونالد ترامب الذي استطاع بزيارة واحدة للسعودية في عهد رئاسته أن ينعش الاقتصاد الأمريكي لمدة عام كامل.

من المؤكد أن لا يبدو غريبا على المشاهد العربي التعثر المتكرر لبايدن على سلّم الطائرة أو مصافحته للهواء في إسرائيل وكأن “عفريتاً” كان بجانبه ومشيته الروبوتية العجيبة. والتفسير المنطقي لهذه الحوادث هي محاولة اصطناع القوة وإظهار بايدن على أنه القائد والمرشد للعالم كونه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة في الكوكب فيما نراه في الواقع عجوز لا يقوى على شيء.

خيبة أمل... ماذا قدمت زيارة جو بايدن للعالم؟
خيبة أمل… ماذا قدمت زيارة جو بايدن للعالم؟

بعد عودة الرئيس الأمريكي لواشنطن، هاجمت الصحافة في أمريكا البيت الأبيض واتهمته بأزدواجية المعايير وفشله الذريع في التخطيط وإدارة الأزمات، وانتقدت أسلوب بايدن في قيادة الزيارة الشرق أوسطية التي كان من أهدافها تخليص البلاد (الولايات المتحدة) من أهوال التضخم الاقتصادي الذي لم تشهده أمريكا منذ عام 1980.

اقرأ ايضا

مصافحة بقبضة اليد… جو بايدن يهين محمد بن سلمان في عقر داره

أما الشريكة إسرائيل، فقد شعرت بعد انتهاء زيارة جو بايدن بحالة من الرضا فيما يتعلق ببعض القضايا الثانوية، لكنها أصيبت بخيبة أمل إزاء الملف النووي الإيراني. وبحسب إعلام عبري فإن إسرائيل غاضبة من عدم إعطاء بايدن لمسألة حل الدولتين الصهيونية والفلسطينية وتقديم حلول عملية لها الأهمية الكبيرة خلال زيارته، بل اكتفى بالتطرق إليها بشكل عام خلال المؤتمر الصحفي.

ومما زاد الطين بّلة، تصريح مفاجئ لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بأنه لا يوجد شيء اسمه “ناتو عربي”، وقوله أنه ليس هناك حديث عن تحالف خليجي مع إسرائيل. مما يعني فشل بايدن في صنع تكتل عربي إسرائيلي “كما كان يتوقع ويخطط” للقضاء على التمدد الإيراني الذي يعتبر نفسه شرطي المنطقة كما وصفه ترامب سابقا.

ماذا قدمت زيارة جو بايدن للعالم؟

وفي وقت سابق وقبل أن تهبط طائرة الرئاسة الأمريكية الأراضي الفلسطينية المحتلة نشر الإعلام الأمريكي مقالة لجو بايدن أكد فيها مسبقا هدفه الأهم من الزيارة للشرق الأوسط وهو التقريب بين السعودية وإسرائيل، قائلا: “سأكون أول رئيس يطير من إسرائيل إلى جدة في السعودية. سيكون هذا السفر أيضاً رمزاً صغيراً للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، والتي تعمل إدارتي على تعميقها وتوسيعها”. بعبارة أخرى قد يبدو للبعض أن خطوات التطبيع بين الطرفين السابقين بدأت تظهر للعلن لكن هذا كاف لتأكيد أهداف بايدن من الزيارة وهل يحقق ما أبتغاه في الوقت الذي تشهد بلاده توترات وتشهد مزيجاً من الحساسية مع حكام الخليج؟

اقرأ ايضا

بايدن يحقق غايته ويوصِل السعودية إلى قاع التطبيع

لا يخفى على أحد كيف أستمات بايدن للحفاظ على السعودية كحليف تاريخي يساند بلاده في أزمتها التي أفتعلتها الحرب الروسية الأوكرانية، رغم الإهانات المتكررة التي تلقاها خلال زيارته المملكة ومنها عدم وجود شخصية عالية المستوى في مطار الملك بن عبد العزيز في مدينة جدة لاستقباله وطريقة المصافحة والأسلوب البارد لبن سلمان في التعامل معه.

اقرأ ايضاً
لبنان يوقع على اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل.. ولابيد: اعتراف بتل أبيب

على ضوء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط واللقاء الذي جمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وجه مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الأسبق “جون برينان” انتقادا لاذع لبايدن متهماً إياه بالمتناقض والخائن لدم الصحفي جمال خاشقجي: “نستغرب اليوم من رؤية الرئيس الأمريكي وهو بين أحضان قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي”. وقال: “لو كنتُ لا أزال في الحكومة”، لم أكن لأؤيد الزيارة إلى السعودية إذا كانت تنطوي على لقاء مع ابن سلمان بسبب سجلاته الفظيعة في مجال حقوق الإنسان، وليس فقط مع خاشقجي، ولكن مع الآخرين، حيث يحتجر طفليْ سعد الجبري رهينتين”.

نجحت روسيا في وقت سابق بملأ الفراغ الذي خلفته أمريكا في الشرق الأوسط، خصيصا سوريا والعراق ودول الخليج، وسعت بكل طاقتها لتوسيع آفاق صداقتها القديمة مع إيران العدو اللدود للولايات المتحدة وبعض دول التحالف الأوروبي. وكان الوضع مشابها لدى الصين، فهي لم تجلس ساكنا عندما شنت عليها واشنطن حربا اقتصاديا وفرضت عليها عقوبات في عهد ترامب وكانت قد تجددت في عهد بايدن. فقد سعت لتدشين علاقتها بدول الجوار كإيران ودول الخليج العربي وضمنت صداقة قوية معهم، وبذلك ضمان الأمن القومي وخزاناً هائلا من النفط.

أما في السعودية، لم يكن الواقع مختلفاً، فمنذ تنصيب محمد بن سلمان لولاية العهد وتصعيد الخلافات مع الجانب الأمريكي بعد إطاحة صديق المملكة المقرب دونالد ترامب، بدأ الأمير بالانفتاح على روسيا والصين وتوقيع اتفاقيات مشتركة تتعلق بالأمن القومي ومنظومات التجسس فائقة القدرة والأسلحة بشتى أنواعها ما خلق حالة إرباك لدى البيت الأبيض وبعثر أوراق جو بايدن وخططه في ضم الخليج لصالحه.

حاول جو بايدن مراراًَ وتكرارا في قمة جدة يوم امس تسليط الضوء على حضوره الفعال في الشرق الأوسط، وركز على أهمية عدم السماح لروسيا والصين وإيران بافتعال النزاعات والتقرب من دول المنطقة. لكن سرعان ما انتهت القمة وبدأت التصريحات تتصاعد في الإعلام العربي من جميع من حضر في القمة بأنهم منفتحون على العالم وبأنهم بغنى عن خوض حرب مع أي طرف من الأطراف. ما يعني رمي بايدن وما جاء به بعيداً والمضي قدماً.

لا نتائج مهمة في زيارة بايدن التي رأى محللون أنها لن تتكرر، طالما أنه لا يأخذ بعين الاعتبار أن أمريكا السابقة قد ولّى عهدها، وزمن الهيمنة الروسية الصينية قد بدأ، وشتان بين هذين وأمريكا، فلا مكان للمقارنة بين من احتل العراق وأفغانستان ويعمل على إشعال فتيل الحرب في أوكرانيا وبين من يسعى لضمان أمنه القومي والاقتصادي بدون الحاق الضرر بالآخر.

المصدر: قطرعاجل

 

شاهد أيضاً

1 1706238

أميركا تكشف ملابسات رسالة “موعد الضربة”.. وتنفي رواية إيران

نفى مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تصريح وزير الخارجية الإيراني أمير عبد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *