ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين وفي الوقت الذي تتوقع شعوب العالم تطوراً كبيراً في منظومة الأخلاق تشهد الولايات المتحدة الأمريكية موجة حادة من العنصرية والتمييز الطبقي بين الأمريكيين والمجنسين والحاملين للجنسية الأمريكية. يقول أمريكيون باتت الحقوق في بلدنا مشروطة باللون، واللغة وحتى اللكنة واللباس وغيرها من الماديات في بلد من المفترض أن يكون مثالا يحتذى به كونه يفيض بالجنسيات والأطياف المختلفة. ويقول أحدهم إنها حرب على الأقليات، الأقليات التي أجبروا على المجيء إلى هذا البلد الذي أحتل بلادهم منذ قرون وجعل المعيشة فيها أشبه بجحيم.
في حادثة حزينة حصلت منذ أيام في ولاية بنسلفانيا، نشرت أم أمريكية من أصول أفريقية مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر شخصا يؤدي دور دمية في أحد المنتجعات رفض مصافحة طفلتين صغيرتين من أصحاب البشرة السمراء مما سبب موجة غضب في الأوساط الأمريكية بسبب التصرف المثير للاشمئزاز من قبل الرجل.
يظهر لنا في المشهد تواجد العديد من الأشخاص في كرنفال في منتجع يدعى “sesame palce سمسم بليس” وهو منتجع في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، تقوم الدمية “روزيتا” بمصافحة كل من تمر أمامه، وفي هذه الأثناء ضغطت الأم على زر التصوير لتلتقط مشهداً لأطفالها وإذا بالدمية وبكل وقاحة تتجاهل مصافحة الفتاتين الصغيرتين مما دفع الأم لأتهامه بالعنصرية.
اقرأ ايضا
أزمات العنصرية تتفاقم في أمريكا والمستهدف هذه المرة هم الأطفال
بعد تعرضها لهذا الحادث حاولت هذه الأم جعل إدارة الحديقة وحتى المشرف على المجمع يفهمان ما الذي حدث لكنهما رفضا الإصغاء إليها مطلقا مما دفعها لنشر هذا الفيديو على موقع إنستاجرام مصحوبا بكلمات تتهم فيها الرجل بالعنصرية الأمر الذي جذب انتباه مئات الآلاف من الأشخاص وحظي بنسبة مشاهدات عالية.
استضافت قناة ABC نيوز الأمريكية الأم التي التقطت الفيديو، وفي الواقع هي أم لفتاة وعمة لأخرى، وعند سؤالها عن ماحدث وعن ما دار في ذهنها حينها قالت: “في البداية لم أصدق مثل هذا الشيء. ذهبت الفتاتين الصغيرتين إلى الحديقة للاستمتاع وإمضاء بعض الوقت خارج المنزل. أرادتا فقط قضاء وقت ممتع وأن تكونا سعداء لكن الحقيقة أن هذا ما حدث لهما، وأن هذه التجربة باتت محفورة في ذكرياتهما من سمسم بليس أمر مزعج وغير معقول بالنسبة لي. بصراحة لم أكن أتوقع حدوث شيء كهذا. عندما كنت أقوم بالتصوير كنت أنتظر تفاعل الفتاتين اللتين كانتا متلهفتين للغاية لرؤية تلك الشخصية لكن الحقيقة المزعجة أنه كان يهتم بالعائلة المجاورة لنا (من أحصاب البشرة البيضاء) ثم قام بتجاهل الفتاتين بدون اي سبب والاهتمام بالعائلة المجاورة لنا. في ذلك الوقت كنت قد أوقفت الفيلم، كان الأمر صادقا في الفيديو يمكنك أن ترى مدى حزن الفتاتين”.
اقرأ ايضا
وسم “احذروا عاقبة قوم لوط” يتصدر تويتر ومطالب بعدم استقبال المثليين في مونديال قطر
يشير الخبراء إلى أن التمييز والعنف ضد السود ليس بجديد، والعنصرية تجاه العرق واللون رائجة، فالحوادث نسخ والضحايا كثر، والجاني واحد، وهو المجتمع والبنى التحتية المتواجدة في النظام التعليمي في أمريكا والذي ينشأ أجيالاً تكره المختلف وتحرض على مناهضته والتمرد عليه.
المصدر: قطرعاجل