ماكرون
ماكرون

عزلة بن سلمان الدولية و العودة إلى الحضن الأوربي

لا يخفى على أحد أن بن سلمان كان يقبع في قفص العزلة الدولية بعد قضية الصحفي خاشقجي وقد ظهر هذا الأمر بوضوح في قمة العشرين في الأرجنتين حيث قام العديد من زعماء قمة العشرين بمقاطعة ابن سلمان وما رأيناه من مشهد وقوفه وحيداً وما تلاه من توجيه أصابع الإتهام إلى ابن سلمان من مختلف زعماء الغرب على الأخص الفرنسي ما كرون و الإنكليزي بوريس جونسون و الأمريكي جو بايدن الذين لم يوفروا جهداً بتصوير ابن سلمان على أنه مجرم قاتل يتعدى على حرية الصحافة و حقوق البشر وقد نتج عن هذا الأمر إلتزام محمد بن سلمان بالبقاء في السعودية فلم يسجل لبن سلمان أية زيارة خارج المملكة بإستثناء زيارته إلى الصين لحضور أولمبياد الصين والتي قوبل بها بترحيب وحفاوة كبيرة من قبل الصينيين، ومن الجدير بالذكر أن حلفاء بن سمان و أصدقائه القدامى من زعماء حلف الناتو كانوا قد قاطعوا لاأولمبياد بسبب مجاز الصين ضد مسلمي الروهينغا لتصبح كل من السعودية و الصين محكوم عليهم بالعزلة من قبل القاضي الغربي ، بالطبع حدث كل هذا عندما كانت السعودية لا تزال تظهر بمظهر البقرة الحلوب كما وصفها دونالد ترامب ذات مرة،  ولكن وبعد مرور هذه المدة وحدوث الكثير من المتغيرات والصراعات على الساحة الدولية والإقليمية يبقى السؤال هنا ، هل مايزال محمد بن سلمان يشعر بالعزلة الدولية كما في السابق ؟

بن سلمان
بن سلمان

خروج بن سلمان من العزلة

الجواب على هذا السؤال يتجلى في المشاهد السياسية و العسكرية العالمية و الإقليمية أيضاً، فقد قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و الذي كان قد سمح بنشر مشاهد مروعة من جريمة قتل خاشقجي و قام بتأليب الرأي العام ضد السعودية بتسليم السعودية جميع الملفات المتعلقة بقتل خاشقجي في زيارة منه إلى السعودية دفعه إليها محاولة البقاء على قيد الحياة سياسياً فقد وصل التضخم في تركيا إلى 73 بالمئة وتضررت السياحة بشكل كبير بعد حرب أوكرانيا وبدأ أردوغان يعيش على المنفسة شيئاً ف شيئاً حتى استطاع في النهاية دمل الجرح العميق مع السعودية و التي ستنهض استثماراتها بالإقتصاد التركي من جديد، بالطبع لابد من الإشارة هنا إلى أنه ومن الواضح أن استضافة التركي أردوغان لبن سلمان ماهي إلا إشارة من الغرب تنبئ فيها عن السماح لإبن سلمان للخروج من عزلته الدولية، لم يصرح معظم الزعماء الغربيون بهذا الأمر جهاراً ولكن مع مرور الزمن و تفاقم الأوضاع العسكرية بين روسيا و حلف الناتو في أوكرانيا و نشوب الحرب الأوكرانية الروسية الأخيرة اضطر هؤولاء الزعماء إلى اللجوئ إلى ابن سلمان صاغرين مذعنين.

أردوغان
أردوغان

من هنا بدأت الحكاية :

بعد الضغط المتزايد لحلف الناتو و طمعه بالتوسع شرقاً للقضاء على روسيا استراتيجياً واستخدام كل من حلف الناتو و الولايات المتحدة الأمريكية لدمية الكوميديا السياسية الأوكرانية زيلنسكي كأداة للحرب بالنيابة، تفاقم الوضع بشكل كبير بين روسيا و الغرب فقامت كل من أمريكا و الدول الغربية بفرض عقوبات إقتصادية و سياسية و وفي مختلف المجالات على روسيا لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل في محاولة منها لإنهاء روسيا بالضبة القاضية و لكن الأمر لم يكن كما خطط مهندسوا الخراب الغربيين فقد انقلب السحر على الساحر و أصبحت رقابهم بيد روسيا فقد قامت روسيا و هي أكبر منتج و مصدر للغذاء و الطاقة وعلى الأخص الغاز في العالم  بالرد على العقوبات بقطع إمدادات الغاز عن أوربا لتبدأ القارة العجوز بالغرق في الظلام شيئاً فشياً و يبدأ التضخم الإقتصادي بالتغلغل في جميع دول حلف الناتو فنورد ستريم 2 لك يكن قد انتهة العمل بع بعد وأما شريان الحياو و الطاقة الأصلي نورد ستريم 1 فقد بدأ بالنضوب شيئاً فشيءاً بحسب رغبة الروس ، و انطلاقاً من بحث أوربا على بدائل الطاقة تذكرت أن بقرتها الحلوب الخانعة (السعودية) و أميرها المُذعن المُهان سيكونون في المرصاد لهذا الأزمة فسترفع السعودية إنتاجها من الطاقة بكل تأكيد من أجل إنقاذ الإقتصاد الأوربي.

سارع رؤساء الدول الغربية و زعماء الناتو إلى التقرب من السعودية مع محاولة إبقاء زمام الامور في أيديهم فوجهوا قائمة من التعليمات بصيغة الأمرإلى السعودية من أجل زيادة إنتاج الطاقة و لكن ابن سلمان قابلها بالرفض حيث أنهم كانوا قد تأخروا و تخلوا عنه و عزلوه دولياً في حين قربته كل من روسيا و الصين إلى صفهم وهكذا بدأت قصة ابن سلمان بالخروج من العزلة .

اقرأ ايضاً
نجل وزيرة الهجرة والمغتربين المصرية يواجه عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية

اليوم أصبح ابن سلمان من أكبر المتحكمين بأسعار الطاقة وأصبح فارضاً رأيه و حضوره العالميين  وهذا ما ساق زعماء أوربا في بداية الامر إلى المملكة العربية السعدية فقد بدأ بوريس جونسون في شق طريق قافلة إعادة تعويم ابن سلمان بعد اتصالات أجاها الإنكليز و الفرنسيين مع كل من الإمارات و السعودية من أجل رفع انتاج الطاقة و خفض الأسعار وحينها خابت المساعي. توجه جونسون إلى السعودية في زيارة هي الأولة من نوعها ضارباً مبادئ بريطانيا فيما يخص حقوق الإنسان و قتل خاشقجي لعرض الحائط ليلقى استقبالاً بارداً لا حرارة فيه ولا طيب خاطر بقدومه أصلاً ويعود بعد محادثات مع ابن سلمان خالي الوفاض إلى بلاده، بعد هذا بفترة وجيزة اتبع ماكرون الفرنسي خطوات زميله الإنكليزي سائراً إلى السعودية و ما جنى الأخير إلا خيبة الأمل فلاجواب لمناد برفع إنتاج الطاقة و و خفض أسعار النفط بائت كل المحاولات بالفشل ولم يبقى أمل هناك سوى بايدن الذي يعد ويحلم بإقامة ما يسمى بالناتو العربي من أجل مواجهة إيران خدمة لمصالح إسرائيل في المنطقة و هو الأحمق الذي ينسج أحلاماً وردية، لايخفى على أحد أن بايدن قد ودع وعيه السياسي مذ أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأريكية و أخذ يهاجم و يصف و يعبر  وينطق عن هواه حتى ارتأت الإدارة الامريكية أن تضبط تصرفاته بتعليمات مكتوبه على قائمة بما يسأل و ما يجيب و هذا ما يليق به بالفعل كل هذا سبق زيارة بايدن إلى المنطقة والتي ستقوده إلى السعودية حسب الخطة فما كان من زيارة بايدن إلى السعودية ؟

جاء بايدن إلى الشرق الأوسط مفتتحاً زيارته بالهبوط في مطار بنغوريون الصهيوني ليتزود بما تمنيه إسرائيل لنفسها من مطالب في المنطقة ثم ينطلق نحو العربية السعودية سبق هذه الزيارة حماقات و تصريحات أمريكية بشأن خاشقجي و ابن سلمان مما أثار ضجة إعلامية إقليمية كبيرة و بدأ المحللون و المنظرون يتوقعون رد ابن سلمان ليص البعض هذا الموقف أنه عودة للسعودية إلى الحضن الأوربي و لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماماص فقد دخل بايدن إلى السعودية إلى كما دخل سابقيه بلا حفاوة و لا ترحيب ولا مقام ملكي في إستقباله، أثبت ابن سلمان للعالم خلال هذا اللقاء و ما حمله لبايدن من خلو الوفاض أنه بالفعل يسعى نحو مستقبل آخر و نحو تحالفات أخرى بعد ما تم الغدر به من قبل الأوربيين و الأريكان و أثبت أيضاً أن نفط السعودية و مواد الطاقة هي ملك للسعودية و هو الحاكم عليها.

 

عودة بن سلمان إلى أوربا

بعد زيارته إلى تركيا بدأ ابن سلمان جولة زيارات متعددة كان أولها إلى اليونان برفقه وفد مؤلف من ثلاث وزراء و مستثمرين سعوديين حاملين معهم استثمارات جديدة إلى اليونان من ابرزها مشروع مد خط كهربائي يغذي أوربا بالطاقة النظيفة وبأسعار أرخص مما هي عليه عالمياً وصفت اليونان هذه الزيارة بأنها زيارة رفيعة المستوى وأكد خلالها ابن سلمان على أن العلاقات بين السعودية و اليونان هي علاقات تاريخية ووما على الطرفين سوى وضع اللمسات الأخيرة من خلال استثمارات متبادلة تضفى الثقة والرسوخ على علاقات البلدين لينتقل بعدها ابن سلمان إلى فرنسا في زيارة مترفة كما وصفها البعض استهلها ماكرون بسلام حار و مطويل لبن سلمان و تخللها عشاء مترف في قصر الإليزية بعد أن وافقت السعودية على رفع انتاج النفط تدريجياً حتى عام 2027، بالطبع أنبأت هذه الزيارات الأخيرة لإبن سلمان عن عودته فعلاً إلى الحضن الأوربي بعد اصرار الغرب على عودته رامين خلف ظهورهم العرف الإنساني في قضية الصحفي خاشقجي متجاهلين طلبات المنظمات الحقوقية بالقصاص لخاشقجي حيث أن هناك ثلاث منظمات حقوقية قامت برفع دعاوي جنائية على ابن سلمان بالتزامن مع دخوله إلى فرنسا.

فی النهایة من المحتمل أن يتابع ابن سلمان مسيره إلى دول أوربية أخرى في سعي منه لإعادة حضوره و حضور بلاده على الساحة الدولية وإعادة تعويمه عالمياً.

اليونان
اليونان

مصادر : الحرة  + قطر عاجل

شاهد أيضاً

إسرائيل تفتح تحقيقا في مقتل مسعف فلسطيني متطوع في الضفة الغربية

إسرائيل تفتح تحقيقا في مقتل مسعف فلسطيني متطوع في الضفة الغربية صدر الصورة، PRCS التعليق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *