وبن سلمان وأمير قطر
كوشنر: بن سلمان طلب مني أن أُصالحه مع أمير قطر

كوشنر: بن سلمان طلب المصالحة مع أمير قطر وكان معجبا كثيرا بشخصيته

بعد أكثر من عام ونصف على المصالحة الخليجية وانهاء الحصار الجائر الذي فرضته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو/ حزيران 2017، كشف كتاب لجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن كواليس المصالحة الخليجية ليتأكد بها من جديد بطلان الاتهامات الزائفة التي كانت توجهها دول الحصار لدولة قطر ومسارعتهم لمصالحتها. 

تناول كتاب جاريد كوشنر الجديد “Breaking History” مذكراته ضمن 465 صفحة يتحدث فيها عن عمله في البيت الأبيض ما بين عامي 2016 و2020، متطرقاً إلى الأزمة الخليجية وكواليس المصالحة وقمة العلا.

ونقل الصحفي العراقي ومراسل “التلفزيون العربي” في واشنطن زيد بنيامين، خلال سلسلة من التغريدات على حسابه الشخصي بموقع “تويتر” تفاصيل هذه الكواليس من الكتاب إذ استعرض ما سرده كوشنر من فصول الأزمة الخليجية بدءاً من قوله أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، طلب منه أن يصالحه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”، وحينما سأله ما إذا كان مستعداً للحديث معه (أمير قطر) هاتفياً قال بن سلمان “نعم وبدون تردد”، مضيفاً “لقد أُعجب محمد بن سلمان بأمير قطر شخصياً وأراد إنهاء الخلاف”.

وبحسب الصحفي العراقي فقد ذكر كوشنر في كتابه الذي يسرد مذكراته: “اتصلت بولي العهد السعودي من غرفة اجتماعات في قصر الأمير في الدوحة، وأكد لي أنه صادق في مسعاه للمصالحة وأنه مستعد لتقديم تنازلات، ووافق فورا على قناة تواصل بين وزير خارجية قطر والأمير خالد بمشاركتي، ثم ذهبت إلى الأمير تميم لأقترح عليه الحديث مع ولي العهد السعودي”.

وأوضح كوشنر، في كتابه أنه “بعد المكالمة مع ولي العهد السعودي، قال أمير قطر إنها كانت مكالمة عظيمة وأنه منفتح على استئناف المحادثات بين البلدين وأعرب عن حزنه للخلاف الذي أدى إلى الكثير من المرارة بين الشعبين القطري والسعودي”.

كما لفت إلى أن “خالد بن سلمان وفريقه لم يبلغوا محمد بن سلمان بأن الأمير تميم طلب فتح الأجواء السعودية قبل موافقته على المشاركة في قمة العلا، وفق اتصال جرى بيني وبين ولي العهد في الثالث من كانون الثاني/ يناير (2021)”.

وأشار “خالد بن سلمان وفريقه أبلغوا محمد بن سلمان بأن قطر طلبت إعادة التفاوض بعد أن جرت تسوية كل شيء وهو ما أدى إلى انهيار الصفقة بين البلدين في 3 كانون الثاني/ يناير قبل يومين من قمة العلا”.

وحتى لاتنهار الاتفاقية بالكامل، قال كوشنر: إنه “أبلغ وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بضرورة مجيء الأمير تميم لقمة العلا”، موضحاً أنه “وعده بتسوية كل شيء هناك، وأن الأمير تميم سيعامل بأعلى درجات الاحترام رغم انهيار الاتفاق”.

وأضاف كوشنر في كتابه “أبلغته بأن محمد بن سلمان وافق على فتح الأجواء وبعد ثلاث ساعات اتصل أمير قطر بمحمد بن سلمان وشكره على المرونة السعودية وأبلغه بمشاركته في العلا”.

وبحسب صهر ترامب، فقد أبلغه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن أنهم قرّروا العودة بالطائرة إلى الدوحة، عقب حدوث تغيير في اللحظة الأخيرة على الاتفاق.

وكشف أنه “ركضتُ مع وزير الخارجية الكويتي الى ابن سلمان الذي أخذ الهاتف منا، وذهب بعيداً ثم عاد وقال المشكلة حُلّت”، مضيفاً “لقد أعطى كلمة وقرّر القطريون أنه سيفي بها”.

وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو/ حزيران 2017 وفرضت عليها حصاراً بإغلاق كافة المنافذ الجوية والبحرية والبرية معها بهدف تطبيق أكبر ضغط اقتصادي عليها وذلك بزعم دعمها للإرهاب، بيد أن الحقيقة كانت جلية منذ البداية وهي كبح سياسة قطر الخارجية المستقلة بشكل أشبه بفرض وصاية على قرارها الوطني.

ولكن رغم ذلك الحصار من الدول الأربعة إلا أنه اتسم بتأثير معاكس بحيث جعل قطر أكثر استقلالية من ذي قبل عن دول مجلس التعاون الخليجي وساعدها على تعزيز اكتفائها الذاتي بحيث بلغت نسبة احتياجاتها الغذائية الموفرة ذاتيا تتعدى الـ80 بالمئة، وكذلك أطلقت العنان لجهود تنويع الاقتصاد في الدولة.

وبعد مايقارب ثلاث سنوات ونصف السنة من الحصار بات جلياً لدى دول الحصار أنه لاجدوى من معاداتهم لقطر ولن يستطيعوا التأثير على قرارها لذلك بادروا لحل الأزمة معها، وماكان من الدولة القطرية إلا أن تتغاضى عن ذلك الحصار في سبيل المصلحة واللحمة الخليجية.

وفي 5 يناير 2021 انتهى الحصار بشكل رسمي خلال القمة الواحدة والأربعين لدول مجلس التعاون الخليجي (قمة العلا)،وتم استئناف رحلات السفر والتجارة والتعاون بين قطر والدول المحاصرة.

المصدر: قطر عاجل + Breaking History

شاهد أيضاً

ماذا قال وزير الخارجية البريطاني لإسرائيل بخصوص دخول الحرب مع إيران؟

ماذا قال وزير الخارجية البريطاني لإسرائيل بخصوص دخول الحرب مع إيران؟ صدر الصورة، Reuters التعليق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *