اعتزال مقتدى الصدر للعمل السياسي
كلما افاقت القوى السياسيه في العراق من ارباك في ارتباك يقع في صفها بسبب قرار من الزعيم الديني مقتدى الصدر، اتبعها بآخر اشد ارباكاً واقلاقاً لها وسيبلغ الصدر بحيلته السياسيه مدىً بعيدا حين يعلن اعتزاله وتركه العمل السياسي ويغلق مواقع التواصل الاجتماعي الخاصه بتياره السياسي، مخلياً نفسه من المسؤوليه في الذي بينه وبين اتباعه و بينه وبين الناس وبينه وبين الطبقه السياسيه، تاركاً لهم شارع غاضب محتجاً لا سلطان له عليه فلا يسألن احد عما سيقع.
وفي مشهد يحاكي سقوط القلاع في القرون الوسطى، يقتلع اتباع الصدر جدران المنطقه الخضراء حيث مقر الحكومهو القصر الحكومي والبرلمان والبعثات الدبلوماسيه، و مع اعتزال مقتدى الصدر للعمل السياسي أصبح يتابع هذا المشهد كما يتابعه أي مواطن عراقي دون ادنى مسؤوليه.
وفكره ترك الملايين من يأتمرون بأمر الصدر في السياسه والدين ستوفر مضعنا بخصومه حول مسؤوليته السياسيه والاخلاقيه تجاه افعال انصاره، من كان قائداً لهم بالامس.
ترك الصدر أنصاره و اتباعه سيدخل الملايين من مؤيدي التيار الصدري في تيه سياسي من جراء غياب القياده، ليس ذلك فحسب بل ستدخل طبقه سياسيه فاعله من بينهم ثلاثه وسبعون نائب البرلمان ستدخلهم جميعا في حاله المعاشيه السياسيه المبكره، وهذا في راي متابعي الشان العراقي، إما دفعهم الى البحث عن منصات سياسيه أخرى يمارسون منها السياسه واما صاروا الى بطاله سياسيه منصرفه عن السياسه انصراف قائدهم الصدر عنها.
ولكن هل فعلا مقتدى الصدر يريد هذه النهايه العدميه لتياره السياسي واسع الانتشار شديد الولاء؟.
هل حقاً يريد له ان يتناثر في البريه السياسيه العراقيه كما يتناثر الجيش المهزوم؟.
صحيح ان الصيف قاس ولكن مطلب الصدريين ابعد من طلب الابتراد في برك القصر الحكومي في محاكاه لمشهديه سيريلانكيه لعلها تغدو بعد حين متلازمه تسم سلوك العوام في طلب متع السلطان.
لا شيء من ذلك اراد الاتباع ولا الصدر المعتزل، فالإعتزال و الإستقالة ليستا جديدتين على الصدر، فما وراء اعتزاله هذه المره؟؟.
يرى كثير من العراقيين أن الصدر اراد احراج خصومه السياسيين فقد أخذ خطوتين الى الوراء للاعتزال وهو القرار الذي سيكون بمثابه كسر لقمقم الغضب الشعبي، غضب الاتباع والانصار ومن شايعهم من سائر العراقيين ضد الطبقه السياسيه التي كثيرا ما وصفها الصدر بالفساد و بتاكيده ان لاصلاح للدوله العراقيه الا بذهابها.
و كانت موجة الغضب قد انتقلت سريعا الى عدد من المحافظات العراقيه حيث للصدر أتباع وأنصار فحاصر الغاضبون مقار محافظتي الديوانيه وذي قار في جنوب العراق ومحافظ ديالى في شرقي بغداد فضلا عن محاصره مقر محكمه الاستئناف في محافظه ميسان.
مشهد اليوم يقترب بالعراق من الشلل الكامل لمؤسسات رسمية، فالحكومه علقت اعمالها فلحقت بالبرلمان المعطله اعماله بسبب الازمه السياسيه التي عطلت هي الاخرى اختيار رئيس للبلاد وعطلت اختيار رئيسٍ للحكومه.
وينتظر ان تقضي المحكمه الاتحاديه في امر البرلمان ببقائه او بحله في سياق البحث عن حلول مناسبه للأزمة المستعصيه.
لم تنتهي اثار يوم العراقي الطويل الذي بدأ مع اعتزال مقتدى الصدر للعمل السياسي والذي وضع البلاد امام مسارين اما اعتماد المؤسسات الدستوريه منبرا للحل التوافقي واما مسار الثوره الشعبيه المتطلعه الى انشاء جديد للواقع السياسي.
واقع يغتني فيه الفقراء في بلد ما ما أغنى موارده وما افقر سياسته.
اعتزالات الصدر المتكررة للعملية السياسية
- عام 2013 في شهر اغسطس/ آب. أعلن الصدر تخليه عن مواصلة العملية السياسية.
- كرر انسحابه في فبراير/ شباط عام 2014 وبعدها بشهرين فقط شارك في الإنتخابات البرلمانية العراقية .
- مارس / آذار 2016 اعتزل الصدر الحياة السياسية وأقفل مكتبه الخاص.
- بعدها بعدة أسابيع ورغم فورزه في الإنتخابات اد ليكرر الإعلان نفسه ويغلق مكاتب التيار الصدري.
- 15/07/2021 أعلن انسحابه من العملية السياسية و عدم ترشح تياره للإنتخابات.
- المرة السادسة كانت قبل الإنتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة بثلاثة أشهر.
- والأخيرة حتى الآن كانت في تاريخ 29/08/2022 ولكن هذه المرة أغلق جميع مكاتب التيار الصدري حتى مكتبه الخاص.
اعتزال مقتدى الصدر للعمل السياسي للمرة السابعة…مقتضيات و تداعيات
المصدر : قطر عاجل