يوماً بعد الآخر تترسخ الخطوات السعودية نحو تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وتعكس المواقف السعودية موافقتها الضمنية وحالة الرضا تجاه التطبيع، فاليوم واستكمالاً لترجمة الانعطاف والتقرب ضمن حلقات مسلسل التطبيع من الاحتلال عبرت رحلة تابعة لشركة “إلعال” الإسرائيلية للطيران فوق الأجواء السعودية، وذلك للمرة الأولى منذ سماح المملكة بفتح الأجواء أمامها.
وبحسب قناة كان العبرية، فقد عبرت رحلة تابعة لشركة “إلعال” الإسرائيلية للطيران إلى جوهانسبرغ بجنوب افريقيا صباح اليوم في أجواء السعودية، مما قلص مدة الرحلة لدقائق معدودة.
وأضافت القناة العبرية أنه لاتزال شركات الطيران الاسرائيلية تنتظر السماح النهائي من سلطنة عمان باستخدام مجالها الجوي – مما سيقلص بصورة ملموسة المدة الزمنية التي تستغرقها رحلات الطيران المنطلقة من إسرائيل إلى دول ووجهات عديدة.
ومنذ تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع الاحتلال الإسرائيلي، سمحت السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي للرحلات الجوية من وإلى البلدين المُطبعين.
لكن هذا التفويض لم يمتد حينها ليشمل الرحلات الإسرائيلية من وإلى وجهات أخرى.
وقبل قمة جدة بيوم، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجواء المملكة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء.
وقالت الهيئة في بيان نشرته عبر حسابها على “تويتر” آنذاك، إنها قررت “فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور أجواء البلاد”. دون أن يستثني القرار الطائرات الإسرائيلية المدنية.
وعقب قمة جدة، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان على أن فتح الأجواء السعودية أمام الطائرات الإسرائيلية لا يمهد لأي خطوات محتملة، نحو وجود علاقات مع إسرائيل.
كما أوضحت السلطات السعودية أن المسألة تتعلق أكثر بأهداف السعودية الجيوسياسية، خاصة وأن فتح الأجواء جاء كجزء من اتفاقية متعددة الأطراف لنقل السيطرة على جزيرتين في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية.
ولكن الخطوات على أرض الواقع تعكس أمراً مغايراً لما صرحت به السلطات السعودية، فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق أن الرياض سمحت لمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين بزيارتها حيث يتطلع الجانبان إلى تعميق العلاقات الاقتصادية فيما بينهم.
ولفتت إلى أن العلاقات السرية بين الطرفين تعود إلى سنين طويلة لكنها تسارعت منذ عام 2020 عند عقد اتفاقيات أبراهام بوساطة أمريكية، مشيرة بذات الوقت إلى زيارة مسؤولين إسرائيليين للسعودية من أجل عقد اجتماعات سرية خلال السنوات الماضية، بما فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو.
كما كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية مؤخراً، أن مكتب استثمار تابعاً لعائلة سعودية أصبح أكبر مساهم في شركة استخبارات التنقل الإسرائيلية Otonomo Technologies Ltd.
وزادت حصة شركة “ميثاق كابيتال”، التابعة لمكتب عائلة الراجحي للاستثمار الذي مقره الرئيسي بالرياض، مؤخراً في الشركة الإسرائيلية إلى 20.41%، وفقاً للتقرير الصادر في 20 يوليو/تموز.
وبدأ التقدم نحو تطبيع العلاقات منذ وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد وتسلمه السلطة بشكل فعلي، إذ بدا بشكل جلي منذ ذلك الحين الانعطاف في السياسة الخارجية السعودية إزاء الاقتراب من إسرائيل.
وباتت حالة التحول القديمة، تترجمها المواقف والسياسات الجديدة في عهد محمد بن سلمان تجاه مسلسل التطبيع، إذ بدأت العلاقات بين الطرفين بالتنامي والظهور إلى العلن رويداً رويداً ولكن وتيرة التقدم نحو تطبيع العلاقات العلني باتت تسير بسرعة كبيرة منذ العام الماضي حتى الآن إذ تم حذف النصوص المعادية لليهود من مناهج التعليم وتعيين حاخام رئيس في المملكة إضافة إلى السماح لرجال الأعمال الإسرائيليين بالاستثمار فيها وفتح المجال الجوي السعودي بشكل رسمي أمام الطائرات الإسرائيلية والموافقة على تملك الأجانب وفي مقدمتهم الإسرائيليين في الحرمين الشريفين.
المصدر: قطر عاجل + متابعات