أشاد الأكاديمي الأمريكي “روي كاساغراندا”، بعبقرية الصحابي “خالد بن الوليد”، أحد أبرز قادة الجيوش في تاريخ الإسلام، خلال انتصاره في “معركة الفراض”.
وقال البروفيسور في مقطع فيديو تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى تفاعلا واسعا، ويعود لمارس/آذار الماضي حين نشره الكاتب على صفحته بـ”تويتر”: “الجيش العربي كان يهاجم من هذه الناحية ويحاول الوصول إلى القدس والرومان يعلمون أن العرب أقل عددا وأقل منهم بالتكنولوجيا والمال ويواجهون إمبراطوريتين”.
وتابع قائلا: “هل تهاجمهما (الإمبراطوريتان) معا في نفس الوقت؟.. هذا غير منطقي، ولكن هذا بالضبط ما فعله العرب”.
وأضاف: “قام (خالد بن الوليد) بشكل لطيف بسحب جيشه من الجسر والمعبر، وقسمه إلى 3 مجموعات مكونة من 5000 جندي بكل مجموعة، ووضع مجموعة بأعلى النهر، وأخرى أسفل النهر والأخرى بعيدة عن النهر وبقي ينتظر”.
خبراء الغرب أدركوا قيمة خالد بن الوليد، وانبهروا بعبقريته العسكرية الفريدة، أكثر مما أدركها وانبهر بها العرب والمسلمين.. pic.twitter.com/E3f64oMG90
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) September 3, 2022
واستطرد “كاساغراندا”: “بدأت جيوش الفرس والروم بعبور الجسر في الوقت ذاته وظل منتظرا، وعندما عبر 50 ألف من جيش الفرس والروم نفخ بالبوق فهاجم الرجال من أعلى وأسفل النهر عبر ضفة النهر وحاول الوصول والالتحام عند مدخل الجسر والمعبر، حتى يقطع الطريق عمن قطع الجسر بعيدا عن الجنود على الطرف الآخر من الجسر”.
وأوضح أنه “بعد ذلك ما فعله خالد هو أنه أخذ الـ5000 جندي ضد 50 ألفا وهاجم محافظا على أرفع خط ممكن بتعداد صفوف الجيش، وبعدها سحب رجاله وهاجم مرة أخرى، وسحبهم ومرة أخرى هاجم، وفي كل مرة تدخل خيوله على الجيش يضغطهم قليلا وقليلا”.
وزاد “كاساغراندا”: “لذا بعد فترة بات الفرس والروم مضغوطين لدرجة لا يستطيعون فيها تحريك أذرعهم أو أسلحتهم، فأصيبوا بالذعر واستداروا للعودة إلى الجسر لعبوره”.
وختم بالقول: “50 ألف رجل يدورون للعودة دفعة واحدة، يمكنك سماع العظام تتكسر، وبعدها هاجمهم العرب المسلمون وهم يفرون، وبنهاية المعركة كان مجموع القتلى 200 من العرب المسلمين مقابل 50 ألف قتيل من جيشي الفرس والروم”.
عبقرية خالد بن الوليد رضي الله عنه في معركة الفراض عندما اتحد أمامه جيش الفرس و جيش الروم فسحقهم
.
من وجهة نظر غربية pic.twitter.com/G6CMBKrcH8— ﮼عوض،بن،حاسوم،الدرمكي (@AwadAldarmaki) September 3, 2022
وكان “كاساغراندا” يتحدث عن معركة الفراض، التي وقعت في شهر ذي القعدة من عام 12 للهجرة، الموافق يناير/كانون الثاني من عام 634 للميلاد، بين جيش الخلفاء الراشدين بقيادة “خالد بن الوليد” والإمبراطورية الفارسية وحلفاءها من العرب المسيحيين (الروم).
وحينها، قصد “خالد بن الوليد” الفراض على تخوم الشام والعراق والجزيرة، فأفطر رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات.
فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس، واستمدوا “تغلب” و”إياد” و”النمر”، فأمدوهم وناهضوا “خالداً” حتى إذا صار الفرات بينهم، وقالوا: “إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم”.
وحينها قال “خالد”: “بل اعبروا إلينا”، قالوا “فتنحوا حتى نعبر”، فرد “خالد”: “لا نفعل، ولكن اعبروا أسفل منا”، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض: “احتسبوا ملككم.. هذا رجل يقاتل على دين.. وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن. ثم لم ينتفعوا بذلك”، فعبروا أسفل من “خالد” وهزموا.
المصدر: وكالات