قتل
أربعة أطفال أشقاء جراء انفجار لغم من مخلفات الحرب داخل منزل عائلة نازحة انتقلت قبل
أسبوعين فقط، إلى منزل قيد الإنشاء في بلدة بنش شمال شرق مدينة إدلب.
ويعيش
نحو 4.5 مليون سوري معظمهم نازحون ومهجرون في مناطق موبوءة بالألغام والذخائر غير
المنفجرة نتيجة سنوات من قصف النظام وروسيا، حيث تشكل تلك المخلفات تهديدا كبيرا
على حياة السكان، وتؤثر بشكل مباشر على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة.
وحصلت
“عربي21” على إحصائيات حديثة صادرة عن الدفاع المدني السوري، تظهر مقتل
23 شخصا بينهم 10 أطفال وإصابة 24 آخرين بينهم 15 طفلا وامرأة واحدة، جراء 22
انفجارا لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا، منذ بداية العام الحالي وحتى يوم
الاثنين 5 أيلول / سبتمبر.
انتشار
مميت
وقال
محمد سامي المحمد مسؤول برنامج إزالة الذخائر في الدفاع المدني السوري، إن مخلفات
الحرب تنتشر في عموم مناطق سوريا التي باتت ساحة حرب لتجريب واختبار الأسلحة
الروسية.
وأوضح
في تصريح لـ”عربي21″ أن تعامل فرق الدفاع المدني مع مخلفات الحرب أحد
أخطر الخدمات وأصعبها، لافتا إلى أن فرق الذخائر غير المنفجرة (UXO) في المنظمة بدأت العمل
على إزالة مخلفات الحرب عام 2016 لمواجهة التحدي الذي يهدد حياة آلاف المدنيين
يوميا، في ظل عدم وجود أي جهة تعمل في هذا المجال.
وبين
أن فرق الدفاع المدني لا تقوم بإزالة الألغام وينحصر عملها فقط بإزالة الذخائر غير
المنفجرة من مخلفات القصف، من خلال مسح القرى والمجتمعات للوصول إلى المناطق
الملوثة، ورسم الخرائط اللازمة للبحث التقني في احتمالية وجود الذخائر في المنطقة
المستهدفة والتخلص النهائي من الذخائر بدون أن يتم نقلها أو تحريكها.
وتمكنت
فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، من التخلص من أكثر من 23 ألف
ذخيرة متنوعة من بينها أكثر من21 ألف قنبلة عنقودية في شمال غربي سوريا، رغم
الإمكانيات المحدودة وظروف العمل الصعبة، والتي خلفت سقوط 4 ضحايا من المنظمة حتى
الآن.
ووثقت
فرق الذخائر في الدفاع المدني السوري استخدام 60 نوعا من الذخائر المتنوعة تم
استخدامها في قصف المدنيين، منها 11 نوع من القنابل العنقودية المحرمة دوليا،
والتي استخدمتها قوات النظام وروسيا طوال السنوات الماضية.
ومنذ
بداية العام الحالي وحتى منتصف شهر آب / أغسطس، كثفت فرق “uxo” عملها وأجرت أكثر
من 780 عملية مسح غير تقني في أكثر من 260 منطقة ملوثة بالذخائر، وأزالت 524 ذخيرة
متنوعة في 449 عملية إزالة، وقدمت الفرق 1080 جلسة توعية من مخاطر الألغام ومخلفات
الحرب استفاد منها 20 ألف مدني من بينهم أطفال ومزارعون.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية تستهدف النظام وقسد ردا على مجزرة الباب
مهمة
صعبة
وأكد
مسؤول برنامج إزالة الذخائر في الدفاع المدني السوري، صعوبة مهمة إزالة مخلفات
الحرب، خاصة أنها “المهمة الأخطر في العالم.. الخطأ الأول سيكون الأخير”.
وتواجه
فرق الدفاع المدني جملة من الصعوبات معوقات لوجستية: تتعلق بعدم توفر المعدات
اللوجستية المتطورة، بسبب ضعف الإمكانيات وعدم وجود معدات كافية.
ولفت
إلى حاجة متطوعي المنظمة لتدريبات متقدمة تسهل مهمة التعامل مع جميع أنواع الذخائر
ومخلفات الحرب، في ظل كثرة الذخائر غير المنفجرة من مخلفات القصف وخاصة القنابل
العنقودية.
المصدر: العربي 21