المرزوقي: تونس حافلة بلا فرامل يقودها سائق مخمور نحو الهاوية

قال الرئيس التونسي الأسبق “منصف المرزوقي”، إن بلاده اليوم “أشبه بحافلة بلا فرامل، يقودها سائق مخمور نحو الهاوية”، في إشارة إلى الرئيس “قيس سعيّد”، الذي استحوذ على جميع الصلاحيات في يده.

وفي تدوينة له عبر حسابه بموقع “فيسبوك”، كتب “المرزوقي”: “كأنّ هناك لعنة مسلطة على هذا الشعب المسكين: إن جاءته الديمقراطية دمّرها، وإن جاءته الديكتاتورية دمرته”.

وأضاف: “اللهم لا شماتة لكن أنظر أولى ضحايا عودة الدكتاتورية.. إنهم كل من فرشوا لها البساط الأحمر: الممولون الفاسدون (للثورة المضادة) الإعلاميون الفاسدون والسياسيون الفاسدون والناخبون المظللون الذين خلطوا بين صندوق الاقتراع وطاولة القمار”.

وتابع “المرزوقي”: “اللهم لا شماتة لكن أنظر حال الذين دعوا لنظام الحكم الفردي بحجة تجميع السلطات لا تشتتها كما كان الحال حسب زعمهم إبان (العشرية السوداء)”.

واستطرد: “ها هي النتائج الأولية للحكم الفردي.. يحدثونك عن المفقود من المواد الأساسية ولا يحثونك عن المفقود من احترام العالم لنا.. ومن نزيف الأمل في وطن أصبح بالنسبة لشبابنا الأرض التي نفر منها لا الأرض التي نفرّ إليها”.

ووصف الرئيس التونسي الأسبق بلاده بالقول: “تونس اليوم مثل حافلة بلا فرامل يسوقها سكران ويضج داخلها الركاب بالصراخ.. ثمة الذين يصرخون رعبا مما ينتظرهم.. ثمة ويا للعجب الأغبياء الذين يصرخون (اعفس يا قيسون) يتصورون أنهم لن يكونوا من بين الذين ستتهشم عظامهم عندما ترتطم الحافلة بالحائط”.

واعتبر أن الحل يكون تحت راية الدستور الوحيد الذي يجمع الشعب التونسي (دستور 2014)، ويتجلى بـ”استئناف الثورة أين تم إجهاضها صيف 2013 المشؤوم”.

وأشار إلى أن “النموذج السيريلانكي هو الذي لا مفر منه، إذا تواصل إنكار مؤسسات الدولة لما يعمي الأبصار”.

وتابع: “ساكن قرطاج (قيس سعيد) غير سوي غير كفؤ غير شرعي، وأنه يجب التعجيل بوضعه (حسب رأي الأطباء) في مستشفى الرازي أو سجن المرناقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوطن المنكوب”.

اقرأ ايضاً
العرب يرفضون استغلال الإخوان للتصعيد في فلسطين

كما دعا إلى “استئناف بناء الديمقراطية أين تمّ وأدها صيف 2021 المشؤوم، بعد أن تعرت بصفة لا أكثر منها كاريكاتورية أوهام وأكاذيب الزعيم المنقذ”.

وختم “المرزوقي تدوينته بالقول: “الباقي أي تحرك الماكنة الاقتصادية وعودة الهدوء للنفوس واستعادة سيادتنا الوطنية وكرامتنا المهدورة، كل هذا سنبنيه سويا في ظل دولة القانون والمؤسسات التي أساء الدفاع عنها السياسيون تآمر عليها الأوباش وفرّط فيها الجهلة”.

وكثيرا ما يتهم “المرزوقي” خلفه “سعيد”، بـ”قيادة تونس للهلاك وإفساد الحياة العامة، والسعي نحو القضاء على الديمقراطية من أجل الديكتاتورية والاستعباد”.

وسبق أن توقع أن يخرج “سعيّد” من قصر قرطاج (الرئاسة) في القريب العاجل، وأنه سيُقدَّم إما للمحاكمة أو “سيُحال على مستشفى الأمراض العقلية”، على حد قوله.

ودعا “المرزوقي” قوى تونس إلى الإعداد لمرحلة ما بعد “سعيد”، محذرا من تكرار السيناريو السوداني في البلاد (استيلاء الجيش على الحكم).

وتشهد تونس، منذ 25 يوليو/تموز 2021، صراعا علنيا بين “سعيد” والأحزاب السياسية، بعد إجراءات استثنائية اتخذها الرئيس منها إقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل البرلمان ومجلس القضاء وإصدار تشريعات بمراسيم قضائية، فضلا عن استفتاء على دستور جديد في 25 يوليو/تموز الماضي.

واستند “سعيّد” في قراراته إلى تأويله الخاص للفصل (80) من دستور 2014 الذي يخول رئيس الجمهورية اتخاذ “تدابير استثنائية” إذا ما كان هناك “خطر داهم” يهدد البلاد.

وترى غالبية الأحزاب السياسية التونسية في قرارات 25 يوليو/تموز “انقلابا” على مؤسسات الدولة، وسعيا منه للتفرد بالحكم.

في المقابل، يتهم “سعيّد” الأحزاب السياسية بالسعي لتحقيق مصالحها.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

2

غزة: بوريل يدين التصعيد الإسرائيلي ويدعو لوقف استهداف المدنيين

أعرب جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، عن إدانته الشديدة للغارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *