الأربعين الحسيني

الحج إلى بيت الله الحرام و زيارة الأربعين الحسيني 1443 مقاربة تفكيكية

نورد في مقالنا هذا مقاربة تفكيكية بين الحج إلى بيت الله الحرام و زيارة الأربعين الحسيني

الحج إلى بيت الله الحرام:

هو فريضة أساسية و فرع من فروع الإسلام. و الحج عبارة سلسلة من الأعمال التي يتم أداؤها في شهر ذي الحجة في مدينة مكة المكرمة ومحيطها. وتعتبر مراسم الحج من أكبر تجمعات للمسلمين حيث يشارك فيه المسلمين من جميع المذاهب الإسلامية .

هناك أنواع مختلفة من الحج ، وأشهرها هو حج التمتع للمسلمين الذين يعيشون خارج مكة المكرمة ومحيطها. الحج بكل الأحوال واجب على كل مسلم مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا.

في القرآن آيات كثيرة عن الحج وهناك سورة تسمى سورة الحج. كما ورد أكثر من تسعة آلاف رواية عن الحج وأحكامه وأفعاله، ويعتبر الحج بعد الصلاة أفضل من جميع العبادات .

وقد حاول مفكرو المسلمين شرح فلسفة الحج بالإضافة إلى ممارساته الظاهرية، حيث أنها طقوس تسعى بالمؤمن للوصول إلة حقيقة التوحيد. بالطبع، للحج أبعاد أخرى غير البعد الديني.

قبل الإسلام كانت هناك مناصب في الحج، مثل استقبال الحجاج الفقراء، والإمساك بمفاتيح الكعبة، وسقاية الحجاج، وهذا ما أكد عليه الإسلام.

اليوم، وفقًا لاحتياجات العصر، هناك مسؤوليات جديدة في الحج.

نظرًا لمحدودية الوقت والمكان، يمكن لحج التمتع استيعاب عدد محدود من الحجاج. لهذا السبب، تم منح حصصًا معينة بناءً على عدد السكان المسلمين في كل بلد.

يختلف حجم التداول المالي للحج بالنسبة للبلدان. وبحسب تقرير فإن أكثر من ثمانية ملايين حاج يسافروا إلى بيت الله في كل عام على أقل تقدير ويبلغ الدخل المباشر للحكومة السعودية من الحج في كل عام نحو 12 مليار دولار.

الحج إلى بيت الله الحرام
الحج إلى بيت الله الحرام

الأربعين الحسيني

الأربعين الحسيني هو مرور أربعين يوماً على مقتل الإمام الحسين بن على بن أبي طالب (ع) وأصحابه يوم عاشوراء، ويوافق 20 من شهر صفر.

والمشهور أنّ أسرى أهل البيت وصلوا إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين (ع) أثناء رجوعهم من الشام إلى المدينة في يوم الـ 20 من شهر صفر من ذلك العام، وقد وصل أيضا في هذا اليوم جابر بن عبد الله الأنصاري صحابي النبي (ص) إلى كربلاء، وزار قبر الإمام الحسين. فبدأ بعد ذلك ما يسمى بـ الأربعين الحسيني، اقتداء بمن زاروا قبر الإمام الحسين عليه السلام بعد مرور أربعين يوم على حادثة الطف.

ويتعمّد الشيعة في الأربعين الحسيني إلى حضور مجالس، ومواكب العزاء التي تجوب الشوارع في كل مكان، ويعدّ هذا اليوم عطلة رسمية في كل من إيران والعراق .

ورُوي عن الإمام الحسن العسكري (ع) أنّ زيارة الأربعين، من علامات المؤمن. وتعدّ المسيرة الأربعينية أو ( مسير الأربعين الحسيني) التي يجهد فيها الشيعة بالوصول إلى كربلاء في يوم الأربعين لزيارة الإمام الحسين من أعظم مراسم العزاء التي يقوم بها الشيعة، بل جميع المسلمين في العالم.

الأربعين الحسيني

الحج إلى بيت الله الحرام و زيارة الأربعين الحسيني

تعتبر كلتا المراسم في الج و الأربعين مراسماً إسلامية يجتمع فيها المسلمين من أجل أداء واجب إسلامي تاريخي ديني عقائدي ولكن المعطيات تتغير بين المناسبتين وفقاً للعديد من العوامل و المعطيات ، فالحج هو فريضة لكل المسلمين شيعةً كانوا أم سنة أم من أي مذهب من مذاهب الإسلام الأخرى ولكن الأربعين الحسيني كما هو متعارف عليه عند العامة أنه مخصص للشيعة أكثر من غيرهم من المسلمين أو أن باقي مذاهب المسلمين لا يولون أهمية وقسيةً للأربعين كالتي يولونها للحج.

ولكن في طيات الحديث عن الحج و الأربعين تتردد أحاديث لا طائل لها من تفاصيل مختلفة تقارن و تقيس بين المناسبتين.

ولعل أهم ما يذكر في هذا الصدد هو كيفية إدارة هذه المناسبتين عند كل من السعودية و العراق وكيف تتصرف الحكومات في هذه المناسبات و ماهي أهم الدوافع و الأهداف من وضع قوانين محددة لإدارة المناسبتين لدى كل من الدولتين.

اقرأ ايضاً
شهيدان برصاص قوات الاحتلال في البيرة ونابلس (فيديو)

على الإنسان الذي يريد فهم الفكرة برمتها أن يتوجه إليها بشفافيتها و رجاحة عقليه و إلا فلن يستقيم المعنى للقارئ وسيبقى في حيرة من أمره.

يورد موقع ايجيبت تايمز (مصر تايمز ) مقالاً بقلم الكاتبة أمينة فؤاد يقارن فيه بين الحج إلى بيت الله الحرام و زيارة الأربعين الحسيني من وجهة نظر الشعب المصري فتقول:

 إن أهل مصر بعد مشاهدة صور الحجاج الشيعة المسافرين إلى كربلاء والأعداد الهائلة من الحجاج في كربلاء ومقارنة ما يجري في كربلاء مع ما يجري في مكة المكرمة من كارثة منى وسقوط الرافعة في مكة وموت آلاف المسلمين يسألون أنفسهم: لماذا لم يحدث ما يسمى بحوادث التدافع والازدحام في كربلاء؟ ولماذا لم تسقط الروافع على الزائرين في كربلاء ؟ لماذا يصر السعوديون على طبيعية هذه الأحداث رغم فشلها في إدارة العتبات الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة؟

وفي ما تلاه أورد الموقع مقارنة مفصلة بين البلدين و الفرق في إدراة المراسم بين كل من السعودية و العراق فيقول :

  •  السعودية: إذا دخل أراضيها أكثر من مليوني حاج ، فسيعبر السعوديون عن استيائهم.
  •  العراق: إذا كان لديهم أقل من عشرين مليون حاج فسيكون ذلك محزناً بالنسبة لهم.
  •  السعودية: تشكيل وزارة لتنظيم شؤون مليوني حاج.
  •  العراق: أصغر موكب شاي لهم ، أبو علي الشاي – يعني شاي الإمام الحسين (ع) – يدور حول شؤون 8 ملايين حاج.
  •  السعودية: تتقاضى دولارات مقابل الخدمات التي تقدمها.
  •  العراق: جميع الخدمات مجانية بالكامل.
  •  السعودية: الحج بالنسبة لهم موسم الربح والنمو الاقتصادي.
  •  العراق: يعتبر الحج موسم مغفرة وعطاء.
  •  السعودية: تعداد مليوني حاج يتسبب في اختناقات مرورية وانسداد طرق بالبلاد.
  •  العراق: مليوني زائر هو عدد قليل في اصغر شارع في كربلاء.
  •  السعودية: الملوك وأمراءهم يتجولون في سيارات الليموزين.
  •  العراق: قيادات الأمة يذهبون إلى ضريح الإمام الحسين (ع) حافيّ القدمين.
  •  السعودية: بالإضافة إلى الرسوم الضخمة التي تتقاضاها من حجاج بيت الله الحرام ، فإنها تسيئ معاملتهم في كثير من الأحيان.
  •  العراق: يعتذر للحجاج عن أي تقصير غير مقصود.
  •  السعودية: دخول 10 آلاف حاج إلى أحد الشوارع يتسبب في اختناق شديد وقد يسفر عن ضحايا .
  •  العراق: إذا كان هناك ثلاثة ملايين حاج في الشارع ، ينظر المسؤول عن الموكب إلى الشارع ويقول: الشارع الآن مهجور ، فأين الحجاج؟
  •  السعودية: البيت خاص بالسعوديين فقط.
  •  العراق: الإمام الحسين (ع) للجميع.

وتقول كاتبة هذا المقال: إن المقارنة بين الخدمات السعودية للحجاج وخدمات العراقيين في الأربعين للإمام الحسين (ع) تظهر الحجم الكبير للخدمات التي تقدمها السلطات المحلية في كربلاء بدعم من بغداد والبنك المركزي العراقي، وجهود الوزارات المختلفة ودعم  ملايين العراقيين لمواكب الحجاج.

ويقارن المسلمون في جميع أنحاء العالم بشكل غير واعي  أسباب نجاح مراسم الأربعين الحسيني كل عام مع توافد ملايين الزائرين بأضعاف أكثر من الحجاج إلى بيت الله في المملكة العربية السعودية. وكيف ان الأحداث الدامية تسفر عن ىلاف الضحايا في السعودية بينما تتعدد مواسم الأربعين الحسيني دون وقوع أي ضحايا في أغلب الأحيان.

وتؤكد أمينة فواد: هذا النجاح الكبير في كربلاء يعود إلى التعاون بين الأهالي والجهات المسؤولة في كربلاء والمحافظات المختلفة ، الأمر الذي أثار الكراهية والبغضاء والموقف الطائفي لوسائل الإعلام السعودية. مثلما تحاول قناة الصفا الطائفية في المملكة العربية السعودية طمس الحقيقة المذهلة لوصول ملايين الحجاج إلى كربلاء.

وجد حمادة

___________________________________________________________

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن سياسة موقعنا – قطر عاجل 

شاركونا آرائكم.

المصدر: رصد

شاهد أيضاً

ماذا قال وزير الخارجية البريطاني لإسرائيل بخصوص دخول الحرب مع إيران؟

ماذا قال وزير الخارجية البريطاني لإسرائيل بخصوص دخول الحرب مع إيران؟ صدر الصورة، Reuters التعليق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *