دخلت العلاقات الإماراتية مع الاحتلال الإسرائيلي عامها الثاني منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن توقيع “الاتفاق الإبراهيمي” بين الطرفين في 13 أغسطس 2020، والتي كانت الاتفاق الأول من نوعه بين دولة خليجية والاحتلال الإسرائيلي وتمت كذلك بدون تقديم أي حل للقضية الفلسطينية.
واليوم وتتويجا لهذا العار أعلنت وسائل إعلام إماراتية وعبرية، أن وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد وصل إلى “تل أبيب” في زيارة رسمية لدولة الاحتلال، وهي أرفع زيارة لمسؤول إماراتي، وتأتي بحسب التصريحات الرسيمة احتفالا بمرور عامين على تطبيع العلاقات بين الإمارات ودولة الاحتلال تخللها توقيع الطرفين على عشرات الاتفاقيات في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية وغيرها فضلاً عن تعيين السفراء وتبادل زيارات المسؤولين.
سمو الشيخ عبدالله بن زايد يصل إلى تل أبيب في زيارة رسمية لإسرائيلhttps://t.co/S8uW9e4vt8
— OFM (@OFMUAE) September 14, 2022
ولم تكن تلك الزيارة مفاجئة، لكنها كانت وقحةً بما تحمله من معاني تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى ألا وهي القضية الفلسطينية.
التطبيع الإماراتي مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية
سعت الإمارات جاهدةً لتحتل مكانة على الخارطة الدولية ولم تجد في سبيل تحقيق ذلك إلا التقرب من الاحتلال الإسرائيلي وتطبيع العلاقات معه في نهاية المطاف بمباركة أمريكية، متحللةً من كل القيم الدينية والقومية والتاريخية التي كان ينبغي أن تلتزم بها تجاه القضية الفلسطينية.
وقدمت الإمارات في سبيل ذلك (كما تفعل بعض الدول الآن) حججاً واهية تصوّر أن إيران هي العدو الأول للعرب رغم أنها تحافظ على علاقات قوية ومتجذرة معها في الخفاء، ولكن ذلك بهدف حرف بوصلة المنطقة عن العدو المركزي لها وهو الاحتلال الإسرائيلي.
ويلحظ بشكل لا يخفى على أحد أن تجارب العرب وخاصة الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي، تعكس مدى نفاقه وكذبه بالسلام والتعايش وكذلك التزامه بالاتفاقيات.
والقبول بالتطبيع هو تسليم بهذه الجريمة الأخلاقية ليس في حق الشعب الفلسطينى وحده، ولكن فى حق الإنسانية جميعا لأن المبدأ الأخلاقي عمومى وقاطع، وليس هناك مبدأ أخلاقي يفوق فى عموميته مبدأ عدم جواز الاستيلاء على أرض شعب وطرده منها.
وهنا لابدًّ من القول أن التطبيع ليس اجتهاد لكسب مقام ومكانة وإنما لايعدو عن كونه تنصل واضح وصريح من كل الالتزامات القومية والإسلامية والإنسانية حتى تجاه أعظم قضية في التاريخ الحديث وهي القضية الفلسطينية التي ستبقى بمقدساتها الإسلامية والمسيحية جزء من عقيدة الأمة مهما حاول المطبعون تزييف هذه القضية.