بعد وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي حكمت المملكة المتحدة سبعين عاما، كثرت التساؤلات عن ثروتها المالية والرفاهية التي كانت تعيش بها خاصة مع معناة البريطانيين من أزمة معيشية هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
ثروة الملكة إليزابيث الثانية
الثروة المالية للملكة إليزابيث الثانية والعائلة المالكة بشكل عام يلفها الغموض، وهو ما أكده الخبير في شؤون العائلة الملكية ديفيد ماكلور لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ولكن مع ذلك هناك بعض التقديرات لثروة الملكة البريطانية، حيث قدرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية ثروتها بقيمة 430 مليون دولار، فيما قدرت مجلة فوربس صافي ثورتها بقيمة 500 مليون دولار.
وتعد مجموعة المجوهرات من أهم معالم ثروة الملكة إليزابيث الثانية إلا أن ذلك ليس كل شيء إذ يقول الخبير ماكلور في كتابه “The Queen’s True Worth ثروة الملكة الحقيقية” الصادر في عام 2020، أنه يطلق على دخل الملكة الخاص “المحفظة الخاصة”، ويأتي بشكل أساسي من محفظة “دوقية لانكاستر” التي تملكها العائلة المالكة منذ العصور الوسطى.
وتشمل أصولها أراضي واستثمارات مالية وعقارات تتجاوز قيمتها 500 مليون جنيه إسترليني (نحو 578 مليون دولار).
وتضم الأملاك 315 عقارا سكنيا، إضافة إلى ممتلكات تجارية في وسط لندن وأراض زراعية تمتد لآلاف الهكتارات.
كما تمتلك الملكة مجموعة الأصول “كراون إستيت Crown Estate” التي تشمل عقارات فاخرة في لندن بقيمة 19.2 مليار دولار، رغم أنها مملوكة رسمياً للعائلة الملكية، فهي تخضع لسيطرة الحكومة البريطانية، التي تتلقى مئات الملايين من الدولارات التي تولدها محفظة هذه الأصول سنوياً، لكن الحكومة تعيد بعد ذلك 25% من أرباح “كراون إستيت” إلى العائلة الملكية تحت ما يُعرف باسم المنحة السيادية.
ورغم أن جميع القصور الملكية تابعة “لممتلكات التاج”، فإن إليزابيث الثانية كانت تملك عقارين بصفتها الخاصة: “قصر بالمورال” في أسكتلندا الذي تقدر قيمته بـ115 مليون دولار، ومقر ساندرينغهام الذي تقدر قيمته بنحو 57 مليون دولار.
كما كانت الملكة تملك بصفتها الخاصة بعض المقتنيات ضمن “المجموعة الملكية”، بما في ذلك مجموعة طوابع بريدية كانت لجدها الملك جورج الخامس تقدر قيمتها بـ115 مليون دولار.
أما “مجوهرات التاج” فتقدر قيمتها بنحو 3 مليارات و470 مليون دولار وستنتقل ملكيتها تلقائيا إلى خليفتها.
ويمول دافع الضرائب البريطاني الملك في بريطانيا، كما تحصل العائلة الملكية أيضا على دخل هائل من مجموعات قابضة خاصة وضخمة لا تعرف كل تفاصيلها.
وبالتأكيد فإن الملكة إليزابيث الثانية كانت تعيش في بذخ ورفاهية لامثيل لها كما ستعيش العائلة الملكية بعد وفاتها الآن ولربما تعبر الصورة التالية عن القليل من حياة البذخ لهذه العائلة.
الفقر في بريطانيا
ربما تعادل تكلفة هذا الحمام قيمة بناء سكني كامل للأسر الفقيرة في بريطانيا، إذ على خلاف حياة الرفاهية والبذخ التي كانت تحظى بها الملكة فإن نسبة كبيرة من البريطانيين يعانون من أزمة معيشية هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية حيث وصلت نسبة التضخم إلى 10% وبات 14 مليون بريطاني يعانون من الفقر.
ووصل الفقر في بريطانيا إلى درجة أن العديد من العائلات باتت غير قادرة على تأمين نفقاتها مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفاتورة الطاقة.
وقال تقرير للمؤسسة الوطنية للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية “إن آي إي إس آر” (NIESR) نشر في مايو الماضي، أن حوالي 250 ألف أسرة بريطانية مهددة بالفقر المدقع خلال العام المقبل، مما قد يرفع عدد الأسر التي تعيش فقرا حادا إلى أكثر من 1.2 مليون أسرة.
وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن دراسة أجرتها جامعة يورك في إنجلترا أغسطس الماضي، أن 18 مليون أسرة بريطانية أي ما يعادل نحو 45 مليون شخص سيواجهون صعوبة حقيقية فى سبيل تغطية نفقاتهم بحلول شهري أكتوبر ويناير المقبلين.
بدورها قالت صحيفة “التايمز” نقلاً عن ماثيو تايلور، المدير التنفيذى للجمعية التي تضم المؤسسات الصحية الحكومية، إن “البلاد تواجه أزمة إنسانية، وقد يواجه العديد من الأشخاص خيارا رهيبا يتمثل في الامتناع عن الطعام لتدفئة منازلهم”.
فيما أكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية فى بريطانيا، أن البلاد أزمة إنسانية غير مسبوقة وسط ارتفاع الأسعار.
وهنا نجد المفارقة الكبيرة بين حياة الرفاهية والبذخ التي تحظى بها العائلة الملكية وبين استمرار تردى الأوضاع المعيشية وانتشار الفقر الذي يحظى به المواطنون البريطانيون؛ ففي أبسط مثال نجد أن تكلفة هذا الحمام الفاخر للملكة كفيل بتوفير الطعام أو التدفئة لآلاف الأسر البريطانية.
المصدر: قطر عاجل + متابعات