مع البدء بتخفيف قواعد سياسة “صفر كوفيد” التي تهدف إلى مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، بدأت العديد من المدن الصينية تعاني من نقص في الإمدادات الطبية، في حين تشهد البلاد إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” اللندنية.
وكانت لجنة الصحة الوطنية قد ذكرت، اليوم الجمعة، أن الصين سجلت 16797 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الثامن من ديسمبر، منهم 3637 ظهرت عليها أعراض و 13160 بدون أعراض.
وسجلت البلاد في اليوم السابق 21439 إصابة جديدة من بينها 4079 مصحوبة بأعراض و17360 دون أعراض.
وباستبعاد حالات الإصابة الوافدة من الخارج، سجلت الصين 16592 إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا، هي 3588 مصحوبة بأعراض و 13004 بلا أعراض، انخفاضا من 21165 في اليوم السابق.
وبذلك تكون الصين قد رصدت حتى أمس الخميس 357652 إصابة مؤكدة بالفيروس.
ولم تُسجل أي حالات وفاة جديدة مثل اليوم السابق لتظل الحصيلة الإجمالية 5235.
وفي بكين، أظهرت بيانات الحكومة المحلية تسجيل 1185 حالة مصحوبة بأعراض و1488 دون أعراض، مقارنة مع 1168 حالة مصحوبة بأعراض و2194 بلا أعراض في اليوم السابق، وفقا لما ذكرت وكالة “رويترز”.
كما أعلنت هيئة الصحة في شنغهاي، المركز المالي في البلاد، تسجيل 28 إصابة مصحوبة بأعراض و303 دون أعراض.
وفي مدينة قوانغتشو الواقعة في الجنوب ويبلغ عدد سكانها حوالي 19 مليون شخص، أبلغت السلطات المحلية عن رصد 854 إصابة محلية جديدة مصحوبة بأعراض و1005 بدون أعراض.
وكان ملايين الأشخاص قد باشروا في تخزين الأدوية منذ الأسبوع الماضي، ولاسيما أولئك الذين تظهر عليهم أو على أحد أفراد عائلتهم أعراض خفيفة للمرض، ولذلك لمساعدتهم على البقاء في المنزل بحسب التوجيهات الجديدة، ومنعا لأن تصبح الحالة أسوأ ، وبالتالي يضطرون للذهاب والتعرض للعزلة في المستشفيات.
وأوضح طبيب صيني أنه ومع تخفيف إجراءات القيود فإن: “عيادات الحمى باتت تعاني فوضى تامة”.
وتابع: “يرسل المستشفى أطباء من أقسام أخرى للعمل في نوبات في عيادة الحمى، وبات الجميع يعملون 24 ساعة متواصلة ثم يستريحون لمدة 24 ساعة، قبل أن يعودوا إلى نوبة أخرى”.
وفي سياق متصل، قال تشنغ يونغشين، الذي يدير صيدلية في بكين، لوسائل إعلام محلية: “هناك زيادة بنسبة 80 في المائة في عدد العملاء في الأيام الأخيرة”.
وبحسب ما ورد من تقارير، فقد كان هناك تدفق واضح لمرضى كوفيد على عيادة ومستشفى في العاصمة.
وقد حذرت دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة بكين العام الماضي من أن المدينة لم تكن مستعدة لموجة كوفيد، واصفة توفيرها لـ500 طبيب متخصص في علاج الحمى بأنه ” أمر غير ملائم”.
ومع ذلك، فإن سياسة فتح البلاد لا تزال مستمرة على قدم وساق، فشنغهاي، على سبيل المثال، سوف توقف عمليات التفتيش على المطاعم والترفيه اعتبارًا من اليوم، في حين من المتوقع أن يسافر عشرات الملايين من الأشخاص عبر البلاد الشهر المقبل خلال عطلة العام القمري الجديد.
ويشير الخبراء إلى أن السفر في تلك العطلة قد يؤدي إلى نشر الفيروس من المدن الكبرى إلى الريف.
وهناك أيضًا شكوك بشأن فعالية اللقاحات المنتجة محليًا في الصين، فقد أوضح المسؤول السابق في مركز مكافحة الأمراض في البلاد، فنغ تسيغيان، لصحيفة “تشاينا يوث ديلي” أن ما يصل إلى 60 في المائة من السكان يمكن أن يصابوا في الموجة الأولى على نطاق واسع، قبل أن تستقر أعداد الحالات.
وتابع: “في نهاية المطاف، سيصاب حوالي 80 إلى 90 في المائة من سكان البلاد”.
ومع ذلك، حثت السلطات السكان على التزام اليقظة، فقد قال المسؤولون في تشنغتشو، المدينة التي تضم أكبر مصنع هواتف آيفون في العالم، في رسالة إلى السكان: “يجب أن يكون لدى عامة الناس على وعي جيد بالحماية الشخصية، وأن تكون مسؤولية كل فرد وقاية نفسه وحمايتها”.
وأوضح يان، وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 22 عامًا ويقيم في بكين، أنه يأمل أن تساعده إجراءات التخفيف على إيجاد وظيفة قائلا: “من المستحيل القضاء على هذا الفيروس تمامًا، ربما فقط يمكننا التعايش معه على أن يتحول إلى فيروس إنفلونزا”.