إيران والسعودية اتفاق تاريخي يعيد المياة إلى مجاريها في المنطقة
اعتبر الدكتور محمد عيدان الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن نفوذ الصين المتعاظم بين الدول العربية وعلى الأخص علاقتها مع المملكة العربية السعودية هو سبب الذي أدى في النتيجة إلى إجراء المحادثات بين إيران و المملكة العربية السعودية، وقال: إن هذا الأحداث الأخيرة تظهر نفوذ الصين بين الدول العربية، وكذلك اهتمام الصين بحلها. العلاقات والمشاكل الحالية في النظام الدولي.
وقال الدكتور عيدان في مقابلة له مع موقع قطر عاجل، عن توقيع اتفاقية بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الثنائية: بالنظر إلى اتجاه العلاقات بين الدول في المناطق الجغرافية المختلفة اليوم وإلى العلاقات الدولية والنظام السياسي بين الدول و إلى تغيير هندسة القوة في العالم اليوم يبدو أنه من المهم أكثر من ذي قبل أن العلاقات بين بلدان كل منطقة جغرافيه يمكن أن تؤثر على مستقبل تلك المنطقة وسلطة و دور كل بلد من بلدان هذه المنطقة في هندسة القوة الجديدة للعالم.
وأشار إلى الأهمية المتزايدة لهذه الحقيقة في العلاقات الدولية، وأضاف: يجب الانتباه إلى حقيقة أنه خلال السنوات السبع الماضية، كانت العلاقات السياسية بين إيران والسعودية الدولتين المؤثرتين في منطقة غرب آسيا و العالم الإسلامي قد بلغت حدها الأدنى واشتد الخلاف بينهما، ولم يستفد من هذا الوضع المتأزم بين إلا عدة دول من خارج المنطقة، ويضاف إليها الكيان الصهيوني.
وأشار الخبير عيدان إلى أنه يمكن لكل من إيران والسعودية حل خلافاتهما في مختلف المجالات من خلال الحوار، و أن عليهما تبادل الآراء و الأفكار و الأسئلة المبهمة بين بعضهما البعض بشكل وثيق و دون وسطاء.
قطع العلاقات بين إيران والسعودية يعود بالضرر على دول المنطقة
واعتبر الدكتور عيدان أن الخلافات وانفصال العلاقات بين الدول الواقعة في نفس المنطقة الجغرافية يضر بجميع دول تلك المنطقة والبلدين وقال: يخلق هذا الانفصال و التباعد ظروفاً لإستغلال الدول من قبل الدول الآخرى، لا سيما فيما يتعلق بـإيران والسعودية ودورهما المحوري في هذه المنطقة المركزية عالمياً، حيث أن لكل من إيران و السعودية نفوذ كبير في المنطقة بسبب سجلهما و تاريخهما و اعتبارهما بين الدول الإسلامية، وإحياء وتعميق العلاقات و إعادة فتح السفارات بين إيران والسعودية يمكن أن يؤدي إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وتعميق علاقات الدول المجاورة الأخرى مع بعضها البعض ومع إيران.
وأشار الخبير عيدان إلى أن بعض الدول العربية في المنطقة تنسق علاقاتها مع طهران بالتوافق مع البوصلة السعودية، وتابع: إن تعميق العلاقات بين إيران والسعودية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقات بين جميع دول المنطقة الأخرى أيضًا، على أي حال، يمكن لهاتين الدولتين حل مشاكلهما وزيادة تعاونهما وهذا الأمر سيكون أكثر فاعلية وتأثير في استقرار وأمن المنطقة ككل.
إحياء العلاقات بين ذراعي أوبك الرئيسيين
وأكد أن الرياض وطهران ودول المنطقة لم تستفد من غياب العلاقات السياسية بين الطرفين، وتابع: قبل عامين، انطلقت مسألة إعادة العلاقات بين إيران والسعودية من قبل العراق الدولة الصديقة والشقيقة والمجاورة لكلا البلدين، وقد تم عقد خمس جولات من المفاوضات في بغداد، جرى خلالها بحث العديد من القضايا إيذاناً بحل العديد من المشكلات العالقة على مستوى البلدين و المنطقة.
وقال الدكتور عيدان إن الأحداث الأخيرة مثل دعم الكيان الصهيوني لأحداث الشغب والاحتجاجات الأخيرة في إيران عبر وسائل الإعلام المعارضة تسببت في تأجيل هذا الحدث لعدة أشهر وأضاف: كانت جميع الوثائق والمستندات جاهزة لإعادة فتح السفارات واستئناف التعاملات القنصلية، كما أبدى رجال الأعمال والمستثمرون استعدادهم لبدء العلاقات بين البلدين، لكن الأحداث الأخيرة كما ذكرنا أخرت هذه الأمور إلى يومنا هذا.
تقليص نفوذ الولايات المتحدة في دول الحلفاء
قدم عيدان هذه الأحداث على أنها تدل على ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة، وذّكر: حتى في الدول الحليفة مثل الدول العربية بما في ذلك السعودية، يعتبر الأمريكيون أن نفوذهم ضائع للغاية، ولهذا السبب لا يهتمون بهذه العلاقة.
وفي إشارة إلى الدور الفعال للوساطة الصينية في هذا الصدد، قال عيدان: إن مبادرة الرئيس الإيراني لزيارة الصين والمحادثات التي أجريت لحل الخلافات مع السعودية كانت فعالة للغاية في هذا الصدد، وتدل على أن إيران تقدر الدور الإيجابي لجميع الدول الفعالة في هذا الأمر، وهذا سيكون ذا فائدة كبيرة.
واعتبر الدكتور عيدان أن نفوذ الصين بين الدول العربية والسعودية هو السبب في بدء المحادثات بين إيران والسعودية وأضاف: عبر هذه الوساطة اقتنعت كل من إيران و السعودية بقدرة الصين على لعب دور إيجابي في إحياء العلاقات بين الدولتين وإعادة فتح سفاراتهما و مواصلة العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما، وهذا يظهر نفوذ الصين بين الدول العربية واهتمام الصين أيضاً في المشاركة في حل المشاكل العالقة على مستوى المنطقة و العالم ككل.
اقتراح الصين المكون من 12 نقطة لحل الأزمة الأوكرانية الروسية
أشار الدكتور محمد عيدان خبير الشؤون الدولية هذا إلى اقتراح الصين بإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا في الأسابيع الأخيرة في هذا الصدد وقال: يوضح اقتراح السلام هذا، المقدم في 12 مادة، أن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تتجلى بشكل جيد في مجالات أخرى بالإضافة إلى مجال القضايا الاقتصادية.
وختم الدكتور عيدان هذه المقابلة بقولة: تنبأ كثير من المفكرين السياسيين في العالم بإنحسار القوة والهيمنة الأمريكية، وقد أصبح هذا التراجع في النفوذ الأمريكي الآن واضحًا في مختلف المجالات، بما في ذلك تأثيرها على العلاقات الدولية ودورها إدارة العلاقات بين الدول الحليفة و غير الحليفة وعلى الأخص في منطقة الشرق الأوسط.
المصدر : قطر عاجل