الاتفاق بين إيران والسعودية
الاتفاق بين إيران والسعودية

هل يُظهر الاتفاق بين إيران والسعودية تراجع القوة الأمريكية في المنطقة؟

الإتفاق الإيراني السعودي فصل جديد في التحولات السياسية في المنطقة

عن الاتفاق بين إيران والسعودية يقول الكاتب وخبير الشؤون الدولية الدكتور فهد العطية في لقاء له مع موقع قطر عاجل أن: السعودية لم تعد لديها الثقة اللازمة بحليفها الأمريكي، ولن يكون لدى الأمريكيين الفرصة اللازمة للبقاء في المنطقة لفترة طويلة بعد الاتفاق بين إيران والسعودية، وهذا يعد دليل صارخاً على تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وفي حديث له مع موقع قطر عاجل، حول أهم إنجازات الاتفاق بين إيران والسعودية الذي تم التوصل إليه مؤخراً بوساطة من الصين قال الدكتور العطية: إن إقامة علاقات دبلوماسية بين طهران والرياض بعد 7 سنوات من القطيعة بوساطة الصين يعتبر فصلاً جديداً في العلاقات الدولية على المستوى العالمي والروابط  الإقليمية على مستوى منطقة غرب آسيا و على الأخص في المنطقة العربية.

وأضاف الدكتور العطية: مع تحقيق الاتفاق بين إيران والسعودية، بالتأكيد ستقل التوترات في المنطقة بشكل ملحوظ، وبالنظر إلى مسار التطور في العلاقة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، يبدو أن كلا البلدين وجدا أن الطريقة الوحيدة الممكنة لتنظيم العلاقات تتجلى في التفاعل وإقامة علاقات ثنائية عن طريق الحوار.

و مما لا شك فيه أن التعاون والقبول المتبادل بين الطرفين سيؤدي إلى نتائج إيجابية، و البند الأهم في ذلك هو الحد من التوتر في اليمن.

الاتفاق بين إيران والسعودية
الاتفاق بين إيران والسعودية

وأكد الخبير في الشؤون الدولية الدكتور العطية: إن هذا الحدث المهم (الاتفاق بين إيران والسعودية) الذي تحقق بوساطة من الصين، يظهر  الحضور القوي لهذه الدولة الشرقية المتعاظمة النفوذ وموقعها في المعادلات الإقليمية والدولية، وفي الوقت نفسه يعتبر أيضًا نقطة تحول إيجابية ضد هيمنة نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

وقال العطية: “من المؤكد أن العلاقة بين دولتين مؤثرتين في منطقة الخليج العربي وغرب آسيا، مثل المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، يمكن أن تكون مهمة جداً في أبعاد مختلفة”.

وأشار الدكتور العطية إلى أن: الاتفاق بين إيران والسعودية يقوم على إحدى أهم القضايا العالمية وهي أن البلدين موردان لجزء كبير من الطاقة العالمية وسيكون هذا أحد الجوانب المهمة والمحورية في إقامة وتوسيع العلاقات بين الجانبين.

وأضاف الخبير العطية قائلاً: النقطة المهمة التالية و التي يجدر الإشارة إليها هي أن تقوم بعض دول الخليجة الأخرى بتعديل سياستها الخارجية وبالتالي تعديل مواقفها الاقتصادية والتجارية للتماشي مع البوصلة السعودية في موقفها من المتقارب مع إيران.

وأكد العطية: لذلك فإن هذا الاتفاق بين إيران والسعودية الذي تم التوصل إليه سيؤسس بالتأكيد لعلاقة جديدة وترميم العلاقات بين البلدين بشأن القضايا الاقتصادية العالقة في المنطقة وسيفتح أبوابًا جديدة للتبادلات التجارية بين إيران ودول الخليج.

وقال: الشيء التالي الذي يجب الاشارة إليه هو القضايا النفسية التي نشأت في المنطقة نتيجة التوترات بين البلدان وساعدت الأمريكيين بالفعل على القول أن إيران في عزلة نسبية وليس لها حتى علاقات مع بعض الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية.

اقرأ ايضاً
حاخام إسرائيلي: أسعى لبناء مجتمع يهودي متكامل بالسعودية (فيديو)

وقال الخبير العطية: يجب ألا ننسى أنه في الأشهر الأخيرة وقبل توقيع الاتفاق بين إيران والسعودية أثيرت قضية نشوب حرب بين البلدين، ولكن بالطبع لم يكن هناك سبب منطقي لهذه المناورات الفاشلة.

الاتفاق بين إيران والسعودية

وأضاف العطية: يمكن أن يكون للأجواء المتوترة التي تم إنشاؤها تأثير سلبي كبير على القضايا الاقتصادية، ولكن عندما ترتبط دولتان كبيرتان وفاعلتان في العالم الإسلامي مثل إيران والمملكة العربية السعودية، يمكن أن يكون لهذا الإرتباط تأثير على الاقتصاد و القضايا التجارية ولن تعود الأجواء المتوترة والعمليات النفسية السلبية موجودة حتى تكون ذات تأثير  على العلاقات بين الطرفين من الأساس.

الاتفاق بين إيران والسعودية وحركة النفوذ الأمريكي و الصيني في المنطقة

يؤكد العطية: أن النقطة المهمة التالية التي يجب الانتباه إليها هي أن دخول الصين إلى المنطقة كلاعب دولي أساسي لا يعني أن نفوذ أمريكا وعلاقاتها مع دول المنطقة قد انحسر إلى حد الضياع.

وقال الخبير في الشؤون الدولية: لا يمكن للصين أن تحل محل واشنطن في المنطقة بهذه السرعة، لكن يمكن اعتبار هذا الإتفاق الأخير بدايةً لانسحاب أمريكا من المنطقة واستبدال القوى الاقتصادية والسياسية المهيمنة في المنطقة بأخرى، وهنا يمكننا أن نسمى الصين كقوة بديلة وثقل اقتصادي و سياسي يملاً  أي فراغ يمكن أن يسببه انسحاب الأمريكان أو انحسار نفوذهم.

وأضاف: في ظل الظروف الحالية، يمكن القول أنه لم تعد دولًا مثل السعودية لديها الثقة اللازمة بأمريكا، ولن تتاح للأمريكان فرصة البقاء في المنطقة لفترة طويلة، وهذا مؤشر على تراجع أمريكا.

وأكد: يجب أن يتم تمثيل هذه الحركة بشكل منطقي وليس كخطوة صادمة للرأي العام، ويجب أخذ زواياها في مختلف المجالات مثل السياسة الخارجية والعلاقات الاقتصادية والعلاقات الأمنية بعين الاعتبار بشكل منطقي.

الاتفاق بين إيران والسعودية

وقال خبير الشؤون الدولية: إن الكيان الصهيوني كان يحاول جاهدًا بدء حرب ضد جمهورية إيران الإسلامية معوّلاً  في ذلك على إقامة تحالف عسكري مع الدول الإسلامية بما فيها المملكة العربية السعودية، والتي كانت بالطبع جزءًا كبيرًا من هذه القضية الدعائية.

وأضاف العطية في النهاية: عندما يكون قطبين في العالم الإسلامي مثل إيران والسعودية مرتبطان ببعضها البعض بعلاقات وثيقة و بإتفاقيات دفاعية وأمنية مع بعضها البعض، وحتى إن كان الإتفاق بين هذين القطبين في الحد الأدنى ينص على عدم استخدام أراضي أي دولة ضد أراضي دولة أخرى، لن يكون هناك مجال لمثل هذه الإجراءات النفسية الموترة للأجواء بينهما، وعندها يمكن للطرفين مواجهة الدعاية الصهيونية و إغلاق الإعلام في وجه الكيان الصهيوني في سبيل استقرار المنطقة و ازدهارها و تقدمها.

المصدر: قطر عاجل + رصد

شاهد أيضاً

غزو رفح

نتنياهو: غزو رفح حتى مع صفقة وقف اطلاق النار

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان غزو رفح سوف يحدث”بصفقة أو بدونها” في ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *