هند بنت حمد تشهد افتتاح المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار

هند بنت حمد تشهد افتتاح المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار

شهدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني – نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، أمس، افتتاح المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار 2023، الذي ينظمه مركز مناظرات قطر، ويستمر ليومين بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، بمشاركة 800 شخص من مختلف أنحاء العالم. كما شهد الافتتاح حضور لفيف من أصحاب السعادة والوزراء وكبار الشخصيات، وقدمته سفيرة المركز من قطر موزة الهاجري، وجمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين والباحثين ومنتسبي برنامج زمالة مناظرات قطر، وأعضاء أكاديمية النخبة وسفراء المركز وطلبة ماجستير فن المناظرة والفقه المقارن، إضافة إلى مدربي المناظرات والتربويين والمتناظرين.
 وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، في كلمة لها بالمناسبة: يهدف المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار، الذي ينظمه مركز مناظرات قطر، إلى بناء جيل شاب متمكن ومؤثر في مجال الفكر والحوار، كما أنه يُسهم في إعداد العقول والكفاءات الشابة لمواجهة التحديات المستقبلية، إذ أنه يعتبر فرصة قيمة للشباب للتفاعل وتبادل الأفكار مع الخبراء والاطلاع على أفضل البحوث والنقاشات المتخصصة في مجال المناظرة».
هذا وقد قامت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني – بجولة على مختلف المساحات التفاعلية والمحطات المتنوعة اطلعت خلالها على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر في نسخته الأولى، وتوقفت سعادتها أمام كل محطة تستمع مع أصحاب السعادة إلى رحلة الضيوف مع المركز ودوره في حياتهم، كما شاهدت جانبا من الأنشطة. ويعتبر المعرض فرصة للتعرف على إنجازات مركز مناظرات قطر منذ تأسيسه عام 2008 إلى الآن.

20230530 1685397595 50

لولوة الخاطر: مناظرات قطر يحيي السنة الكونية بما يفرده من منابر ومساحات للحوار

في كلمتها أوضحت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر- وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية أن الحوار كان حاضراً في كافة العلوم والفنون لمختلف الحضارات والأمم، وقالت: ما كان للفلسفة أن تزدهر في التاريخ اليوناني القديم لولا المناظرة، وما كان لعلم الكلام أن ينشأ في تاريخنا الإسلامي لولا المناظرة، لذا لا يمكننا أن نذكر تطور الفقه إلا بذكر المساجلات بين أهل الرأي وأهل الحديث، أو أن يأتي ذكر الشعر ولا نقف وقفات على المعارضات الشعرية لجرير والفرزدق والأخطل.
وأضافت سعادتها: بالنسبة لحركة الترجمة وانتشار الصحافة المطبوعة في العصر الحديث، فهناك وقفات ووقفات.. بين الإمام محمد عبده والمفكر المستشرق الفرنسي رينان، وفي التاريخ الأقرب تلك الحرب الفكرية الطويلة بين جورج طرابيشي ومحمد عابد الجابري، ونقول هذه المناظرات كلها أسهمت في إثراء الحياة الفكرية العربية ونشرت مساحات الوعي في مجتمعاتنا.
وأكدت سعادة الوزيرة بأن المناظرة علم وفن ومناهج وضوابط عقلية وأخلاقية، وليست كما يتبادر للذهن المعاصر أحياناً، بأنها محض مهارات إلقاء وبيان لغوي وإن كانت تلك من أدوات المناظرة المهمة.
واستعرضت دور مركز قطر للمناظرات في إحياء السنة الكونية، وما يفرده من منابر ومساحات للحوار كانت قد ضاقت كثيراً على أهلها، مع الاهتمام بالشباب والشابات في العالم العربي والإسلامي وحول العالم، وكيف بسط المركز شراكاته الممتدة إلى قارات مختلفة.
ولفتت أيضاً إلى لقاء سعادتها مع مديرة أهم مركز بحثي حول الدراسات الشرقية في أستراليا، وتفاجأت برئيستهم عندما أخبرتها بفضل مركز قطر للمناظرات في تأسيس الفريق الأسترالي الوطني للمناظرات باللغة العربية، وقد فاز الفريق بجوائز دولية وأصبحوا يتحدثون العربية كأهلها. 
وتابعت: «لقد رأيت ممن يعيش على أرض قطر من قطريين وعرب انضموا إلى مناظرات قطر وهم لا يحسنون ضبط جملة واحدة بالعربية الفصحى، لكنني رأيتهم بعد البرنامج وقد أمسكوا بناصية اللغة، بل أضيف أنني لا أعرف برنامجا آخر في قطر والمنطقة العربية استطاع أن ينهض بمستوى اللغة العربية والحجاج المنطقي كما هو الحال مع مناظرات قطر.

د. حياة معرفي: أصبحنا أحد أهم المؤسسات المعنية بالمناظرة والحوار في العالم أجمع

اقرأ ايضاً
التجارة والصناعة تنظم ورشة عمل بعنوان "التعريف بمكتب الترقيم القطري والباركود العالمي"

أعربت الدكتورة حياة عبد الله معرفي عن فخرها بالمساهمة في غرس البذرة الأولى لمناظرات قطر عند تشكيل سنة 2008 – بتوجيه من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر – حفظها الله – أول فريق وطني يمثل دولة قطر في بطولة العالم لمناظرات المدارس باللغة الإنجليزية، وقالت: «ها نحن اليوم قد أصبحنا إحدى أهم المؤسسات المعنية بالمناظرة والحوار في العالم أجمع، حتى باتت تجربتنا محط الأنظار، والمُحدد لمعايير إنشاء الجديد من المنظمات والكيانات في عالم المناظرة.
وأضافت: كان لنا شرف نشر رسالة إثراء الحوار وتمكين العقول عبر تنظيمنا واستضافتنا لأكبر البطولات الدولية والقارية في مناظرات المدارس والجامعات باللغتين العربية والإنجليزية، فاستضفنا بطولة العالم للمناظرات باللغة الإنجليزية عام 2010، وما لبثنا بعدها أن أطلقنا النسخة الأولى من البطولة الدولية للمناظرات باللغة العربية عام 2011، تبع ذلك إطلاق برنامج سفراء مناظرات قطر، وأكاديمية النخبة، وأكاديمية مسار، وجائزة رواد المناظرة لنسعى بكل جهدنا لنشر رسالتنا السامية.
وتابعت: بعد النجاح الكبير الذي حققناه في مركز مناظرات قطر في مجال المناظرة التنافسية، وبعد اتساع شريحة المستفيدين من برامجنا وأنشطتنا التعليمية لتشمل أكثر من 500 جامعة ومدرسة و80 دولة وآلاف المشاركين من متناظرين ومحكمين وتربويين وأكاديميين، عزم مركز مناظرات قطر على رفد برامج المناظرة التنافسية ببرامج أخرى تكمل بعضها بعضاً وتتيح لمجتمعنا الحصول على أكبر منفعة ممكنة.
وقالت: بدأنا قبل أكثر من خمسة أعوام بعقد الشراكات مع الجامعات داخل دولة قطر وخارجها لطرح مقررات جامعية حول فن المناظرة والتفكير الناقد، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر «مقرر المناظرات لطلبة كلية الشرطة في قطر، والتعاون مع مؤسسات أمريكية عريقة مثل جامعة يوتا وجامعة ويسترن كنتاكي وغيرها من الجامعات في طرح مقررات توظف المناظرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ثم تكللت جهودنا بشراكة نوعية مع جامعة الزيتونة في تونس لتصميم وإطلاق برنامج ماجستير هو الأول من نوعه تحت عنوان «فن المناظرة في الفقه المقارن»، كما أطلقنا الصيف الماضي زمالة مناظرات قطر البحثية لرعاية الباحثين المهتمين في تطوير المعرفة في مجال المناظرة، في برنامج متكامل يمتد لعامين يوفر لهم كافة الموارد اللازمة لتكريس الجهود في البحث العلمي متداخل التخصصات. 
وأشادت النسخة الأولى للمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار ليكون ملتقى الباحثين والأكاديميين والمدربين والمتناظرين، ونواة شبكة أكاديمية تدرس تجارب الحوار والمناظرة في ماضيها وحاضرها، وتزود المركز بنظرة أعمق وأدق وأشمل تمهد لنا طريقنا نحو المستقبل.
وثمنت الدعم الكبير من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع للمركز، الذي حمل على عاتقه تمكين الأجيال واستكشاف المواهب والإمكانيات وتوظيفها لإحداث التغيير الإيجابي الذي تحتاجه مؤسساتنا وبلداننا، مضيفة: عمل المركز على بناء نموذج عربي للمناظرة والحوار منفتح على مختلف الثقافات، يضع للحوار قواعد تنظيمية وأخلاقية ويمنح المشاركين برامج بناء قدرات في التفكير والنقد والتحليل إلى جانب مهارات التعبير والتقديم، باكورة من البرامج والتدريبات كان من خلالها المركز عراب هذا الفن ورائده عربياً، حتى أصبحنا نرى العديد من الوزارات والهيئات والشركات توظف تدريبات المناظرة من أجل بناء قدرات كوادرها وموظفيها.
 وبينت أن المناظرة ليست حكراً على قاعة التناظر والمجال الثقافي، بل يمكنها التفاعل مع مختلف المجالات والتخصصات العلمية والعملية والحياتية، فساهمنا في تدريب المعلمين على توظيف إستراتيجية المناظرة في قاعة الدرس، ودربنا العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين، وساهمنا في تطوير مهارات التواصل عند الكوادر الأمنية، ووفرنا برامج متخصصة للعاملين في السلك الدبلوماسي، فمن منظورنا، يعد هذا المؤتمر فرصة لخلق هذه التوأمة بين المناظرات والقطاعات المختلفة، لنبني على ما حققنا ولنجعل الوتيرة أعلى والأثر أكبر.

 

المصدر: صحيفة العرب القطرية

شاهد أيضاً

القدم في قطر

كرة القدم في قطر: رحلة النشأة والتطور والمجد العالمي

كرة القدم في قطر ليست مجرد لعبة رياضية بل قصة نجاح استثنائية بدأت من البدايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *