ومؤخرا كشف الجهاز عن حصيلة العمليات التي نفذها منذ بداية العام الجاري والتي أسفرت عن العديد من النتائج الإيجابية التي ساهمت في تعزيز الاستقرار في العراق.

ويقيم خبراء عراقيون أثر هذه العمليات التي نفذها الجهاز، والمراحل التي مرت بها خطة الحكومة العراقية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي لتصفير الأزمة الأمنية في العراق.

حصيلة العمليات

جهاز مكافحة الإرهاب العراقي كشف عن حصيلة عملياته منذ بداية العام الجاري، موضحا أهمية التنسيق مع إقليم كردستان الذي أثمر عن تصعيد العمليات.

وكالة الأنباء العراقية “واع” نقلت عن المتحدث باسم الجهاز صباح النعمان قوله: إن عمل الجهاز حاليا يتخلص بمهام متابعة وملاحقة مجاميع تنظيم داعش الإرهابي أينما تواجد.

هذه العمليات مبنية على رؤية وخطة أعدها الجهاز بإشراف رئيسه الفريق أول عبد الوهاب الساعدي تنفيذا لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة بالضغط على بقايا فلول التنظيم الإرهابي ومنعه من القيام بأي عمليات تعكر صفو الأمن الذي تحقق في المحافظات كافة.

الخطة تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة وقراءة مسبقة لواقع المناطق التي يتواجد فيها هذا التنظيم وأفضت هذه الخطة إلى تنفيذ الجهاز منذ بداية العام بحدود 250 مهمة بتكتيكات مختلفة.

أغلب هذه العمليات تركزت في القاطع الشرقي بمناطق محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين وتوسعت لمناطق غرب الأنبار لملاحقة بقايا التنظيم الإرهابي وهي مناطق معروفة بوعورتها وتضاريسها المعقدة.

حصيلة العمليات تضمنت مقتل 45 إرهابيا والقبض على 110 آخرين بينهم قيادات للتنظيم الإرهابي خاصة في مناطق صلاح الدين وكركوك.

أغلب عمليات القبض تمت بتنسيق استخباري عال مع مديرية مكافحة الإرهاب ومديرية الأسايش بمحافظتي أربيل والسليمانية والتنسيق الاستخباري يتصاعد يوماً بعد آخر وتتحقق نجاحات مستمرة.

استهداف مركز الثقل

الخبير الأمني العراقي، اللواء ماجد القيسي، قال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جهاز مكافحة الإرهاب في العراق هو رأس الحربة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وكثف عملياته خلال العام الجاري مستخدما العديد من التكتيكات والتي تعتمد على الاستخبارات الدقيقة وعمليات الإنزال في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها، إضافة إلى عمليات الإنزال في كامل جغرافيا العراق.

اقرأ ايضاً
استقالة عضو بالرئاسي اليمني رفضا لقصف إماراتي بشبوة

معظم العمليات التي تم تنفيذها هي عمليات نوعية لأنها استهدفت مركز الثقل لتنظيم داعش، وهو الذي يتمثل في استهداف القادة الميدانيين أو الأشخاص الذين يدعمون التنظيم من خلال الدعم اللوجيستي أو التمويل.

هذه العمليات التي نفذها جهاز مكافحة الإرهاب ادت إلى تراجع عمليات التنظيم في جميع أنحاء العراق بشكيل كبير جدا، لكن على الرغم من ذلك لازال التنظيم يمثل خطرا، خاصة في الجغرافيا الوعرة ويستفيد من بعض الثغرات للقيام بعمليات محدودة.

الخطة التي يستخدمها العراق للقضاء على التنظيم الإرهابي، تمثلت في مرحلتين، المرحلة الأولى وهي عسكرية تتمثل في تحرير المحافظات الثلاث التي كان يحتلها داعش.

المرحلة الثانية وهي المرحلة الامنية والتي تتعمد على استراتيجية القضاء على ماتبقى من التنظيم ومطاردة الجماعات الصغيرة في الاماكن البعيدة والنائية، وهذه المرحلة ستأخذ وقتًا لأن هذه الجماعات تعمل بطريقة لامركزية.

تصفير الأزمة الأمنية

المحلل السياسي العراقي، علي البيدر، قال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جهاز مكافحة الإرهاب هو القوة العسكرية والأمنية الضاربة والأكثر تدريبا والأكثر خبرة والأكثرة قدرة على المواجهة.

الجهاز يحاول من خلال تكثيف العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي يحاول تعزيز حالة الاستقرار الامني التي تعيشها البلاد وبسط سلطة مؤسسات الدولة على الكثير من المناطق وتصفير الأزمة الأمنية التي بدأت بعد العام 2003 .

كل هذه الأمور تجعل الجهاز يستمر في تنفيذ عملياته الاستباقية وتنفيذ عمليات نوعية تهدف إلى سحق البؤر الإرهابية والقضاء على عناصرها وخلق مساحة أو ثقافة أمنية جديدة داخل المجتمع العراقي.

هذه العمليات أسفرت عن نتائج جيدة حيث تقلصت التهديدات الإرهابية، وأصبح العراق أكثر استقرارا وهنالك تفاعل جماهيري وشعبي مع القوات الأمنية لذلك نجد أثر هذه العمليات على الواقع الأمني الذي يعد الأفضل منذ العام 2003.