مستشار هنية لبي بي سي: إسرائيل صعّدت في المعركة، وعليها أن تتحمل النتائج، وطهران تتوعد بـ”العقوبة القاسية”
قال المستشار السياسي والإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، إن إسرائيل ستواجه ما وصفه بـ ” أشكال جديدة من المقاومة، لأنها هي من صَعَّدت في المواجهة” باغتيال هنية.
وقال النونو، في تصريح خاص لـ “بي بي سي” إن “الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب جريمة كبيرة، وسيكون الرد بمقدارها”، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من “صعّدت في المعركة، وعليها أن تتحمل نتائجها”، على حد تعبيره.
وأعلنت حركة حماس أن جثمان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، سيُشيّع في مراسم رسمية وشعبية في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد، قبل نقله إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر الخميس.
وأشارت الحركة إلى أن صلاة الجنازة ستتم في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في العاصمة الدوحة بعد صلاة الجمعة القادم، ليدفن بعدها في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل.
وكانت حركة حماس قد أكدت فجر الأربعاء مقتل رئيس الحركة إسماعيل هنية، ومرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان، في “غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران” بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، فيما لم تعلق إسرائيل على الخبر حتى اللحظة.
-
بي بي سي تتحدث لمجموعة من المصابين الذين تم إجلاؤهم من غزة
-
ما التداعيات التي ستترتب على اغتيال إسماعيل هنية؟
-
الصحة الفلسطينية تعلن قطاع غزة “منطقة وباء لشلل الأطفال”، وأونروا تقول إن الأمان أصبح “الأغلى والأكثر ندرة” في غزة
-
من هم أبرز قادة حماس الذين “اغتالتهم” إسرائيل؟
قصص مقترحة نهاية
وقال الحرس الثوري الإيراني في وقت مبكر من صباح هذا اليوم، إنه تم “استهداف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده إلى جانب أحد حراسه”.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران “ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وفخرها وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان” في إشارة إلى اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، دون ذكر تفاصيل إضافية في بيانه الذي نقلته وسائل الإعلام الإيرانية.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن عملية الاغتيال بشكل رسمي حتى الآن.
ويُعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس (رئاسة المكتب السياسي) بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
-
ما قصة الاغتيالات الإسرائيلية ومن ينفذها؟
-
من هو صالح العاروري الذي اغتيل في بيروت؟
دعوات للإضراب، و”تصعيد خطير”
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
أعلنت “القوى الوطنية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية”، الإضراب الشامل والخروج في مسيرات احتجاجاً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
كما نعت مساجد الضفة الغربية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عبر مكبرات الصوت ودعت للإضراب الشامل، حداداً على “اغتياله” في طهران.
وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن “اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر سدى” وفق ما نقله تلفزيون الأقصى التابع لحماس.
كما قال القيادي في حماس سامي أبو زهري “اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ هنية هو تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس وإرادة شعبنا وتحقيق أهداف وهمية. نحن نؤكد أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافه”.
وأضاف أبو زهري: “حماس مفهوم ومؤسسة وليست أشخاصا. وستواصل حماس السير على هذا الطريق مهما كانت التضحيات ونحن واثقون من النصر”.
فيما قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إن اغتيال هنية سيجر “تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي: “عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو بحق رمز من رموز أمتنا لن تنال من مقاومتنا”.
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء باغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، ووصفه بـ”العمل الجبان” داعيا الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.
وجاء في بيان للرئاسة “أدان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بشدة اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جبانا وتطورا خطيرا”، وأضاف أنه دعا “جماهير شعبنا وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي”.
ودولياً، رفض الأردن “خرق سيادة الدول والقانون الدولي، مديناً “بأشد العبارات اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) إسماعيل هنية”.
ودعا الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة المجتمع الدولي لـ”تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وخروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحمي أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتفاقم انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني وجرائمها ضده”، محذراً من أن “هذه الجرائم لن تؤدي إلا إلى جر المنطقة نحو توسع الحرب وتهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”.
هذا ورفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التعليق مباشرة على مقتل هنية، لكنه قال إن التوصل لوقف إطلاق نار في غزة “ضرورة دائمة”.
وفي العراق، قالت وزارة الخارجية العراقية إنها “تدين بأشد العبارات عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران”، مؤكدة أن “هذه العملية العدوانية تُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة”.
كما استنكرت حركة النجباء – وهي ضمن تحالف يُعرف بمحور المقاومة – على لسان أمينها العام أكرم الكعبي اغتيال هنية، واستهداف مسؤول عسكري في حزب الله اللبناني والغارة الأمريكية على مقاتلين من الحشد الشعبي العراقي، مضيفة أن “هذه الاغتيالات في شهر محرم الحرام لن تثنينا، بل تزيدنا عزما وإصرارا” على حد تعبيرها.
وأدانت القاهرة ما وصفته بسياسة “التصعيد الإسرائيلية الخطيرة” خلال اليومين الماضيين، محذرة من أن ذلك يمكن أن ينذر بإشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة.
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسؤولياتها في وقف هذا التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، ووضع حد لسياسة “حافة الهاوية”، معتبرة أن تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر الي “غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة”.
من جانبها قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها إن قطر “تدين بشدة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، معتبرة ذلك “تصعيدا خطيرا”.
وأوضحت الخارجية أن “عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام”.
كما شكك رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن في جدوى المفاوضات التي ترعاها الدوحة بين الدولتين.
وكتب رئيس الوزراء على منصة إكس أنّ “نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”، مضيفاً أنّ “السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة”.
وقالت حركة أنصار الله الحوثية إن اغتيال هنية “جريمة إرهابية وانتهاك صارخ للقوانين”.
واعتبرت سلطنة عُمان اغتيال هنية في طهران “تقويضاً واضحاً لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
وأعربت وزارة الخارجية العمانية “استنكارها الشديد” لما اعتبرته “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني وتقويضاً واضحاً لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”، مؤكدة “موقفها الثابت في رفض كافة أشكال الإرهاب مهما كانت دوافعه ومسبباته”.
فيما اعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن الانتقام لاغتيال هنية هو “واجب طهران” لأنه حدث في العاصمة الإيرانية، ومشيراً إلى أن “إسرائيل وفرت الأساس لإنزال عقوبة قاسية عليها”.
وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان لها أن “استشهاد إسماعيل هنية في طهران سيعزز العلاقات المتينة بين إيران وفلسطين العزيزة والمقاومة”، فيما أعلنت البلاد الحداد ثلاثة أيام.
وأدانت تركيا الأربعاء في بيان لها وقالت “ندين اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في عملية اغتيال دنيئة في طهران”، معتبرة أن “هذا الهجوم يهدف أيضا إلى توسيع الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي”.
وأضافت وزارة الخارجية التركية في بيانها: “نعرب عن تعازينا للشعب الفلسطيني الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء مثل هنية من أجل أن يعيش بسلام في وطنه تحت سقف دولته”.
وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”الاغتيال الغادر” لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
كما ندد أردوغان أيضاً بما وصفه بأنه “همجية صهيونية”، مضيفاً أن “هذا العمل المشين يهدف إلى تخريب القضية الفلسطينية ومقاومة غزة المجيدة وكفاح إخواننا الفلسطينيين العادل وترهيب الفلسطينيين”.
وقالت الخارجية التركية “مرة أخرى، ثبت أن حكومة نتنياهو ليس لديها أي نية لتحقيق السلام”.
وحذّرت أنقرة من أنه “إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لوقف إسرائيل، فإن منطقتنا ستواجه نزاعات أكبر بكثير”.
كما أدانت روسيا اغتيال إسماعيل هنية وقالت “الاغتيال السياسي غير المقبول”.
من جانبها أدانت الصين “اغتيال” هنية، محذرة من احتمال أن يؤدي ذلك إلى “مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الإقليمي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان إن بلاده تشعر “بقلق بالغ بشأن الحادثة ونعارض وندين بشدة الاغتيال”.
هذا واعتبرت حكومة طالبان في أفغانستان أن مقتل هنية في إيران “خسارة كبيرة”، مشيرة إلى أنه “ترك عبراً في المقاومة والتضحية والصبر والتحمل والنضال والتضحية العملية لأتباعه”.
اغتيالات سابقة
وفي 2 يناير/كانون الثاني 2024، قُتل نائب رئيس حركة حماس وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، بعد استهدف طائرة مسيرة لمكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت، ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية رسميا مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي 13 يوليو/تموز قُتل، العشرات وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي مكثف طال مناطق خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها إن الغارة الإسرائيلية أصابت محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ونائبه رافع سلامة، مضيفا أنه لا “يعلم مصير الضيف”، فيما أكدت إسرائيل لاحقا مقتل سلامة، ونفى قياديون في حماس تعرض الضيف لأي أذى أو وجود قيادات عسكرية في منطقة الاستهداف.
وأكد نتيناهو أن “قتل قيادات حركة حماس يقربنا من تحقيق أهدافنا… وتصفية قيادات الحركة يدعم تحقيق كل أهداف الحرب وأهداف إسرائيل تجاه جهات أخرى منها إيران”.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي “قتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وقتل العديد من الإسرائيليين”، في الضاحية الجنوبية ببيروت، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من حزب الله اللبناني.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن فؤاد شكر كان مسؤولا عن إدارة الجبهة الجنوبية منذ الثامن من أكتوبر.
وأشار هاغاري إلى أن شُكر المعروف باسم الحاج محسن هو “اليد اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله” مضيفا أنه قُتل “بناء على معلومات استخباراتية”.
ويذكر أن إسرائيل اغتالت في 22 مارس/آذار 2004 الشيخ أحمد ياسين أحد أهم مؤسسي الحركة في هجوم صاروخي شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في غزة، ليتولى بعدها عبد العزيز الرنتيسي قيادة الحركة، ويتعرض هو أيضا بعد أقل من شهر من توليه هذا المنصب للاغتيال على يد إسرائيل باطلاق صاروخ على سيارته في مدينة غزة.