قطاع غزة والضفة: عدوان إسرائيلي متواصل يرفع حصيلة الشهداء والدمار

في تصعيد مستمر وغير مسبوق، تتواصل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 44 ألفا و875 شهيدا، بالإضافة إلى 106 آلاف و454 مصابا، وفق أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة. وقد شهدت الساعات الـ24 الماضية ارتكاب ثلاث مجازر جديدة، أسفرت عن 40 شهيدا و98 جريحا، في استهداف متعمد للمنازل ومراكز الإيواء.

قصف متواصل ومجازر في غزة

استشهد خلال اليوم الأخير 10 فلسطينيين وأصيب العشرات في سلسلة غارات استهدفت مناطق مختلفة من القطاع. ففي “حي الصبرة” جنوبي مدينة غزة، قُتل مواطنان وأُصيب آخرون جراء قصف قرب مسجد الإيمان. وفي ذات الحي، قضى خمسة شهداء بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلاً سكنيا، بينما استشهد ثلاثة آخرون قرب المجمع الإيطالي في “حي النصر” غربي المدينة.

كما استُشهد 4 مدنيين في محيط “مفترق السامر” وسط غزة، بينهم المصور الصحفي شادي السلفيتي، الذي لقي حتفه إثر غارة استهدفت مجموعة من المدنيين. واستهدفت غارات أخرى مناطق متفرقة، منها شارع الجلاء غربي المدينة، وشرق جباليا البلد، مخلفةً إصابات عدة ودمارا واسعا في المنازل.

في حادثة مروعة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث قصف مربعا سكنيا مكتظًا، مما أسفر عن استشهاد 33 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لا يزال العشرات تحت الأنقاض.

عمليات في الضفة الغربية

في الضفة الغربية المحتلة، استُشهد فلسطيني من ذوي الإعاقة برصاص قوات الاحتلال أثناء اقتحام بلدة “بيت عوا” غرب الخليل. وذكرت مصادر طبية أن الشاب أصيب برصاصة قاتلة في الصدر، فيما اعتقل الاحتلال شابًا آخر خلال الاقتحام.

وفي نابلس، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية في بلدة “بيتا”، والتي خرجت احتجاجا على الاستيطان. وشهدت قرية “برقا” شرقي رام الله اقتحامات واعتقالات، حيث اعتُقل ثلاثة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم.

معاناة إنسانية وأزمة غير مسبوقة

الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور يوما بعد يوم مع استمرار الحصار والقصف المكثف. طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى الضحايا نتيجة استهداف الطرق والمرافق الحيوية. كما يعاني آلاف المدنيين من نقص حاد في الغذاء والدواء، بينما يُجبرون على النزوح وسط تصاعد العمليات العسكرية.

المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي

في ظل هذا التصعيد الدموي، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العدوان، لكن غياب التحركات الجادة يثير تساؤلات حول مصداقية المجتمع الدولي في حماية حقوق الإنسان وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

المصدر: قطر عاجل