يجري الرئيس اللبناني “ميشال عون” استشارات مع نواب البرلمان، الخميس، لاختيار رئيس وزراء جديد والتي من المتوقع أن يكلف في نهايتها رئيس حكومة تصريف الأعمال “نجيب ميقاتي” لولاية جديدة، وفقا لما ذكرته مصادر سياسية، ليظل على رأس السلطة التنفيذية في وقت تستعد فيه البلاد لتحديات مالية وسياسية كبيرة في الأشهر المقبلة.
وسيحصل الملياردير القادم من مدينة طرابلس الساحلية الشمالية على دعم أكثر من 50 من أصل 128 نائبا بالبرلمان، بما في ذلك نواب جماعة “حزب الله”، المدعومة من إيران، وحركة “أمل” المتحالفة معها ونواب سنة.
وقالت مصادر حزبية لـ”رويترز” إنها سترشح “ميقاتي” خلال المشاورات مع الرئيس اللبناني، الجمعة، في القصر الرئاسي في بعبدا.
وإذا حصل “ميقاتي” على أصوات العدد الأكبر من أعضاء البرلمان في الاستشارات مع النواب فسيعمد الرئيس “عون” إلى تسميته لتشكيل الحكومة.
وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان شهورا؛ حيث تعمد الفصائل السياسية الرئيسية إلى توزيع الحقائب والمناصب في الحكومة وخارجها.
وإلى جانب السياسات الشائكة، سيتعين على “ميقاتي” توجيه البلاد مع تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي التي تهدف إلى ضمان برنامج إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي للتصدي للانهيار المالي للبلاد.
ولا تزال الفصائل ذات الثقل السياسي والمالي اللبناني منقسمة حول قضايا رئيسية، بما في ذلك كيفية معالجة خسائر القطاع المالي التي تقدر بأكثر من 70 مليار دولار.
ومن الناحية النظرية، لن تدوم ولاية “ميقاتي” الجديدة طويلا. فبعد انتهاء ولاية “عون” في 31 أكتوبر/تشرين الأول، من المفترض أن ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للبلاد، سيكلف شخصية مسلمة سنية أخرى بتشكيل حكومة.
وكان “جبران باسيل” رئيس التيار الوطني الحر الذي أسسه “عون” قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أنه لن يدعم “ميقاتي”.
كما أعلن حزب القوات اللبنانية، وهو فصيل مسيحي مقرب من السعودية ومعارض بشدة لـ”حزب الله”، يوم الأربعاء أنه لن يرشح أحدا.
ويتمتع حزب القوات اللبنانية بأكبر كتلة حزبية في البرلمان.
ومن المنتظر أن تصوت مجموعة من البرلمانيين المستقلين الجدد لصالح نواف سلام، وهو قاض وسفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة.
وبموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، فإن منصب رئيس الوزراء مخصص لمسلم سني، مع الاحتفاظ برئاسة البلاد للمسيحيين الموارنة ومنصب رئيس البرلمان لمسلم شيعي.
وعلى عكس العديد من القادة اللبنانيين، لا ينحدر “ميقاتي” من عائلة سياسية تقليدية، ولكنه بنى إمبراطورية تجارية ناجحة.
وشغل “ميقاتي” منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات من قبل معظمها في أوقات الأزمات، بما في ذلك ولايته الأخيرة حيث تم ترشيحه في سبتمبر/أيلول 2021 بعد فشل السياسي البارز “سعد الحريري” في تشكيل حكومة.
المصدر: وكالات