لم يمر اجتماع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة السادسة للدول المطلة على بحر قزوين مرور الكرام وإنما حمل في طياته رسائل للغرب بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى السعودية خلال الشهر الجاري واستمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والحديث عن تشكيل ناتو عربي.
على هامش قمة الدول المطلة على بحر قزوين في عشق آباد عاصمة تركمانستان، اجتمع الرئيس الإيراني بنظيره الروسي مستقبلاً إياه بالأحضان والقبلات في رسالة واضحة قبل زيارة بايدن المرتقبة إلى السعودية مفادها أن التفاعل الإيراني مع روسيا في إطار علاقات استراتيجية متواصل.
وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي خلال اللقاء إذ قال “علاقاتنا استراتيجية عميقة بطبيعتها. نحن في تفاعل مستمر بشأن القضايا السياسية الأمنية”.
وفي آخر زيارة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو يناير الماضي اتفق الطرفان الروسي والإيراني على تمديد الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتعميقها حيث وُصفت هذه الزيارة بنقطة التحول التاريخية في تاريخ العلاقات بين البلدين.
فدار الحديث بحسب وسائل الإعلام الرسمية للبلدين عن التحضير لوثيقة تعاون استراتيجية طويلة الأمد بين البلدين تمثل خارطة طريق لشراكة مدتها 20 عاماً.
وسبب هذا التقارب بين روسيا وإيران في جميع جوانبه السياسية منها والعسكرية إلى جانب الاقتصادية قلقاً كبيرا لحلف الناتو فكثافة التقارب العسكري بين البلدين تنمو بشكل متزايد يوماً بعد الآخر، ولعل مازاد قلق الناتو الغربي وأمريكا خاصةً هو تحالف هذين البلدين مع الصين وكوريا الشمالية وترك المجال مفتوح لضم دول أخرى مما يشكل فعليا نواةً لحلف وارسو جديد وقوي قادر على منافسة الناتو الغربي وتصنيف جديد في مراكز القوى العالمية.
ولعل أهم حدث جيوسياسي ظهر بعد الحرب الباردة هو صعود التحالف الروسي الإيراني الصيني في وجه المعسكر الغربي، مع العلم أن توسع نفوذ هذا الحلف دوليا يسير ببطء ولكنه بثبات وعلى النفس الطويل.
لم تعد الولايات المتحدة وحلفائها اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط، فعلى مدى العقد الماضي شهدنا نموا هائلاً في القدرات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية لكل كم الصين وروسيا وإيران.
ومع وجود اللاثقة في المسكر الغربي مترافقةً مع تردد أمريكي، نرى أن الحلف الآخر أي روسيا وإيران إلى جانب الصين يظهرون تماسكاً وتناغماً وتعزيزا للشراكة فيما بينهم.
كما أظهر هذا التحالف ضعف القوى الأوروبية أمام عمالقة الشرق والقلق الأمريكي المتزايد منه واتجهاه واشنطن إلى تشكيل تحالفات جديدة.
المصدر: قطر عاجل