بحث وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبداللهيان”، الجمعة، هاتفيا، مع نظيره القطري الشيخ “محمد بن عبدالرحمن”، مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الغربية، التي استضافت الدوحة جولتها الأخيرة.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية بأن الوزيرين “بحثا آخر التطورات المتعلقة بمفاوضات رفع العقوبات عن إيران”.
وجدد “عبداللهيان” “التأكيد على موقف طهران الداعم لتحقيق اتفاق جيد وقوي ومستدام”.
وعبر خلال المكالمة عن مطالبة بلاده الولايات المتحدة بـ”التخلي عن الجشع وانتهاج الواقعية في مسار تحقيق الحل وحصول اتفاق”، حسب البيان.
في الوقت نفسه، ذكرت وزارة الخارجية القطرية أن الشيخ “محمد بن عبدالرحمن” بحث مع نظيره الإيراني “العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات المفاوضات النووية، إضافة إلى “آخر التطورات الإقليمية، وعددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.
وقال وزير الخارجية القطري إن بلاده “تسعى لدعم أطراف محادثات إحياء الاتفاق النووي للوصول إلى اتفاق عادل للجميع، مع الأخذ بالاعتبار مخاوف جميع الأطراف”.
وما تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في أبريل/نيسان 2021، تراوح مكانها متعثرة، منذ أن توقفت في 11 مارس/آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي “إنريكي مورا”، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.
وقبل نحو أسبوعين، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأمريكيون في العاصمة القطرية الدوحة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة عبر الاتحاد الأوروبي، وفيما تؤكد إيران أنها كانت “إيجابية”، عبّرت الإدارة الأمريكية عن خيبة أملها من نتائجها.
ويعمل البيت الأبيض على إحياء الاتفاق الذي وضع قيودا كبيرة على البرنامج النووي الإيراني وخفف العقوبات الاقتصادية القاسية على طهران، وكانت إدارة “دونالد ترامب” السابقة قد تخلت عن الاتفاق.
والجمعة، أعلنت إيران عبر متحدث باسم خارجيتها “ناصر كنعاني” رفض وضعها أمام ضرورة الاختيار ما بين إحياء الاتفاق النووي أو إقامة علاقات مع روسيا، مؤكدة أن هذه الثنائية “زائفة”.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون إيران، “روبرت مالي”، قال الأربعاء، في مقابلة مع قناة “سي إن إن”: إن على إيران “الاختيار بين إحياء الاتفاق النووي أو البقاء مع روسيا” التي وصفها بأنها “منعزلة دوليا”.
ومنذ أن سحب الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” واشنطن من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على طهران في 2018، تنتهك إيران العديد من القيود التي يفرضها الاتفاق على أنشطتها النووية، وأصبحت تخصب اليورانيوم لتقترب من مستوى صنع أسلحة نووية.
ومساء الخميس، جدد وزير الخارجية الإيراني، “حسين أمير عبداللهيان”، التأكيد على موقف بلاده بشأن المفاوضات النووية المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدا “نحن جادون في التوصل إلى اتفاق نووي قوي ومستدام”.
ورفض في حوار مع تلفزيون إيران “اتهام واشنطن لها بتعطيل الوصول إلى الاتفاق لإحياء الاتفاق النووي” واصفا هذا الاتهام بأنه “باطل”.
وأكد أن بلاده ستواصل المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إن الأخيرة طلبت منا عبر الوسطاء تسوية ملف اغتيال القائد السابق لـ”فيلق القدس”، الجنرال “قاسم سليماني”، مع التأكيد على رفض الطلب والقول إن الملف “لم يغلق والثأر له واجب قطعي”.
وأوضح الوزير الإيراني أن مسودة الاتفاق في المفاوضات النووية، جاهزة بنسبة 96%، مؤكدا أنها تنقصها “ضمانات لتأمين مصالحنا الاقتصادية”.
المصدر: وكالات