الحرب الإيرانية الإسرائيلية أكانت بالنيابة أو حرباً مباشرة أو على شكل ردود و انتقامات تبقى هي الجمر الذي يقبع تحت رماد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.
لا يخفى على أحد أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية بدأت منذ فترة طويلة تعود إلى سيطرة النظام الإسلامي على الحكم في إيران و امتدت و تغيرت أشكالها حتى يومنا هذا و لا تزال مستمرة بمختلف أشكالها و نتائجها.
للحديث في هذا الشأن استضاف موقع قطر عاجل الدكتور حيان القحطاني خبير الشؤون الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط للحديث عن المناوشات المستمرة في الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
يقول الدكتور حيان أن المناوشات الإيرانية الإسرائيلية مستمرة منذ وقت طويل حيث يسعى كل من النظامين إلى فرض ثقافته و سلطته على أوسع رقعة ممكنة من منطقة الشرق الأوسط وكل من الطرفين يقوم بنشاطاته بناءً على أيدولوجيا معينة.
فالإيرانيين يسعون إلى تمديد رقعة التشيع عبر الشرق الأوسط سعياً منها إلى أخذ عصا قيادة العالم الإسلامي باليد. وقبلتهم الأساسية في هذه السياسة هي تحرير القدس من الإحتلال الصهيوني. مما يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل.
أما الصهيانة فيقومون بالدفاع عن وجودهم ضد إيران من خلال تقوية نفوذهم في المنطقة و تطوير تقنياتهم العسكرية والتكنولوجية ليتمكنوا من تحقيق أكبر ضرر ممكن لمصالح إيران في المنطقة، بالإضافة إلى استهداف مصالح إيران في المنطقة عن طريق استهداف عناصرها و أفرادها و تقنياتها وصناعاتها في كل مكان داخل إيران و خارجها وفي سوريا و اليمن.
ويقول حيان : بالطبع هذه المناوشات و تضارب المصالح و السعي الدائم لفرض السيطة من قبل إسرائيل و إيران يعرض المنطقة برمتها لخطر الصدام بين هذين العملاقين ، بالطبع وقبل الحديث عن الصدام العسكري المباشر والحرب الإيرانية الإسرائيلية يمكن أن نرى ونلمس العديد من النتائج الحاصلة من الحرب الباردة أو الحرب بالنيابة إذا صح القول بين إيران و إسرائيل.
مثل ضرب شركة آرامكو السعودية عن طريق حلفاء إيران في المنطقة كأحد الردود على استهداف اسرائيل لمصالح إيران في سوريا. هذا وقد كان إيران قد قامت بإستهداف أهداف عسكرية حتى داخل الأراضي الإيرانية ومثل هذا العمل سيتم الرد عليه بشكل حتمى عاجلاً أم آجلاً ولكن المشكلة في هذا الرد هو أنه قد يحدث في أحد المدن العربية الخليجية.
ويضيف القحطاني : نستطيع أن نلخص بعض الأحداث والمناوشات بين البلدين أو ما يمكن أن نسميه الحرب الإيرانية الإسرائيلية المصغرة من خلال ذكرها بالترتيب على الشكل التالي :
- هجوم إسرائيلي على موقع عسكري إيراني في مدينة أصفهان _ ردت إيران عليه باستهداف ناقلة نفط إسرائيلية في المياة الإقليمية العربية في الخليج العربي.
- هجوم إسرائيلي على قافلة مساعدات إيرانية كانت تتحرك بإتجاه سوريا عبر الحدود السورية العراقية_ ردت عليه إيران بإستهداف مقر عسكري لضباط إسرائيليين في مدينة عجمان الأردنية.
- هجوم إسرائيلي على مقر للقوات الإيرانية في سوريا ردت عليه إيران بتفجير أحد المطاعم في الإمارات استهدافاً لمسؤولين أمنيين إسرائيليين كانوا في المكان مما أدى لمقتلهم.
- هجوم إسرائيلي على مجمع سكني في دمشق يقال أنه إستهدافاً لأحد الضباط الإيرانيين _ فماذا سيكون رد إيران؟؟؟؟
قد يكون الرد على شكل استهداف أحد الشركات أو الأشخاص أو مصالح إسرائيل في الإمارات أو أحد الدول العربية. حيث أن الإمارات و بعد مسيرة التطبيع مع إسرائيل أصبحت مسرحاً لعمليات الإنتقام الإيرانية من الضربات الإسرائيلية وهذا ما يبعث على القلق بالنسبة للدول العربية الأخرة بالإضافة إلى تدمير الحالة الأمنية المتماسكة الموجودة في الإمارات مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بمختلف القطاعات الأخرى في هذا البلد.
ويعقب القحطاني : إذا فإن الحرب الإيرانية الإسرائيلية هي حرب ذات رقعة متوسعة بشكل دائم و ليست مقتصرة على حدود البلدين و إنما يكون الضرر الأكبر الناتج عن هذه المناوشات موجهاً نحو الدول العربية التي تعد مسمار الأمان في الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
الحرب الإيرانية الإسرائيليةو السؤال هنا : هل يكون تطبيع العلاقات بين الدول العربية في الخليج العربي مع إسرائيل نعمةً على هذه البلدان أم نقمه ؟
يجاوب القحاطني على هذه السؤال فيقول : التطبيع مرفوض لدى المجتمعات العربية بشكل عام و إن كانت مصالح الدول العربية تقتضي التطبيع مع إسرائيل من أجل مواكبة التطور التكنولوجي و الحصول على الأسلحة و الحماية من الدول الداعمة لإسرائيل. ولكنه من ناحيةً أخرى سيكون نقمةً على الدول العربية التي تجاور كل من إيران وإسرائيل حيث أنه سيحول هذه الدول إلى منطقة صراع بين القوتين ومسرحاً للعمليات الإنتقامية بين الطرفين، و الواقع الحالي في المنطقة و ما نراه من أحداث وماذكرناه منذ قليل يؤكد على أن أياماً صعبة ستأتي على هذه المنطقة في حال لم يقم العرب بتسوية الأمور بشكل أو بآخر بما يخدم مصالحهم وأمن بلادهم.
بالطبع أقول كلامي هذا على الرغم من أنني لست متأكداً من نشوب الحرب الإيرانية الإسرائيلية مباشرة بين الطرفين على الأقل في العشر سنوات القادمة، وإنما ستتلخص حربهم في ضرب ورد وسيكون مسرح هذا الضرب و الرد هو الخليج العربي و سوريا و العراق وغيرها من دول المنطقة.
المصدر : قطرعاجل