تطرقت مريم سعيدي أخصائية المعشبة في مركز الصون النباتي في حديقة القرآن النباتية للحديث عن نبتة الأثل
نبتة الأثل / الطرفاء، ذو الاسم العلمي Tamarix aphylla (L.) H. Karst.
ذُكِر لفظ الأثل مرة واحدة في القرآن الكريم قال اللّه تعالى:
«فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ» [سبأ: 16].
وورد ذكر نبتة الأثل في الأحاديث النبوية فعَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ أَتَى رِجَالٌ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْمِنْبَرِ،
فَقَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى فُلاَنَةَ -امْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ- «أَنْ مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ،
يَعْمَلُ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ ». فَأَمَرَتْهُ يَعْمَلُهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ ثُمَّ جَاءَ بِهَا، فَأَرْسَلَتْ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ. (صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب النجار).
نبتة الأثل من الشجيرات البرية دائمة الاخضرار متوسطة الطول، يتبع فصيلة الطرفاوية، ليس له أوراق عريضة،
إنما حراشيف صغيرة ذات فروع خضراء هدبية تحمل على سطوحها الأملاح التي يفرزها نبات الأثل،
أما أزهاره فهي صغيرة ذات اللون الوردي الفاتح أو الأبيض.
ينمو الأثل في الأراضي الملحية الرطبة، وغالباً ما يتواجد في الأودية الصحراوية، بسبب وجود مستنقعات الماء
وأماكن تجمع مياه الأمطار. وينتشر في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، أفغانستان، الهند، باكستان،
حيث توافر الظروف الملائمة لنموه.
بالإضافة إلى ذلك فأن لهذا النبات دور وفوائد كثيرة منها، يتم تشجير الأثل والإكثار منه في المناطق الجافة
وشبه الجافة وذات التربة الكلسية والمالحة، فتعمل كمصدات للرياح القوية ولتثبيت الرمال.
كما يستفاد من خشب فروعه كما تبين في الحديث الشريف في الصناعة الخشبية كصنع المحاريث، العجلات
والعربات الخشبية، أيضاً مقابض الأدوات، الأثاث وصناديق الفاكهة، كما يتم استخدام خشبه للوقود.