حبات من المكسرات متنوعة أشكالها، وقطع من الحلوى مختلفة ألوانها فيها لذة للأطفال.. إنّ في القرنقعوه صوراً تدعو
للتفكير، طبعاً هذا من باب تطويع المقال لكي يخدم أهدافي الإنسانية، وليس لي مأرب أخرى من هذا كله، فقط المصلحة
العامة.
من جهة أخرى هل فكّرت يوماً وأنت تجمع نصيب أطفالك من القرنقعوه، وجالس تفرز هذا من ذاك أن التنوع في كيس
القرنقعوه يعكس التنوع في مجتمعنا، وأنه من غير تنوع القرنقعوه -أقصد المجتمع- فسيكون الجمود مصيرنا، كلنا صور
تشبه بعضها البعض حتى نفقد طعم بعض..
ولكن بالتنوع نسهم في بناء جسور المعرفة، وتبادل الأفكار، وحتى الثقافات، فهذا «كازو»، وذاك «بيذان»، وهذه
«الحلوى»، وتلك «الجوزه»، جميعهم مجتمعون يشكلون مجتمعاً متعايشاً متسامحاً يتقبل الآخر ويتفاعل معه.
قبل كل شيء هذه دعوة لكي نعزز من «ثقافة القرنقعوه»، وهو مصطلح جديد «جدعنه من عندي كده»، حيث ستلعب دوراً
بارزاً في بناء مجتمع منفتح.
مع ذلك سنغني: عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا أم السلاسل والذهب يا نورة ويا ماريا.. عطونا من مال الله سلم لكم
عبدالله وجهاد.. عاداتنا لن تتغير ولكن ستذوب وتنصهر في مجتمع واحد متجانس، وتقاليد أهل قطر ستغرس بهدوء في
نفوس الأبناء لتصبح عادة يتناقلها جيلاً بعد جيل، فتحفظ عبر السنين في ذاكرة الشعوب.
وبالتالي كيف لا وعادة مثل القرنقعوه تدعو إلى التقارب بين أبناء البلد الواحد، ونشر المحبة في قلوب الصغير والكبير،
وتأصيل قيمة البذل والعطاء في بلد معطاء، فلا تجنوا على أم السلاسل والذهب، ولا تفسدوا كرم عبدالله.
بعد ذلك القرنقعوه موروث تمتزج به رائحة عبق الماضي مع روح المستقبل.. الغد أجمل عندما نكون معاً وننشد معاً قرنقعوه قرقاعوه.
نقلا عن موقع العرب بقلم إيمان الكعبي