إسرائيلي 1

تأسيس مجتمع يهودي في السعودية.. حلم حاخام إسرائيلي بعد التقارب السعودي

بعد التقارب غير المسبوق بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي بات مشروعاً لحاخاماتها الحلم بتأسيس مجتمع يهودي في مملكة الحرمين الشريفين وهو بالفعل ما يطمح إليه الحاخام الإسرائيليي عقوب هرتسوغ المقيم بين السعودية ودولة الاحتلال بل وشرع به من خلال إقامته لطقوس الكيدوش “Kiddush” التي تتضمن شرب النبيذ وتلاوة التوراة وصلاة يوم السبت بمشاركة الصحفيين الإسرائيليين الذي زاروا المملكة خلال زيارة بايدن لجدة.

بدأ الحاخام اليهودي عقوب هرتسوغ (46 عاما)، الذي يحمل الجنسية الأميركية، في التفكير للذهاب إلى السعودية قبل أربع سنوات، وبالفعل زارها مرات عديدة خلال الأعوام الأربعة الماضية ومن حينها يقسم وقته بين دولة الاحتلال والمملكة التي يريد أن يصبح “الحاخام الأكبر” غير الرسمي فيها”، بحسب صحيفة “Jerusalem Post“.

وبحسب الصحيفة يحلم الحاخام الإسرائيلي في تأسيس مجتمع يهودي متكامل في السعودية، وتدشين العديد من المشروعات التي تخدم أصحاب الديانة اليهودية.

كما ذكرت الصحيفة العبرية في تقرير لها أن العديد من اليهود زاروا مدينة جدة السعودية في نهاية الأسبوع الماضي، ويرجع ذلك أساسا إلى القمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث صنع الحاخام هرتسوغ الكيدوش للمشاركين ومعظمهم من الصحفيين ومستشاري المسؤولين الحكوميين الذين أمضوا يوم السبت في المملكة.

يعرف هرتسوغ نفسه بأنه “رجل أعمال، ومختص في المعاملات التجارية، وحوار الأديان، وتوفير كافة احتياجات اليهود في السعودية”.

%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AE%D8%A7%D9%85
الحاخام هيرتسوغ مع الشيخ أحمد الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقا

وقال في تصريحات نقلتها الصحيفة العبرية: “اليهود يأتون إلى المملكة بشكل أساسي للعمل والسياحة، معظم المغتربين الذين يأتون إلى السعودية أطباء ومعلمون وموظفون في كل هذه المشاريع الدولية الضخمة الجارية”، مضيفا: “الآن يستغرق الأمر بضع دقائق عبر الإنترنت للحصول على تأشيرة زائر”.

وكشف عن وجود حوالي ألف يهودي أمريكي في المملكة السعودية في الوقت الحالي قائلاً: “استنادا إلى الإحصائيات، يوجد حوالي مئة ألف وافد أمريكي في المملكة، لنفترض أن اليهود يمثلون واحدا بالمئة منهم، هذا يعني أن هناك ألف يهودي في السعودية من الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى أن هناك يهودا أيضا من دول أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وجنوب أفريقيا”.

وتحدث عن بداية علاقته بالمملكة قائلا: “بدأت بالتفكير في السعودية منذ سنوات؛ لطالما فتنتني. والآن، أينما نظرت، هناك نمو سريع، وبنية تحتية، ورعاية صحية، وذكاء اصطناعي، وأمن إلكتروني، لقد اندهشت، لكني تساءلت: من الذي سيهتم باحتياجات اليهود الدينية؟!”.

وأشار إلى أنه تحدث مع زوجته بشأن فكرته للذهاب للسعودية، والبدء بتنظيم اليهود في المملكة في مجتمع فعال، لافتا إلى أنه لاقى تشجيعا منها؛ بهدف إحداث تغيير ملموس بالمملكة.

حصل الحاخام الطموح على تأشيرة في 2020، وكان يخطط لزيارته الأولى، لكن بعد أسبوعين، تم إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا.

وقال هرتسوغ: “عندما أعيد فتح أبواب السفر، فعلت ذلك، رغم أنه لم يكن لدي أدنى شك في أنني لن أواجه مشكلة في زيارتي هناك بصفتي يهوديا متدينا، ولكن كان من المهم بالنسبة لي أن أظهر هذا للعالم، أن السعوديين ليس لديهم أي مشاكل مع الشعب اليهودي”.

من جانبها، قال السفارة السعودية في واشنطن، إن هرتسوغ دخل المملكة كسائح أمريكي.

وقال مسؤول سعودي: “على الرغم من أن السعودية شجعت منذ فترة طويلة الحوار بين الأديان، والتقت قيادتنا بالعديد من القادة الذين يمثلون ديانات مختلفة لتعزيز هذا الجهد، فإن زيارة هرتسوغ للمملكة لم تكن جزءاً من هذا الجهد”.

لكن هرتسوغ عاد إلى الرياض بعدها، قائلاً: “لقد واصلت زياراتي وأقمت علاقات مع السكان المحليين، خاصة مع المغتربين اليهود”، مشيراً إلى أن بعضهم كان متردداً في البداية، إلى أن أصبح يتحدث معهم علناً في وضح النهار في الرياض.

وعبر الحاخام عن ثقته بأن الحكومة السعودية ستمول المراكز اليهودية في البلاد في المستقبل، قائلا: “إنها مجرد مسألة وقت حتى يمولوا ويبنوا المؤسسات اليهودية في جميع أنحاء المملكة”.

وتم تعيين هرتسوغ “قسيسا” في وزارة الجيش الإسرائيلي، حيث كان مسؤولا عن احتياجات الأديان الأخرى كافة في وحدته.

ويقول: “كنت قسيسا عسكريا لمدة عشر سنوات، يمكنني أن أقول إن السعودية هي أفضل مكان يمكن أن يخدم فيه اليهود؛ لأنها أكثر المجتمعات تنوعا على الكوكب”، لافتاً إلى أنه اليوم لا ينتمي إلى أي منظمة يهودية.

ومنذ أن تسلم محمد بن سلمان ولاية العهد بدأت العلاقات السعودية الإسرائيلية بالتنامي والظهور إلى العلن رويداً رويداً ولكن وتيرة التقدم نحو تطبيع العلاقات العلني باتت تسير بسرعة كبيرة منذ العام الماضي حتى الآن إذ تم حذف النصوص المعادية لليهود من مناهج التعليم وتعيين حاخام رئيس في المملكة إضافة إلى السماح لرجال الأعمال الإسرائيليين بالاستثمار فيها ومؤخراً فتح المجال الجوي السعودي أمام الطائرات الإسرائيلية والموافقة على تملك الأجانب وفي مقدمتهم الإسرائيليين في الحرمين الشريفين.

وواستمر ذلك إلى أن بات نظام محمد بن سلمان يوصف بأنه يفتح أبواب المملكة أمام اليهود والصهاينة، وتضمن ذلك تدنيس العديد من المساجد المقدسات وأشهرها قيام بن تسيون (مرشح سابق لعضوية الكنيست) بتدنيس المسجد النبوي في 2017 ونشر صوره بملابس مكتوب عليها بالعبرية.

كذلك، شهدت الفترة الماضية تواجد غير مسبوق للإعلام الإسرائيلي في المملكة كقناة كان والقناة 12 والقناة 13 وقناة i24NEWS Arabic وصحف Jerusalem Post  و Times of Israel، والذين بث مراسلوهم تقاريرهم من أماكن مختلفة داخل المملكة.

ومؤخرا نشرت القناة 13 الإسرائيلية تقريرا لمراسل الشؤون الخارجية لديها جيل تماري الذي أتى إلى السعودية لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة واستغل ذلك للذهاب إلى مكة مسجلاً مقطع فيديو للقناة، في مشهد يعد الأول من نوعه لتجول صحفي إسرائيلي داخل الأراضي المقدسة بعد تقارير سابقة عن جولة لوفد إسرائيلي في الحرم النبوي.

ومنذ أيام كذلك تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهِر مراسلين لقناة i24NEWS الإسرائيلية، وهما يدنسان جامع الميداني في الرياض، ويجلسان بجانب المصلين أثناء الصلاة وهما يقولان “من الصعب تصديق أننا هنا”.

المصدر: قطر عاجل + متابعات

شاهد أيضاً

انتخابات الرئاسة في تونس 2024: هل تعكس تنافساً حقيقياً أم إنها “مجرد إجراء شكلي”؟

انتخابات الرئاسة في تونس 2024: هل تعكس تنافساً حقيقياً أم إنها “مجرد إجراء شكلي”؟ صدر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *