أثار قرار الصين، الاثنين، إلغاء الحجر الصحي للزوار الأجانب اعتبارًا من 8 يناير المقبل، مخاوف بشأن احتمال انتشار متغيرات جديدة خارج حدود البلاد.
ويراقب علماء الفيروسات بقلق كبير، قرار بكين المفاجئ، بينما اتخذت اليابان والهند تدابير احترازية عالجلة لمنع تدفق الحالات.
صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلت عن طبيب الأمراض المعدية الأسترالي، دومينيك دواير، قوله إن الافتقار إلى الشفافية بشأن كوفيد في الصين كان مقلقًا لأننا “لا نعرف المتغيرات المنتشرة في الصين في الوقت الحالي، وما إذا كانت هذه المتغيرات مختلفة من حيث الاستجابة للتطعيم “.
وعبر الصينيون عن فرح عارم بعد إعلان بكين الذي يعني زوال آخر أركان السياسة الصينية المعروفة بـ “صفر كوفيد” التي عزلت البلد منذ نحو ثلاث سنوات وأثارت في أواخر نوفمبر احتجاجات لم يشهد لها مثيل منذ عقود.
وأفضى هذا الإعلان إلى التهافت على شراء تذاكر رحلات دولية، فشهدت أسعار هذه البطاقات ارتفاعا شديدا، وفق وكالة فرانس برس.
غير أن الخارج تلقّى هذا النبأ بطريقة مختلفة تماما، علما بأن الصين تواجه إحدى أكبر موجات الإصابات في العالم، ويزيد من شدّتها تطوّر متحوّرات جديدة.
وأعلن مسؤولون في الولايات المتحدة أن السلطات الأميركية تنظر في احتمال فرض قيود على المسافرين الوافدين من الصين، بعدما فرضت الهند واليابان فحوص “بي سي آر” إلزامية على الآتين من الصين.
وقال مسؤولون أميركيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إن “المجتمع الدولي يشعر بقلق متزايد إزاء الطفرات الحالية لكوفيد-19 في الصين، وغياب بيانات شفافة في هذا الخصوص، لا سيما بيانات التسلسلات الجينومية الفيروسية” وفق ما نقلت فرانس برس.
وتطرّق هؤلاء المسؤولون إلى المخاوف التي أعربت عنها منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد، كاشفين أن واشنطن “تنظر في احتمال اتّخاذ تدابير مشابهة” لتلك المتّخذة في اليابان والهند وماليزيا.
وقال دواير، الذي كان أحد الخبراء المكلفين بالسفر إلى ووهان في أوائل عام 2021 للتحقيق في أصول الجائحة في تقرير لمنظمة الصحة العالمية: “لقد غيروا سياستهم بسرعة كبيرة، انتقلوا من نهج صفر كوفيد إلى الانطلاق التام، لذلك أرى أن هذا حدث بسرعة كبيرة جدًا”.
ووضع هذا الانقلاب المفاجئ في السياسة الصحية الصينية حدّا لنحو ثلاث سنوات من الفحوصات المكثّفة وتدابير الإغلاق والحجر المطوّلة التي أربكت سلاسل الإمدادات في البلد وزعزعت الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر الاقتصادات في العالم.
وباتت المستشفيات مكتظة ومحارق الجثث متخمة ويشتكي السكان من نقص في الأدوية المضادة للحمى، فيما يبقى انتشار الفيروس في أوساط السكان المقدّر عددهم بنحو 1.4 مليار خارجا عن السيطرة إلى حدّ بعيد.
واعتبارا من الجمعة، ستعيد اليابان فرض فحوصات “بي سي آر” إلزامية على المسافرين الوافدين من برّ الصين الرئيسي.
وأعلنت سلطات جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها بدورها نيّتها إجراء فحوصات للمسافرين الآتين من الصين القارية.
وفي أوروبا، أعلنت إيطاليا التي تضرّرت بشدة من جائحة كوفيد-19 في العام 2020، الأربعاء، أنّ المسافرين الوافدين من الصين سيخضعون لاختبار إلزامي.
إلى ذلك، يقول خبراء إن نقص البيانات من المرجح أن يخفي عدد الحالات وشدتها.
وقال هوارد برنشتاين، وهو طبيب مقيم في بكين، لوكالة رويترز إن المرضى يصلون إلى المستشفيات بشكل كبير، وأن جناح العناية المركزة، حيث يعمل في مستشفى بكين يونايتد للأسرة، كان “ممتلئًا”.