الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية
أعلن الحوثيون تنفيذ هجوم صاروخي على إسرائيل السبت 28 ديسمبر/كانون الأول تلته غارتان جديدتان منسوبتان للولايات المتحدة وبريطانيا استهدفتا محافظة حجة في شمال اليمن.
وقال الحوثيون في بيان عسكري إنهم استهدفوا قاعدة نيفاتيم الجوية في النقب جنوب إسرائيل “بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع فلسطين2″، مؤكدين أنه “أصاب هدفه بنجاح”.
وأضاف البيان “نؤكد للشعب اليمني استمرارنا في تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.
ونقلت فرانس برس عن الجيش الإسرائيلي قوله إنّ صاروخاً أُطلق من اليمن اعترضته الدفاعات الجوية فجر السبت “قبل دخوله” الأجواء، مشيراً إلى أنّ صفّارات الإنذار دوّت في وسط إسرائيل وفقا للبروتوكول المعمول به.
وبعيد الهجوم الصاروخي الجديد على إسرائيل، أفاد الحوثيون بوقوع غارتين جديدتين نفذهما “العدوان الأمريكي البريطاني” واستهدفت الغارتان منطقة بحيص بمديرية ميدي في محافظة حجة شمال غرب العاصمة صنعاء.
-
مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات، والقبض على مسؤول الإعدامات الميدانية في صيدنايا
-
هل يكترث الحوثيون بما يُخطَّط لهم بعد انهيار “محور المقاومة”؟
-
غارات أمريكية على مواقع للحوثيين في اليمن
-
الأونروا: الأطفال في غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد، ومقتل إسرائيلية إثر عملية طعن في هرتسليا
قصص مقترحة نهاية
ولم يصدر تعليق فوري من لندن أو واشنطن على هذا الإعلان.
ويأتى إطلاق هذا الصاروخ بعد تعهد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي الجمعة، بمواصلة مهاجمة إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، وقوله “إنهم لن يتوقفوا حتى تتوقف جرائم الإبادة الجماعية والحصار على القطاع”.
وتأتي تصريحات البخيتي بعد غارة جوية جديدة على العاصمة اليمنية صنعاء، الجمعة، تلت غارات إسرائيلية أخرى، بحسب الحوثيين المسيطرين على العاصمة.
وأضاف خلال تصريحات لبي بي سي، أن اليمنيين الآن “ينتقلون إلى مواجهة مباشرة” مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل بعد قتال ما أسماه “أدواتهم” خلال الحرب الأهلية اليمنية التي استمرت عقداً من الزمان، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل لدعم الحكومة اليمنية عندما سيطر الحوثيون على صنعاء عام 2015.
واعتبر البخيتي أن “الحرب توحد شعب اليمن”.
كما قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، إنه لا ينبغي شن هجمات على أهداف مدنية هناك، بعد يوم من قصف إسرائيل للمطار الدولي في صنعاء.
وأضاف لبي بي سي أن الموانئ والمطارات هي شرايين حيوية لجهود الإغاثة في اليمن، مشيراً إلى أن حركة الحوثيين في اليمن كانت تهاجم إسرائيل منذ أشهر، وفقاً له.
ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا.
فيما قال مصدر مطلع لرويترز، الجمعة، إن منظومة أمريكية متقدمة مضادة للصواريخ استخدمت في إسرائيل لمحاولة اعتراض مقذوف لأول مرة منذ وضع الرئيس جو بايدن النظام في إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن منظومة “ثاد” استخدمت لمحاولة اعتراض مقذوف من اليمن في وقت ما خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإن التحليل سيحدد مدى نجاحه.
ولم ترد وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بعد على طلب التعليق.
هل يكترث الحوثيون بما يُخطَّط لهم بعد انهيار “محور المقاومة”؟
إسرائيل تقصف أهدافاً للحوثيين في اليمن.. فأي المواقع الحيوية استهدفت؟
استهداف مطار بن غوريون
وأكد الحوثيون، الجمعة، إطلاقهم صاروخاً باليستياً مستهدفاً مطار بن غوريون في وسط إسرائيل، وذلك غداة شن الأخيرة ضربات على مطار صنعاء و”أهداف عسكرية” تابعة للجماعة في اليمن، الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول.
وقال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله، يحيى سريع، في بيان إن الصاروخ فرط الصوتي الذي أطلق، أدى إلى “وقوع إصابات وتوقف حركة الملاحة في المطار” الإسرائيلي.
وقال سريع إن الجماعة نفذت عملية عسكرية أخرى استهدفت ما وصفه بـ “هدف حيوي” إسرائيلي مستخدمة طائرة مسيرة.
كما استهدفت الجماعة سفينة في شرق جزيرة سقطرى “بعدد من الطائراتِ المسيرة”، وفق سريع، بعد “انتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ” الإسرائيلية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية على اليمن، الخميس، عن ستة قتلى.
وبعد منتصف الليل، أعلن الجيش الإسرائيلي “اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الاسرائيلي”.
وتحدث الجيش عن “تفعيل الإنذارات في وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض”.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه كان على وشك ركوب طائرة في المطار عندما تعرض للهجوم.
وأشار غيبريسوس في منشور على إكس، الجمعة، إلى أن “أحد موظفي الأمم المتحدة الذي أصيب في ضربة جوية على مطار صنعاء الدولي أمس الخميس قد جرى إجلاؤه إلى الأردن بهدف خضوعه لمزيدٍ من العلاج”.
وفي أعقاب الضربات، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة ضرب الجماعة اليمنية “حتى إنجاز المهمة”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل “ستطارد كل قادة الحوثيين … لن يكون بمقدور أحد الهرب”.
المواقع المستهدفة
وهاجم الجيش الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي، وكذلك بنى تحتية عسكرية في موانئ الحديدة والصليف ورأس كثيب على الساحل الغربي لليمن.
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بأن مطار صنعاء الدولي تعرّض “لأكثر من ست هجمات”، وبأن ضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية المحاذية.
وأعلن الجيش قصف محطتي الكهرباء حزيز ورأس كثيب أيضاً.
وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين أن الغارات أدت إلى سقوط ستة قتلى، بعدما أفاد الحوثيون سابقاً بمقتل شخصين في مطار صنعاء وثالث في ميناء راس عيسى.
من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني التابعة للحوثيين أنّ مطار صنعاء “سيعود للعمل اليوم الجمعة”، مشيرة إلى أنّ القصف حصل بينما “كانت الطائرة الأممية تستعدّ للطيران في رحلتها المجدولة”.
رغم أن الهيئة قالت إن القصف الإسرائيلي على المطار أدى إلى “تدمير أجزاء من بنيته التحتية بما في ذلك التجهيزات الملاحية وبرج المراقبة الجوية”.
ووفق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، شملت أهداف الضربات “بنى تحتية يستخدمها نظام الحوثي الإرهابي لأنشطته العسكرية في مطار صنعاء الدولي وفي محطتي الطاقة حزيز ورأس كنتيب”.
وأوضح بيان للجيش، أن البنية التحتية التي تعرضت للقصف كان يستخدمها الحوثيون “لنقل وسائل قتالية إيرانية إلى المنطقة ووصول مسؤولين إيرانيين إليها”.
وتابع البيان: “يمثل نظام الحوثي الإرهابي وكيلاً مركزياً للمحور الإيراني ويتحمل مسؤولية زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة حرية الملاحة الدولية”.
ويطلق الحوثيون صواريخ ومسيّرات على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، في هجمات يقولون إنها لدعم الفلسطينيين.
ويشن الحوثيون هجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة، منذ أشهر ضد سفن عابرة للبحر الأحمر وخليج عدن.
واستدعت عشرات الهجمات بواسطة مسيّرات وصواريخ على سفن شحن ضربات انتقامية من جانب القوات الأمريكية وكذلك البريطانية.
إيران تدين
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، إن الضربات تنطوي على “إجرام صهيوني بحق الشعب اليمني”.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس الضربات الإسرائيلية، معتبرة أنها تشكل “انتهاكاً” للسلم والأمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن “هذه الاعتداءات تشكل انتهاكاً واضحاً للسلم والأمن الدوليين وجريمة لا يمكن إنكارها بحق الشعب اليمني البطل والنبيل والذي لم يدّخر جهداً في دعم شعب فلسطين المظلوم في مواجهة الاحتلال والإبادة الجماعية”.
وأدانت حركة حماس الفلسطينية التي تخوض حرباً مع إسرائيل في قطاع غزة، الخميس “العدوان الإرهابي الغاشم الذي شنه العدو الصهيوني على اليمن الشقيق”.
على صعيد مقابل، أدانت فرنسا “بشدة” الهجمات الصاروخية والمسيّرة ضد إسرائيل التي نفذها الحوثيون اليمنيون في الأيام الأخيرة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الجمعة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إن “فرنسا تذكّر بأن هذه الهجمات على غرار الهجمات الأخرى التي نفذها الحوثيون ضد سفن تجارية في البحر الأحمر والأراضي الإسرائيلية منذ أكثر من عام، غير مقبولة ومزعزعة للاستقرار ويجب أن تتوقف فورا”.
وجددت باريس “تمسّكها بالاستقرار الإقليمي وأمن إسرائيل”.
مسؤول أممي ينجو من الهجوم
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الذي كان موجوداً في اليمن خلال القصف الإسرائيلي الخميس، أنه “في أمان”، لكنه أشار إلى أضرار لحقت بالبنية التحتية.
وجاء في بيان لتيدروس في منصة إكس “أصيب أحد أفراد طاقم طائرتنا. وأفيد بمقتل شخصين على الأقل في المطار”، مضيفاً أن أعضاء آخرين في طاقم الأمم المتحدة هم أيضاً في أمان لكن موعد المغادرة أرجئ بانتظار إجراء الإصلاحات.
وأضاف “تعرض برج المراقبة وقاعة المغادرة – على بعد أمتار من مكان تواجدنا – والمدرج لأضرار”.
وأضاف “علينا الانتظار حتى يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمطار قبل أن نتمكن من المغادرة”.
وكان تيدروس ضمن وفد ذهب إلى اليمن لمحاولة الإفراج عن 17 من أعضاء الأمم المتحدة المحتجزين بعضهم منذ عام 2021، والبعض الآخر منذ يونيو/حزيران من قبل الحوثيين.
وندد الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، بـ”التصعيد” بين الحوثيين وإسرائيل، معرباً عن “قلقه” إزاء الغارات التي شنّتها الأخيرة على مطار صنعاء.
وقال متحدّث باسم غوتيريش في بيان، إنّ “الأمين العام يدين التصعيد بين اليمن وإسرائيل. إنّ الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اليوم مطار صنعاء الدولي وموانئ في البحر الأحمر ومحطات للطاقة الكهربائية في اليمن، هي مثيرة للقلق بشكل خاص”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه بشكل خاص إزاء تداعيات قصف منشآت للنقل على عمليات المساعدات الإنسانية في بلد يعتمد 80 بالمئة من سكّانه على المعونات.
وشدّد البيان على أنّ “الأمين العام ما زال يشعر بقلق عميق إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة، ويكرّر دعوته لكل الأطراف المعنية إلى وقف كل الأعمال العسكرية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.